تلسكوب| باحث مصرى يكشف أسرار «الكوكب الأحمر»:

الأرض والمريخ توءمان أحدهما فقد الذاكرة

 د. محمد يوسف
د. محمد يوسف

من على سطح الأرض اكتشف الباحث المصرى د. محمد يوسف كوكب المريخ، بعد أن درس الاستشعار عن بعد فى جامعات عالمية مثل هايدلبرج وكولون بألمانيا، وطوكيو باليابان، ليقرر أن يشارك فى عمليات إكتشاف ودراسة المريخ وهو يقف بقدميه على كوكب الأرض! ينظر أستاذ جيولوجيا المياه ورئيس قسم الجيولوجيا بمركز بحوث الصحراء، إلى الأرض والمريخ على أنهما توءمان، لهما نفس العمر (4.5 بليون سنة).

لكن يبدو أن المريخ هو الشقيق الأكبر، لأنه يحتفظ بسجل جيولوجى للمليار سنة الأولى من عمرهما معا، وبالتالى يوفر العديد من المعلومات غير المعروفة عن كوكبنا المأهول بالحياة، باعتبار أن الأرض فقدت مليار سنة من سجلها الجيولوجى الخاص خلال الحركات التكتونية التى أدت إلى انفصال القارات، وحتى الآن لم يتم التأكد هل حدثت تلك الحركات على الكوكب الأحمر أم لا..

أهمية اكتشاف المريخ «حسب يوسف» توفر معلومات حول كيفية التغلب على المشاكل التى تواجه كوكب الأرض فى الوقت الحالي، وفى المستقبل كالتصحر والاحتباس الحرارى وتغير المناخ وغيرها من الكوارث البيئية.

كما أن دراسة المريخ والبحث عن شواهد للمياه والحياة عليه، تسمح لنا بتأكيد أو نفى افتراضية ما إذا كان هذا الكوكب قد تعرض لحدث أدى إلى تدمير كافة أشكال الحياة على سطحه وبالتالى تجنب الكارثة على الأرض مستقبلا، أو توقع حدوثها حيث إن الأرض والمريخ يشتركان فى نفس النشأة.   اعتمد الباحث على أن وجود الماء على أى كوكب دليل قاطع على احتمال وجود حياة سابقة عليه ولهذا السبب تهتم الدراسات الخاصة بكوكب المريخ بتحديد الشواهد المتعلقة بالمياه سواء أمطارا أو مياها جوفية أو أنهارا.

اقرأ أيضا| اصطفاف 6 كواكب يدمر نظرية متنبئ الزلازل الهولندى

أهمية دراسة د. محمد عن الوضع المائى القديم لكوكب المريخ فى أنها تربط بين العديد من الأشكال الجيومورفولوجية التى من المرجح أنها تكونت بفعل الماء على المريخ والأرض. أخضعت الدراسة 12 منطقة فى المريخ للملاحظة من خلال صور الأقمار الصناعية عالية الجودة ومقارنتها بمناطق مشابهة من الأرض (الصحراء المصرية)، وأوضحت صور الأقمار الصناعية وجود أشكال سطح مماثلة على المريخ لما هو موجود على سطح الأرض مثل الدلتاوات، الأودية، البحيرات، الهضاب، القنوات، وبما أن تلك الأشكال تنتج أساسا من تأثير مياه الأمطار والجريان السطحى على سطح الأرض، أصبح من الممكن بمقارنة وربط بين الكوكبين أن تكون تلك الأشكال على المريخ بفعل الماء. بناء على تلك النتائج تم اقتراح منطقتين للهبوط على المريخ وهما « دلتا إيبزوالد» و»دلتا  جيزارو» التى تم ترشيحها فى البحث لهبوط المسبار عام 2021 أى بعد عام تقريبا من نشر الدراسة الخاصة بالدكتور محمد يوسف ما يعطى تأكيدا على نتائج البحث.

 

ويرى د. محمد أن التغلب على العقبات التى ستواجه البشر على المريخ مثل الجاذبية وتجمد المياه الجوفية وقلة نسبة الأوكسجين ليس مستحيلا، ويمكن التفكير فيها لاحقا فى حال هبوط الإنسان على المريخ.  القيام بأى رحلة إلى كوكب المريخ  وفق د. محمد يحتاج دراسة من 4 إلى 5 سنوات قبلها، وتتكلف الرحلة الواحدة نحو 6 مليارات دولار، وعدد الرحلات الفضائية الناجحة حتى الآن هى 8 رحلات، 3 منها عام 2021 واحدة من الصين وأخرى من أمريكا «ناسا» والثالثة من الإمارات وفيها تم إنزال مسبار على كوكب المريخ فى مناطق مختلفة ليقوم بالتصوير والفحص، ولم يتم رصد أدلة واضحة على وجود حياة سابقة على المريخ، ولكن تم الحصول على عينات من سطحه، وأول عينة من قلب الصخور تم تغليفها فى أنبوب من التيتانيوم محكم الإغلاق تمهيدا لوصولها للأرض مستقبلا وهى من فوهة دلتا جيزارو.