يوميات الاخبار

«استمع» بــ«قلبك» !

هانئ حسين مباشر
هانئ حسين مباشر

«الخوف» هو سبب ضياع كل لحظة حلوة وكل حاجة بنحبها..

«استمع» بــ (قلبــك)!.. إلى أى كلمـة أو همسـة..

وتمعن فى أى إشـارة أو لمسـة.. تصلك بشكل مفاجئ دون توقع.. فلا تغلق «الباب» وادخل نحو (النــور)..

(لا).. تتجاهل أى إشارة تصلك مباشرة أو تحسها بفؤادك.. ودعه يقودك.

الطرقــات..

أحيانا تسير بك إلى مسافات طويلة وأرض كسراب بقيعة

لكنك عند وصولك، ستجد قلبا ينتظرك.. ليروى ظمأ روحك وظمأ روحه، ويعوضك عن الحرمان كله.. عندها أطرق الباب.. وإذا لم يفتح لك، ابق مقيما على أعتابه.. وحين يفتح لك أدخل.. لا تتردد ولا تخف، أنت بأعيننا، وفى وظل ممدود، واحرص على قلب فتح لك الباب، وترفق به، فإنك تسكنه.. وواجه مخاوفك وضعفك وتوكل على الله..وامــض فى طريقــك.

المكان والزمان!..

حين نمر من منطقة عشنا فيها جزء من حياتنا.. طفولتنا، أو الكلية التى درسنا فيها، أو أول مكتبة دخلناها، أو أول فيلم شاهدناه، أو ذلك الرصيف الذى جلسنا عليه لأول مرة مع عابر ولم نعلم أنه سوف يكون «الوليف» فى الوعد والمكتوب؛ أو حين نمر من الطرقات التى تعبنا منها وأتعبتنا.. يتحرك فينا إحساس غريب بالشوق، ومعه.. نشم رائحة رطبة مشبعة بالندى ورائحة الأشجار القادمة من بعيد.. هل المكان هو الذى يبعث فينا الشوق أم الزمان؟!.. هى (الذاكرة) التى تجعلنا نشعر بتأثير الأمكنة علينا، الأمكنة التى تشبهنا، التى كانت عصر البراءة والنقاء، وأحيانا كثيرا تكون ذاكرة مؤلمة وموجعة أيضا.. أما (زمان) فهو ذلك الإحساس الجميل بأول حب، أول رسالة، وأول صورة، أول مطعم تدخله، أول سيارة أو باص نقل عام أو طائرة ركبتها، حتى أول خيبة..

(المكان والزمان).. ليسا شيئا جامدا، إنهم شيء نتنفسه بعمق ونعيشه، لكن فى زمان ومكان آخر.. وهما ليسا حيزا جغرافيا، كأننا ندعو من الزهاد: «إلهي، خذ روحى إلى ذلك المكان الذى يمكن فيه أن أتحدث بدون كلمات»..

أى مكان تعلق به قلبك.. هو الأمان وهو مسكن الروح وخزانة الذكريات.. كأنها تشبه قول أحدهم: «نسكن كثيرا من اﻷماكن ونرحل منها، وبعض اﻷماكن تسكننا وﻻ ترحل منا».. وكثيرا.. ما وضعنا قلوبنا فى المكان الخطأ، ولم نتعلم أن نضع قلوبنا فى المكان الذى يليق بها..وسنبقى نخطىء ونتذكر حتى يأذن الله ويفتح دفتر القدر والمكتوب على الجبين لنصل إلى فى لحظة مقدرة إلى.. «مسـكن الروح وونسها»!.. 

مليون كلمة حلوة!..

فى وقت ما.. هاتلاقى احتياجك لحد يكمل معاك.. أكبر من إن حد يقولك مليون كلمة حلوة وبعدين يسيبك، حد تبقى ضامن وجوده ويكون معاك وفى ضهرك، أحسن مليون مرة من حد يعملك مفاجآت وخروجات.. حد يخليك تحط راسك على المخدة.. وإنت مطمن ومش خايف إنه مايكملش، أو تلاقيه بيضربك فى ظهرك وبيقطع إيدك إللى فى يوم شدته.. وبدل ما يكون سندك تلاقيه بيغدر بيك وبيرخص حتى الدم!..

حد ‏يعافر معاك ويشيل عنك ووقت وقوعك يشد على إيدك، ويعمل كل إللى فى طاقته وأكتر، علشان يرجعك تقف تانى على رجلك، حد ياخد عنك الوجع والألم بنفس راضية..

حتى بعد موتك يفضل فاكرك ويجيلك ويزورك ويدعيلك..

حد يكون إللى بينك وبينه أكبر من مجرد بقاء بجسد أو فناء بزواله.. حد أكيد هو ............ (ونس)!.

الأمنيات!..

«الأمنيات».. كالأفكار والآراء.. قابلة للتجديد والتحديث والتغيير، الأمنيات الجامدة لن تساعدك على الوقوف والسير قدما.. بل قد توقف حياتك فى مكانها للأبد، وتكتفى بدور المتفرج على سنوات عمرك وهى تمر ببطء..

