مشهد حقيقي مات فيه "المليجي"

المليجي
المليجي

أثناء تصوير فيلم "أيوب"، في 6 يونيو 1983 كان محمود المليجي يستعد لأداء مشهد ينتهي بوفاة الشخصية التي يجسدها، ويتحدث إلى عمر الشريف حسبما يقتضي السيناريو، قائلا: "الحياة دي غريبة جدا يا عمر، الواحد فيها بينام ويصحى، ينام ويصحى، ينام ويشخر"، ثم ألقى برأسه على كتف صديقه وشريكه في المشهد عمر الشريف، وأغمض عينيه.

واستغرق في نوم عميق، في البداية، ظن عمر الشريف أن المليجي غلبه الإرهاق، لكنه شعر بالرعب فجأة لينادي على الحضور من فريق التصوير، والذين اكتشفوا أنه قد فارق الحياة في هدوء شديد، وبسلاسة ملحوظة..

حصيلته الفنية وصلت إلى 750 عملا فنيا منها 21 فيلما تم اختيارها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية..

ولد المليجي في 22 ديسمبر 1910، ورحل في سن 73، وأطلق عليه الفنانون العرب لقب "أنتوني كوين الشرق"، وذلك بعد أن شاهدوه يؤدي نفس الدور الذي قدمه أنتوني كوين في النسخة الأجنبية من فيلم القادسية بنفس الإتقان بل وأفضل.. أثناء تقديمه عرضا مسرحيا في دمياط وصله خبر وفاة والدته فجلس فاقدا للنطق، ليس بسبب الحزن على والدته كما ظن الجميع من حوله، ولكن لأنه لا يملك مصاريف الجنازة والعزاء، ولا حتى ثمن الدفنة..

اقرأ أيضا| كنوز| رسالتي الصحفية أن أحارب الظلم أياً كان وأن أقول ما أعتقد أنه الحق ولو خالفت في ذلك الرأي العام

أدركت زميلته في الفرقة المسرحية علوية جميل المسألة، فتركته وذهبت إلى محلات الصاغة، باعت ذهبها، وعادت بـ(20 جنيها)، وضعتها في يده، وهي تعزيه، طبطبت على كتفه، وطلبت منه أن ينطلق في الحال، وبعد عودته بدأ معها علاقة حب كللها بالزواج عام 1939 حتى آخر حياته.