أصل الحكاية| "بردية وادي الجرف" تكشف أسرار بناء الهرم الأكبر

بردية وادي الجرف
بردية وادي الجرف

 

لعدة قرون، ظل بناء الأهرامات المصرية من أعظم الألغاز التاريخية التي حيرت العلماء والباحثين، حديثًا، تم اكتشاف دليل أثري جديد يُلقي الضوء على كيفية نقل المصريين القدماء للصخور الثقيلة، التي يصل وزن بعضها إلى 2.5 طن، على مسافة 500 ميل، هذا الدليل الجديد يأتي من بردية وادي الجرف، التي تكشف عن كيفية بناء مقبرة الملك خوفو عام 2600 قبل الميلاد.

تم العثور على بردية قديمة في وادي الجرف تُفصِّل الكثير من المعلومات حول بناء هرم خوفو، الذي يُعتبر أكبر الأهرامات المصرية بارتفاع يبلغ 481 قدمًا، وظل هذا الهرم، حتى العصور الوسطى، أكبر هيكل صنعه الإنسان على وجه الأرض، وفقًا لما نشرته صحيفة "صنداي إكسبريس".

كُتبت هذه البردية بواسطة أحد المشرفين على فريق من 40 عاملًا شاركوا في بناء هرم خوفو، تشرح البردية أنه تم بناء سدود ضخمة لتحويل مجرى نهر النيل نحو قناة تؤدي إلى موقع بناء الهرم، من منطقة طري إلى منطقة الجيزة، تم استخدام قوارب خاصة لنقل الأحجار عبر هذه القناة.

توضح البردية أن آلاف العمال، بمساعدة معماريين ومهندسين من الطراز الرفيع، قاموا بنقل 170 ألف طن من الأحجار الجيرية عبر نهر النيل باستخدام قوارب خشبية مربوطة معًا بالحبال، لتُبحر في شبكة من القنوات وصولًا إلى قاعدة الهرم.

حكاية بردية وادي الجرف:

 تعتبر واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية الحديثة التي ألقت الضوء على فترة بناء الأهرامات المصرية، وادي الجرف هو ميناء قديم يقع على الساحل الشرقي لمصر، واستخدم في عصر الدولة القديمة كنقطة انطلاق للبعثات البحرية إلى شبه جزيرة سيناء.

في عام 2013، اكتشف فريق من علماء الآثار بقيادة بيير تاليه مجموعة من البرديات في كهوف وادي الجرف. تعود هذه البرديات إلى عهد الملك خوفو، الفرعون الثاني من الأسرة الرابعة، الذي حكم مصر في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد. 

تقدم هذه البرديات وصفًا تفصيليًا عن الأنشطة اليومية لعمال الميناء، بما في ذلك توثيق لشحنات الحجر الجيري التي تم نقلها من محاجر طرة إلى موقع بناء الهرم الأكبر في الجيزة، إحدى البرديات، التي كتبها مرر، رئيس العمال، تسجل رحلات متعددة لنقل الحجارة، مما يقدم أدلة مباشرة على كيفية تنظيم ونقل الموارد اللازمة لبناء الهرم الأكبر.

بردية وادي الجرف تسهم بفهم أعمق لتنظيم العمل والبنية التحتية في مصر القديمة، وتعتبر من أقدم الوثائق الإدارية المعروفة في التاريخ، هذه البرديات تساعد في تكوين صورة أكثر تفصيلاً عن كيفية إدارة المشاريع الكبيرة في تلك الفترة، وتكشف عن جانب جديد من حياة العمال والتحديات التي واجهوها في تنفيذ مثل هذه المشروعات الضخمة.