أصل الحكاية.. «نسخة كاملة من مزامير النبي داود» في بني سويف | صور

منطقة المضل
منطقة المضل

إنجازات الآثاريين المصريين: ترميم مخطوطات مزامير داود واكتشاف جزيرة رومانية في الإسكندرية

عند دخولك إلى منطقة المضل، تشعر وكأنك تعود بالزمن إلى العصور القديمة، حيث تزخر المنطقة بعبق الحضارة وآثارها الخالدة، تقع هذه المنطقة في مركز ببا جنوب محافظة بني سويف، وقد شهدت عام 1984 اكتشافًا مذهلًا لأقدم نسخة كاملة من مزامير نبي الله داود، مخبأة في مقبرة تعود إلى القرن الرابع الميلادي، هذا الاكتشاف الفريد يبرز عظمة التاريخ وروعة الإرث الثقافي في هذه البقعة الأثرية.

يعود تاريخ هذا الاكتشاف الفريد إلى عام 1984، حينما كانت تجري بعض الحفائر في منطقة المضل، خلال هذه الأعمال، تم اكتشاف مومياء لطفلة لم يتجاوز عمرها الثانية عشر، وُجد تحت رأسها نسخة كاملة من مزامير النبي داود. هذا الاكتشاف وصفته وكالات الأنباء العالمية بأنه أعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين، ليس فقط لقيمته الدينية، بل أيضًا لما يمثله من ثراء تاريخي وثقافي.

تعد هذه النسخة المكتشفة من مزامير داود شهادة حية على عمق التاريخ والإرث الديني في تلك المنطقة، وهي تضيف بعدًا جديدًا لفهمنا للعصور المسيحية المبكرة في مصر. تمثل منطقة المضل الآن مقصدًا مهمًا للباحثين وعشاق التاريخ، حيث يتوافدون لاستكشاف هذا الكشف العظيم، الذي يربط بين الحاضر والماضي برباط من الإيمان والحضارة.

 

مزامير النبي داود

المزامير هي مجموعة من الأناشيد الدينية التي تُنسب إلى النبي داود عليه السلام، وتُعرف أيضًا بالزبور في التراث الإسلامي، تشكل المزامير جزءًا من الكتاب المقدس في العهد القديم في الديانة اليهودية والمسيحية، وهي تتكون من 150 نشيدًا أو صلاة، تعبر عن مشاعر الإنسان المختلفة تجاه الله، من تسبيح وشكر وطلب للرحمة والعون.

اقرأ أيضا | اكتشاف لسانين ذهبيين في مومياوات مصرية قديمة

 

محتوى المزامير
 

المزامير تعكس مجموعة متنوعة من العواطف والتجارب الإنسانية، من الفرح والشكر إلى الحزن والضيق. 

تشمل مواضيعها الرئيسية:
1- التسبيح والعبادة: تمجيد الله ورفع الصلوات له.
2- الاعتراف والتوبة: الاعتراف بالخطايا وطلب المغفرة.
3- الطلب والدعاء: التماس المساعدة والحماية من الله.
4- الشكر والعرفان: التعبير عن الامتنان لنعمة الله ورحمته.

 

أهمية المزامير

1- دينية: تُستخدم المزامير في الصلوات والعبادات اليومية في اليهودية والمسيحية، وتُعتبر مصدرًا هامًا للتعاليم الروحية والدينية.

2- تاريخية: توفر المزامير نظرة عميقة إلى الحياة الدينية والاجتماعية للقدماء، مما يساعد المؤرخين وعلماء الدين في فهم تطور العبادة والتقوى عبر العصور.

3- أدبية: تتميز المزامير بأسلوبها الأدبي الرائع، وتعد من روائع الأدب الديني القديم، حيث تجمع بين الشعر والنثر بأسلوب بليغ ومؤثر.

 

 الزبور في الإسلام

في الإسلام، يُعرف الكتاب الذي أُنزل على داود عليه السلام بالزبور، وهو يُعتبر أحد الكتب السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه، ورد ذكر الزبور في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: "وآتينا داوود زبورا" (النساء: 163).

