محمود رشاد مخرج سلسلة «أم الدنيا» لـ « أخبار اليوم »:

الخط المسيحى يسيطر على العمل لإبراز رحلة العائلة المقدسة

 الفنانة سوسن بدر والمخرج محمود رشاد خلال التحضيرات
الفنانة سوسن بدر والمخرج محمود رشاد خلال التحضيرات

 تحديات الموسم الثانى أكبر وزيادة مساحة الدراما تواكب التطور

استطاعت السلسلة الوثائقية «أم الدنيا» أن تحقق نجاحًا كبيرًا فور عرضها على منصة «واتش ات»، الموسم الأول كان بمثابة وثيقة فنية جديدة ليس فقط للتاريخ المصرى ولكنها أيضًا وثيقة جديدة تؤكد أن المواهب المصرية لا تنضب ولا تنتهي، السلسلة هى العمل الأول لمخرجه محمود رشاد وبعد نجاحه فى تقديم الجزء الأول، يستكمل رحلة النجاح بعرض الجزء الثانى والتحضير للجزء الثالث مع النجمة الكبيرة سوسن بدر.

فى الحوار التالى يكشف المخرج محمود رشاد رحلة سلسلة «أم الدنيا» الوثائقية وكيف استطاع فى ١٥ حلقة، سرد تاريخ مصر الطويل منذ بدايته وحتى العصر الحديث فى إطار تشويقى وإنساني.

فى البداية كيف كان التحضير للجزء الثانى وما الوقت الذى استغرقه؟

بدأت كتابة الجزء الثانى فى ٢٠٢٠ وبدأنا تصويره فى شهر أغسطس ٢٠٢٣ أثناء عرض الجزء الأول واستمر التصوير شهرين والمونتاج ٣ اشهر وبدأ موسم دراما رمضان فانتظرنا عرضه بعد ذلك.

وبالمناسبة سكريبت أم الدنيا 2 مكتوب باللغة القبطية وهو يتناول من نهاية الجزء الاول مع انتهاء عصر البطالمة وموت كليوبترا والرومان وصولًا الى الخلافة الفاطمية، حوالى ألف عام من تاريخ مصر مكثف بالأحداث والتغيرات الثقافية وتشكيل الهوية المصرية فى هذه الألفية.

اقرأ أيضا| رمضان 2024.. الكواليس الأولى من حكاية «دقيقة إلا ربع» من مسلسل «أسود باهت»| صور 

ما الذى تهدفون له من الموسم الثانى؟

الموسم الثانى جاء بعنوان «احنا مين» لأن هذه الحقبة وضعت خلالها العناصر الاساسية للهوية المصرية التى نعيش فيها الى الآن وهو مختلف عن الجزء الاول لاختلاف الموضوع، الجزء الاول كان مصر القديمة أما الثانى فيتناول دخول الرومان ودخول الديانه المسيحية والتاريخ الكنسى المصرى ومسار العائلة المقدسة.

مواقع التصوير كلها رائعة وتبرز جمال مصر كيف تم اختيار كل هذه المواقع؟

اختيار المواقع جاء من خلال القصة لأن الأحداث هى التى كانت تعيدنا للمواقع المهمة والبارزة فى تاريخ الحضارة المصرية، فى الموسمين الأول والثانى وحتى الثالث الذى يتم التحضير له الان، تحركنا القصة تجاه المواقع المميزة، وفى الجزء الثانى أخذتنا الأحداث للتصوير فى أماكن أثرية من الصباح وحتى المغرب وكلها خارجية، مثل دير المحرق ودير الانباء تخوموس بالاقصر ودير القديسة دميانة وأماكن أخرى رائعة.

سرد تاريخ مصر الطويل ليس مهمة سهلة، ما هى التحديات التى واجهتك فى صناعة هذه السلسله المهمة؟

فى الموسم الأول أعتقد أن التحديات كانت أبسط من الموسم الثاني، وذلك يرجع الى دراستى لعلم المصريات لذلك كانت تفاصيل هذه الحقبة فى عقلى وأعلمها جيدًا، لكن الموسم الثانى كانت التحديات أكبر فقد بدأت فى دراسة هذه الحقبة من البداية، لأنها تضم التاريخ المسيحى والإسلامى واليهودى والرومانى وكانت حقبة مليئة بالتفاصيل المهمة التى يجب دراستها جيدًا. والتحدى كان فى الفترة الرومانية والبيزنطية لانها ليست مؤرخة ولا مسجلة مثل الفترة المصرية القديمة، لذلك كان هناك صعوبة فى الوصول لمصادر المعلومات، وكانت هناك اطراف كثيرة خصوصًا مع بداية الديانة المسيحية ثم دخول العرب وكل الأطراف موجودة وكل طرف أحداثه مسجلة فى مصدر مختلف وكانت التجربة صعبة ومختلفة .

هل تم الاستعانه بمراجع ومصادر سواء كتب أو شخصيات للتحضير لهذا العمل؟

بالطبع العمل الوثائقى يعتمد بشكل أساسى على المصادر والمراجع وهذا ما حرصنا عليه بالإضافة لوجود أساتذة وعلماء فى التاريخ المسيحى والإسلامى واليهودى بالإضافة للكنيسة والأزهر لمراجعة كل التفاصيل والمعلومات التى يتم سردها داخل الفيلم، لذلك كانت عملية الكتابه والتصوير أكبر وأطول بكثير من الموسم الاول.

العمل رغم أنه يسرد تاريخ مصر إلا انه لم يقع ولا مرة فى فخ الملل، كيف تم تفادى تسلل شعور الملل للمشاهد؟

هذا مقصود وتحديدًا فى الموسم الثانى وكنت أضعه اولوية أثناء الكتابة، لذلك كنت أضع كل المعلومات والأحداث والتفاصيل فى سياق درامى مع مراعاة عدم الإطالة على الجمهور، فكما ذكرت نحن نسرد تاريخ مصر العظيم والمليء بالأحداث المرتبطة بكل العالم من حولنا، لذلك كان يجب تبسيط هذه الاحداث وضغطها بأكبر شكل ممكن دون المساس بالحقائق التاريخية والحمد لله نجحت فى تقديم العمل بشكل جذاب للجمهور، فنحن الان فى عصر السوشيال ميديا وتداول المعلومات السريعة، لذلك كان يجب مراعاة الذوق والحالة العامة للجمهور حتى لا يمل من متابعة العمل.

الموسم الأول كان تجربتك الأولى كمخرج لعمل بهذا الحجم هل تجاوزت عثرات التجربة الأولى فى الموسم الثانى؟

فى الموسم الأول على سبيل المثال لم يكن لدى خبرة كبيرة فى صناعة الأفلام الوثائقية ولكن كان لدى شغف وحب للعمل والفكرة لذلك عملت على تطوير نفسى وتعلمت أكثر وذلك ظهر بشكل اكبر فى الموسم الثاني. وما ساعدنى فى النجاح فى الموسم الأول هو طاقم العمل المميز جدًا، كلهم تحمسوا للفيلم وبذلوا فيه وقتًا وجهدًا من القلب. وفى مصر تعتبر الأفلام الوثائقية جديدة علينا لكن تعلمنا وعرفنا ان التطور الذى حدث للأفلام الوثائقية اصبح مزيجًا مع الدراما.

تم الإعلان عن تحضيرات الجزء الثالث، ما هى ملامحه والفترة التى سيناقشها؟

الجزء الثانى يتناول مصر من الحقبة الرومانية وحتى الخلافة الفاطمية ويبدأ الجزء الثالث من الخلافة الفاطمية وحتى حريق القاهرة وثورة ١٩٥٢.