فوق الشوك

الدعم العينى.. أم الدعم النقدى؟

شريف رياض
شريف رياض

الرغيف المدعم يباع بعملة لا وجود لها
ولا يتم تداولها إلا بين هواة جمع العملات

رفع سعر رغيف الخبز المدعم إلى 20 قرشاً كان حديث الناس طوال الأيام الماضية ونشط أصحاب مقولة - عض قلبى ولا تعض رغيفى - فى إثارة الرأى العام ضد هذا الاجراء الذى أراه جاء متأخراً سنوات طويلة.. ويكفى القول أن الرغيف المدعم يباع بعملة لا وجود لها وليست قابلة للتداول إلا بين هواة جمع العملات الأثرية القديمة.. ومع ذلك يتمسك البعض بأنه  لا يجب المساس بسعر رغيف الخبز المدعم حماية لحقوق الفقراء الذين  لا أنكر وجودهم بنسبة كبيرة فى المجتمع لكننى لم أتعود أن أخفى رأسى فى الرمال كالنعامة حينما أواجه أى مشكلة وإنما يجب أن أبحث عن الحل المناسب لها حتى لا تظل تؤرقنى.


هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن حقوق الفقراء ألم يسألوا أنفسهم كم ينفق المواطن الفقير على تليفونه المحمول أو لشراء السجائر خاصة وأننا أصبحنا نعيش فى مجتمع لا يوجود فيه مواطن لا يمتلك تليفوناً محمولاً ونسبة المدخنين مرتفعة جداً خاصة بين العمالة اليومية.


ألم يسألوا أنفسهم كيف يتسرب دعم رغيف الخبز لغير مستحقيه وكيف يستخدم الخبز المدعم كغذاء للطيور؟
36 عاما لم يتحرك فيها سعر رغيف الخبز المدعم كافية جداً أن تتحرك الحكومة لحل هذه المشكلة تدريجياً ليس بالنسبة للخبز فقط ولكن لكل السلع المدعمة بالبطاقات وهذا يجرنا بالتأكيد للتساؤل أيهما أفضل «الدعم العينى أم الدعم النقدى؟» لكننا سنسهل على أنفسنا الاجابة إذا عرفنا أن الدعم العينى لم يعد مطبقاً إلا فى دولتين فقط كوبا وكوريا الشمالية وبضوابط صارمة تضمن وصوله لمستحقيه.. ضوابط لا نستطيع نحن تطبيقها بينما دستورنا ينص على أننا نأخذ بنظام الاقتصاد الحر وبذلك لا يبقى أمامنا إلا الأخذ بأسلوب الدعم النقدى.


صحيح أن قرار تحريك سعر رغيف الخبز المدعم من خمسة قروش إلى 20 قرشاً كان قرار الحكومة لكنها حريصة ألا يكون قرار الأخذ بنظام الدعم النقدى بدلاً من الدعم العينى قراراً منفرداً من جانبها ولهذا أحالت الأمر إلى الحوار الوطنى على أمل الوصول لقرار مناسب بهذا الشأن قبل نهاية العام الحالى.
ولتوضيح آلية تطبيق نظام الدعم النقدى أعود إلى تصريح للمستشار محمد الحمصانى المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء قال فيه  على سبيل المثال إذا كانت قيمة ما يحصل عليه المواطن من دعم ألف جنيه شهرياً وكانت الأسرة مكونة من خمسة أفراد فإن هذه الأسرة ستستحق دعماً نقدياً شهرياً بقيمة خمسة آلاف جنيه.. وأوضح أن رقم الدعم سيكون متغيراً طبقاً لمعدل التضخم وأن إحالة الأمر إلى الحوار الوطنى يستهدف التوافق عليه.


نتنياهو فى ورطة
نتنياهو فى ورطة حقيقية والخناق يضيق حوله مهما حاول التظاهر بالتماسك والصمود.. الخلافات الداخلية تفجرت علنا باستقالة جانتس وايزنكوت عضوى مجلس الحرب أمس الأول.. جانتس أكد أن نتنياهو فشل فى تحقيق أهداف الحرب وليس أمامه الآن إلا الدعوة لانتخابات مبكرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعدما أدت الحكومة الحالية إلى أسوأ فشل فى تاريخ إسرائيل.


من ناحية أخرى كشفت هذه الاستقالة زيف النصر المزعوم الذى حققته إسرائيل بنجاحها فى تحرير أربعة أسرى بعد مذبحة غير مسبوقة فى مخيم النصيرات يوم السبت الماضى راح ضحيتها 274 شهيداً و700 مصاب وتدمير منطقة كاملة كان الأسرى محتجزين فيها فلو كانت هذه العملية تمثل نصراً حقيقياً لما استقال جانتس وايزنكوت فى هذا الوقت الحرج. وما خرجت المظاهرات فى تل أبيب بعد المجزرة بساعات تطالب بضرورة التوصل لاتفاق لاستعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء وتدعو لاستقالة الحكومة.
الضغط على نتنياهو يأتى من الخارج أيضاً بإدراج الأمم المتحدة جيش الاحتلال ضمن قائمة العار وخروج المظاهرات فى أغلب دول العالم تطالب بوقف الحرب.
مجزرة النصيرات قطعت الطريق أمام أى تقدم فى المفاوضات للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى فى الوقت الذى أكد فيه نتنياهو أنه لن يقبل أبداً أى اتفاق يقضى بوقف الحرب.. فماذا سيفعل وزير الخارجية الأمريكى بلينكن فى جولته الحالية بالمنطقة؟