 

الاكتشاف الأثري
العثور على نسخة كاملة من مزامير داود في منطقة المضل بمحافظة بني سويف عام 1984 يُعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية، حيث تسلط هذه النسخة الضوء على كيفية انتشار النصوص الدينية وتداولها في العصور المسيحية المبكرة، مما يعزز الفهم التاريخي والديني لهذه الفترة.

 

منطقة المضل الأثرية في محافظة بني سويف

تقع منطقة المضل في مركز ببا جنوب محافظة بني سويف في جمهورية مصر العربية، تُعد هذه المنطقة واحدة من المواقع الأثرية الهامة في مصر، حيث تضم العديد من الآثار التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، من بينها العصر الفرعوني والعصر المسيحي الأول.

 

 أهمية منطقة المضل الأثرية

1- الاكتشافات الأثرية:
- مزامير النبي داود: في عام 1984، تم اكتشاف نسخة كاملة من مزامير النبي داود في مقبرة تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وُجدت النسخة تحت رأس مومياء لطفلة لا يتجاوز عمرها الثانية عشر، مما وصفته وكالات الأنباء العالمية بأحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.
   
2- الموقع الجغرافي :
تقع منطقة المضل في مركز ببا، مما يجعلها منطقة استراتيجية تتوسط الطريق بين القاهرة وصعيد مصر، هذا الموقع الجغرافي المهم جعلها نقطة جذب للعديد من الحضارات عبر التاريخ.

3- المعالم الأثرية :
تضم منطقة المضل العديد من المقابر والمواقع الأثرية التي تعود إلى فترات تاريخية متنوعة، هذه المواقع تبرز أهمية المنطقة كمركز حضاري وثقافي على مر العصور.

4- الأبحاث والدراسات :
تُعتبر منطقة المضل موضوعًا هامًا للعديد من الأبحاث والدراسات الأثرية، حيث يتوافد العلماء والباحثون لدراسة المكتشفات والآثار الموجودة فيها، تسهم هذه الدراسات في تقديم فهم أعمق للتاريخ المصري وتطور الحضارات المختلفة التي استوطنت هذه المنطقة.

 

الدور الثقافي والتاريخي

تُعد منطقة المضل رمزًا للتاريخ المصري العريق، حيث تجسد التنوع الحضاري والثقافي الذي مر على مصر، الاكتشافات في هذه المنطقة تساهم في إحياء التراث المصري القديم وتقديمه للعالم بأسره.

 

التطورات السياحية 

تُعتبر منطقة المضل واحدة من الوجهات السياحية التي يمكن أن تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، الجهود المبذولة للحفاظ على الآثار وتنميتها تسهم في تعزيز السياحة الثقافية والأثرية في محافظة بني سويف.

من خلال الحفاظ على هذه المنطقة والترويج لأهميتها، يمكن أن تستمر المضل في تقديم رؤى جديدة حول التاريخ المصري القديم وتبقى نقطة جذب هامة للباحثين والسياح على حد سواء.

 

الأماكن الأثرية التي اكتُشِفَت فيها مزامير النبي داود عليه السلام

تمثل مزامير النبي داود عليه السلام جزءاً مهماً من التراث الديني والتاريخي، وتعد نصوصاً مقدسة في التقاليد اليهودية والمسيحية. على مر العصور، تم العثور على هذه المزامير في مواقع أثرية مختلفة حول العالم، مما يعكس انتشار وتأثير هذه النصوص الدينية. تسعى هذه المقالة إلى استعراض أبرز الأماكن الأثرية التي اكتُشِفَت فيها مزامير النبي داود، وتسليط الضوء على أهمية هذه الاكتشافات.

1- مخطوطات البحر الميت:

 - كهوف قمران، قرب البحر الميت، الأردن/إسرائيل
 - التفاصيل: تعتبر مخطوطات البحر الميت من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، تحتوي هذه المخطوطات على نصوص دينية يهودية، من بينها مزامير داود، وتعود إلى الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي.

2- مخطوطات نجع حمادي:

- الموقع: نجع حمادي، مصر
- التفاصيل: عُثر على مكتبة نجع حمادي في مصر، وهي مجموعة من النصوص الدينية والفلسفية، تتضمن أجزاءً من المزامير. هذه المخطوطات تعود إلى القرن الثالث والرابع الميلادي.

