قافلة الأزهر والأوقاف: الإنفاق في وجوه الخيرات حق المجتمع في المال

القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف
القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف

انطلقت قافلتين دعويتين مشتركتين بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف إلى محافظتي القليوبية وشمال سيناء اليوم الجمعة31 مايو، وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر  الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعالي وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

اقرأ أيضا| «الحقوق المتعلقة بالمال».. موضوع خطبة اليوم الجمعة

وتضم القافلة (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: (الحقوق المتعلقة بالمال).

وفيها أكد العلماء أن المال قوام الحياة، به تنتظم معايش الناس وتستقيم حياتهم، وهو ملك لله سبحانه وحده، استخلف فيه الإنسانَ، وجعله أمانة بين يديه؛ اختبارًا له، وامتحانًا لصدق إيمانه ويقينه، حيث يقول الحق سبحانه: {آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ).

وذكر العلماء "المؤمن الحق يدرك أن الله سبحانه جعل في المال حقوقًا ينبغي أن تؤدى، حيث يقول الحق سبحانه في صفات المتقين: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}، ويصف نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) أهلَ المنازل العالية بقوله: (عَبْدٌُ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ).

فمن هذه الحقوق: زكاة المال، وهي ركن عظيم من أركان الإسلام، حيث يقول الحق سبحانه: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم ْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ واللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا معاذ بن جبل حين بعثه واليًا على اليمن: (...وأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ).

وقال "لا شك أن الإنفاق في وجوه الخيرات حق المجتمع في المال، مما يعمِّق روح التكافل والتراحم والتعاون في المجتمع، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ؛ أُنْفِقْ عَلَيْكَ).

وتابع العلماء "من أهم وأوسع وجوه الإنفاق سنة الأضحية للتوسعة على الأهل والفقراء والمحتاجين، والتي تتحقق بالأداء الفعلي في الأماكن المخصصة لذلك، كما تتحقق بالوكالة من خلال صكوك الأضاحي، حيث يُعد الصك نوعًا من الإنابة في الأضحية، مع ما لذلك من فوائد جمة.