حكايات

تحف فنية من «الفوارغ»

إحدى مشغولات هدير حسني
إحدى مشغولات هدير حسني

أصبحت إعادة التدوير فى السنوات الأخيرة جزءًا رئيسًيا من السياسة البيئية، ويُقصد بإعادة التدوير إعادة إنتاج النفايات كمنتجاتٍ أخرى وهي عملية موجودة منذ القدم، ويُقصد بـ«إعادة التدوير» إعادة استخدام المخلفات لإنتاج منتجات أخرى في الطبيعة، ففضلات بعض الكائنات الحية تُعتبر غذاء لكائنات حية أخرى، وقد مارس الإنسان عملية استرجاع النفايات منذ العصر البرونزي، حيث كان يذيب مواد معدنية لتحويلها إلى أدواتٍ جديدة.

ويرجع السبب الرئيسي لانتشار إعادة التدوير فى السنوات الأخيرة إلى ارتفاع تكاليف التخلص من النفايات الصلبة والخطرة وندرة الموارد الطبيعية والقلق المتزايد بشأن التلوث في كوكب الأرض والمياه والهواء.



 

ولهذا بدأت «هدير حسنى» مشروع إعادة تدوير الفوارغ في منزلها بالصدفة بعد الزواج فى عام 2019 عندما وجدت الكثير من الفوارغ التي يمكن أن تُستخدم فى أشياء كثيرة تساعد في عمل ديكور للمنزل وكان وقتها الأزمة فى توافر الخامات التى تساعدها فى إعادة تدويرها بالشكل الأمثل الذى تريده، وقالت «هدير» إنها مع الوقت بدأت الخامات تتوافر لديها، وبالفعل بدأت بأشياء صغيرة مثل البرطمانات الفارغة وتزيينها بالخيوط ودهانها بالدهانات رخيصة الثمن وبالفعل كنت أتوصل للشكل النهائى الذى خططت له، كما قمت بعمل حوض زرع صغير من علب لبن الأطفال، أو منظم للرفايع الصغيرة فى الغرفة.

وبعد ذلك جاءت فكرة تعليم الفتيات لاستغلال ما لديهن من فوارغ بدلاً من شراء الديكورات بأسعار باهظة الثمن بالإضافة إلى تنمية هواية إعادة التدوير لديهن.. وكان السوق الوحيد المتاح لى هو «السوشيال ميديا» التى أتاحت لى فتح صفحة متخصصة لعرض المنتجات التى أعيد تدويرها وبيعها على نطاق محلى ودولي، لأن السوشيال ميديا لها قوة كبيرة فى وقتنا هذا وكان لابد لى أن أستغلها بالشكل الأمثل لتحقيق ما أريده .. وبالفعل نجحت فى هذا وأصبح لديّ متابعون من كافة دول العالم، وجاءت لى آراؤهم على المنتجات أنها لا تختلف نهائياً عن المنتجات الجاهزة التى يتم بيعها بأضعاف الثمن. 

وأضافت هدير: أنها تعتمد بشكل كامل على صفحتها الرسمية على السوشيال ميديا فى التسويق لمنتجاتها وأنها تريد فى الفترة القادمة إقامة مشروع خاص بها لتعليم الفتيات هذه المهنة لمحاربة غلاء الأسعار والاستفادة من كل شيء فارغ لديهن وصناعة ديكور منزلى يدوى مثل الجاهز ويمكن أفضل منه، منوهة إلى أن الوقت الحالى أصبحت الخامات متوافرة بكثرة وبأسعار فى متناول الجميع.