3- مخطوطات وادي مجوك:
- الموقع: وادي مجوك، العراق
- التفاصيل: اكتشفت في وادي مجوك مجموعة من النصوص الدينية القديمة التي تضمنت مزامير داود. تعود هذه المخطوطات إلى الفترة ما بين القرن الأول والقرن الثالث الميلادي.

4- مكتبة الاسكندرية القديمة:
 - الموقع:الإسكندرية، مصر
 - التفاصيل: يُعتقد أن مكتبة الإسكندرية القديمة كانت تحتوي على نسخ من المزامير ضمن مجموعة واسعة من النصوص الدينية والفلسفية. رغم أن المكتبة تعرضت للعديد من الحرائق والتدمير، إلا أن الشواهد التاريخية تشير إلى وجود هذه النصوص فيها.

5- المكتبة الوطنية في إسرائيل:
   - الموقع: القدس، إسرائيل
   - التفاصيل: تحتوي المكتبة الوطنية في إسرائيل على مخطوطات قديمة من مزامير داود، يعود بعضها إلى العصور الوسطى، مما يوفر مصدرًا غنيًا لدراسة النصوص الدينية اليهودية.

تعد هذه الأماكن الأثرية بمثابة خزائن تاريخية تزخر بنصوص مزامير النبي داود، وتساعد في فهم أعمق للتراث الديني والتاريخي الذي تشكله هذه المزامير. اكتشافات المخطوطات في هذه المواقع تثري البحث الأكاديمي وتساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والديني للأجيال القادمة.

 

إنجازات الآثاريين المصريين لترميم مخطوطات مزامير داود واكتشاف جزيرة رومانية في الإسكندرية

حقق الآثاريون المصريون إنجازات بارزة في عالم الاكتشافات والترميم خلال العام الماضي، مما سلط الضوء على جهودهم ودورهم الحيوي في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لمصر. من بين هذه الإنجازات البارزة ترميم مخطوطات مزامير داود في المتحف القبطي، واكتشاف جزيرة رومانية كاملة تحت الأرض في الإسكندرية. تجسد هذه النجاحات الالتزام العميق والعمل الدؤوب للآثاريين المصريين في صون تاريخ بلادهم العريق.

1- ترميم مخطوطات مزامير داود:

- الاكتشاف والتحديات:
 في الثمانينات، تم العثور على أقدم نسخة كاملة من كتاب المزامير داخل مقبرة في محافظة بني سويف، تعود إلى القرن الرابع الميلادي. كانت هذه المخطوطات في حالة سيئة تحت مومياء طفلة، مما تطلب جهودًا مكثفة للترميم.

- عملية الترميم:
شيرين ليون، مدير عام إدارة الترميم بالمتحف القبطي، قادت فريق العمل الذي واجه العديد من التحديات أثناء الترميم. بدأت الخطوة الأولى بتطرية الأوراق داخل معامل الترميم للتخلص من حالة الجفاف، ومعالجة الالتصاقات الناتجة عن تسرب أنزيمات من رأس الطفلة على المخطوط. تم استكمال الأجزاء التالفة باستخدام أوراق يابانية خاصة، وإعادة ترتيب الصفحات بمساعدة خبراء في اللغة القبطية القديمة مثل الدكتور ملاك نصحي، كما تم ترميم غلاف الكتاب وإعادة الصفحات المنكمشة إلى مقاساتها الطبيعية.

- نتائج الترميم:
 بعد عامين من العمل الدؤوب، باتت المخطوطات في حالة جيدة للغاية وجاهزة للعرض مجدداً في المتحف القبطي. سيتم توفير شاشة تفاعلية تتيح للزوار التعرف على تفاصيل النسخة بطريقة واضحة ومميزة.

