كل يوم

كشف مستعجل

سميحة رشدى
سميحة رشدى

بعض المرضى لا يستطيعون الانتظار لحين دورهم فى الكشف فى العيادات الخاصة.. ويضطر المريض لدفع ضعف أجر الكشف أو أكثر من الضعف مقابل أن يدخل للطبيب دون انتظار.. وهو ما يعرف فى كل العيادات بالكشف المستعجل.. وهذه رفاهية لا يقدر عليها إلا القادرون من المرضى.. وهنا أسأل الطبيب كيف استحللت قبول هذه النقود؟

أنت لم تقدم للمريض أى شىء زيادة من عندك فقط تفحصه مثل كل مرضاك٠و بمعنى أن من تضرر هم المرضى تخطاهم إليك من امتلك مالًا أكثر ودفع لك.

أرى أن الكشف المستعجل رشوة معلنة للطبيب مال يدفعه مريض  مقابل أن يكشف قبل غيره من المرضى ويقبلها الطبيب كأنه صراحة يقول من يدفع أكثر يدخل أولا ولا عزاء لغير القادرين.. للأسف أصبحت علاقة الطبيب بالمريض مجرد تجارة خالية من أى إنسانيات.. يتربح من تحويله للمريض لمعامل التحاليل والأشعة

ومن شركات الأدوية إلا من رحم ربى من الأطباء.

منطقى أن الطبيب مثل أى إنسان فى حاجة إلى المال لمجابهة متطلبات الحياة له ولمن يعول ولكن يجب أن تكون مع مراعاته للبعد الإنسانى لعمل الطبيب كرسالة قبل أن تكون مهنة.. ويشهد الله أنى عاصرت بنفسى واقعة إجراء طبيب كبير فى عالم جراحة المخ والأعصاب عملية إزالة ورم من المخ تقاضى أكثر من مائة ألف جنيه عام ٢٠١٢م. وبعد العملية لم يكلف نفسه متابعة المريض ولا تطور حالته واكتفى بمتابعة الطبيب المساعد وتوفى المريض بعدها بأيام ولم يدفعه فضوله العلمى أن يرى تطور الحالة إذا كانت حالته مستعصية لماذا قام بإجراء جراحة له؟ وإذا كان لديه أمل فى الشفاء ولو كان ضعيفًا
لماذا لم يتمسك به ؟ ويتابع حالة مريضه حتى يتجاوز مرحلة الخطر.. وهكذا تكررت المواقف التى تشير إلى طغيان المادة على الرحمة وميثاق شرف المهنة.
وأخيرًا متى تعود لمهنة الطب رسالتها السامية الرحيمة.