2- اكتشاف جزيرة رومانية في الإسكندرية:

- الحفريات والتحديات:
 في الإسكندرية، قاد فريق مشروع حفائر إنقاذ موقع تبة مطوح بالعامرية، برئاسة مهجة رمضان، عملية تنقيب بدأت في ديسمبر 2021 واستمرت حتى مارس من العام التالي. واجه الفريق تحديات عديدة، منها عدم وجود دلائل قوية في البداية على وجود قطع أثرية، والعمل في ظروف جوية قاسية.

- الاكتشافات:
 كانت لحظة اكتشاف ورشة الفخار، التي قادت إلى فرن لحرق الفخار ذو الطراز المعماري الفريد، نقطة تحول رئيسية. استمر التنقيب ليكشف عن جزيرة كاملة، يُعتقد أنها كانت مركزًا لصناعة النبيذ، والذي يتم توزيعه على جزر البحر المتوسط ومدن العالم القديم.

تمثل إنجازات الآثاريين المصريين في ترميم مخطوطات مزامير داود واكتشاف الجزيرة الرومانية في الإسكندرية شاهداً على التفاني والعمل الجاد للحفاظ على التراث التاريخي لمصر، تعكس هذه النجاحات مدى أهمية الاكتشافات الأثرية ودورها في تعزيز فهمنا للتاريخ والثقافة، سيستمر الآثاريون المصريون في كشف النقاب عن مزيد من الأسرار التاريخية، مما يعزز مكانة مصر كواحدة من أهم الدول في مجال الآثار.

 

فرحة الاكتشاف الأثري "كالمولود الأول"

يشبه الشعور الذي ينتاب علماء الآثار عند اكتشافهم لآثار جديدة إحساس الأم عند ولادة مولودها الأول. هذا الوصف الدقيق يعكس الفرحة والفخر والدهشة التي ترافق كل كشف أثري جديد. في أحدث اكتشاف أثري في تبة مطوح بالإسكندرية، عاش فريق العمل لحظات لا تُنسى بعد العثور على جزيرة كاملة تعود إلى العصر الروماني، مليئة بالتفاصيل التاريخية المثيرة.

1- الاكتشاف في تبة مطوح:

- الشعور بالمولود الأول:
تقول مهجة رمضان، رئيس بعثة حفائر تبة مطوح، أن الشعور الذي غمر الفريق بعد العثور على الكشف الأثري يشبه إحساس الأم وهي تُمسك بمولودها لأول مرة. هذا التشبيه يعبر عن عمق الفرحة والارتباط العاطفي بين علماء الآثار واكتشافاتهم.

- تفاصيل الجزيرة المكتشفة:
 أثناء التنقيب، تمكن الفريق من اكتشاف مزيد من المساحات في الجزيرة المكتشفة. تضمنت الاكتشافات وحدات سكنية كبيرة الحجم، وأماكن مخصصة للصلاة، وورشة لصناعة النسيج، ومقبرة ذات تصميم متميز يُعتقد أنها ملك لحاكم المنطقة. هذه الاكتشافات تعكس تعقيد وتنوع الحياة في تلك الفترة.

2- القطع الأثرية والمفاجآت:
- التماثيل ومناطق العبادة:
  تم العثور على عدد من القطع الأثرية لتماثيل في مناطق العبادة الخاصة بالجزيرة. هذه التماثيل تشير إلى الأهمية الدينية والثقافية للموقع، وتضيف بُعدًا جديدًا لفهم الحياة في العصر الروماني.

 

رحلة مليئة بالمفاجآت
 

وصفت مهجة رمضان رحلة التنقيب بأنها مليئة بالمفاجآت المدهشة. من خلال هذا الاكتشاف، شعر الفريق بالفخر لكونهم يساهمون في تدوين صفحة جديدة من صفحات التاريخ في مصر، وخاصة في مدينة الإسكندرية.

يعد اكتشاف الجزيرة الرومانية في تبة مطوح إضافة قيمة للتاريخ الأثري في مصر. يبرز هذا الاكتشاف الجهود الكبيرة التي يبذلها علماء الآثار لإعادة إحياء الماضي وفهمه. تمامًا كالشعور بالأمومة، تعكس هذه الاكتشافات الفرح والفخر والتحدي الذي يرافق كل اكتشاف جديد، مما يجعل كل لحظة من التنقيب تستحق الجهد المبذول.