نضحى بالكثير.. من أجل أمنية ليست على مقاسنا، قد تكون ضيقة فتخنقنا أو واسعة فنتعثر بداخلها ونقع.. وقد نملك ما يؤهلنا لامتلاكها، وأحيانا العكس قد نستحق ما هو أجمل وأعظم منها..

يضيع العمر أحيانا..

ونحن نطرق أبواب الوهم التى رسمناها على جدران صلبة، ويمنعنا العند من رؤية أبواب مفتوحة على مصراعيها.. قد يكون ما بعدها أجمل مما نشتهي.. وقد يقودك إلى أجمل ما تتمنى ولكن بسلك الطريق الأصح.. علينا أن نعيد تقييم أفكارنا وآرائنا وأمنياتنا كل فترة.. ونخرجها من نمليّة التخزين..لنعيد تقييم ما يصلح أو لا يصلح بداخلها.. ونرمى منها ما انتهت صلاحيته.. فاستهلاك كل ما هو منتهى الصلاحية يفسد الحياة ويسممها..

الخوف!..

«الخوف» هو سبب ضياع كل لحظة حلوة وكل حاجة بنحبها.. خوفنا من المستقبل بيخلينا واقفين وممكن أوى يرجعنا لورا، وخوفنا من إننا نفشل هايخلينا مانحاولش.. وخوفنا من إننا نخسر حد غالى علينا هايخلينا مانقربش.. وخوفنا حتى من حلم أو كابوس عدى علينا بشكل عابر إنه ممكن يبقى حقيقة هايخلينا ما نتحركش أبدا.. خوفنا بيبنى بينا وبينه حاجات كتيرة مليون سد.. الخوف بيحرمنا من إننا نعيش!..

باطن الإنسان

مع الوقت يزداد يقيني.. أن باطن «الإنسان» سيظهر على السطح عاجلا أم آجلا.. من يحمل الجمال.. لن يفيض منه إلا «الجمال» و»الحب».. وحامل السوء.. مهما تقنّع وتصنّع لابد للداخل أن يفيض للخارج.. ستعيش «الحياة» وتقابل الكثيرين.. وستعرف بكل سهولة فيما بعد معدنهممن إنعكاس دواخلهم على خارجه..

شرف الأحاسيس!..

فى مواقف كثيرة يكون بداخلنا كلام وأحاسيس كثيرة مكتومة غير قادرين على أن نعبر عنها أو نكتبها، وفى ذروة هذا الكم الهائل من الأسئلة وهذه الأحاسيس المميتة نفقد أرواحنا واشياء كثيرة نتمنى ان تخرج منا وتصل وتفهم وتحس بصدق!.. حتى الكلام الصادق.. الذى نعبر عنه فى لحظات الضعف.. يتحول فى كثير من الأوقات إلى حالة الضعف التى أصبحنا نعيش فيها، إلى درجة اننا اصبحنا غير قادرين على الخروج منه أو نقوم بتغييره لأن «الفهم الغلط» الذى كان يوصلنا من الناس «إللى حوالينا» عندما نعبر عن إحساسنا هو الذى جعلنا نعيش فى دوامة الخرس العاطفي، وأصبحنا لاشعوريا نكتم الكلام بداخلنا كأنه عيب أو حرام، وكأنه ليس من حقنا أن نقول «اشتقنا» ونقول «بنحب» ونقول «تعبنا» ونقول «محتاجين»!.. وأكثر من كل هذا اصبحنا نكتفى عبارة.. (أنا بخير)..

والتى بداخلها مليون وجع فى كل الردود وللدرجة إللى اصبحنا نقولها ونحن لا نشعر بها أصلا.. ونهرب بكل حواسنا من سؤال أنفسنا:
(هو بجد إحنا فعلا بخير؟)..

ليس عيبا أن نعبر عن ضعفنا ومشاعرنا.. لكن يجب أن نعلم أننا «كتمناها» بداخلنا نظل «حلوين» فى نظر الآخرين، ونظل عزاز فى نظر أنفسنا ومحافظين من جوانا على شيء اسمه «شرف الأحـاسيس»..

واتأكدوا..إحنا منتظرين إنكم تفهموا..

ولما تفهمونا صدقونا هانحكى كل شيء بداخلنا..

بس إذا فهمتونا إنتم بصدق

ليلى والذئب

حد فكر شوية فى تفاصيل حكاية.. (ليلى والذئب) وحللها بشكل منطقي..

أولا: مفيش غير الأم وبنتها ليلى فى البيت، إزاى ما فكرتش أم ليلى تجيب «الجدة» وتقعد معاهم.. بدل ما هى سايباها تقعد لوحدها فى كوخ بآخر الغابة؟!..

ولا هى «حماتها» ومش مقعداها معاهم؟!..

أصلها لو كانت أمها كانت قعدتها معاها وخدمتها بعيونها

ثانيا: طيب البنت المسكينة ما كملتش العشر سنين..

معقول أمها بعتتها لوحدها الغابة علشان توصل أكل؟!..

يعنى لو ليلى ولد كانت بعتته المشوار ده؟!.. لا و الله..

ثالثا: معقول الأكل المبعوت للجدة مافهوش لحمة؟!..

يعنى أبسط شيء لو فيه لحمة كان الذئب أكل الأكل وساب ليلى فى حالها، وده دليل إنه ما فيش فى الأكل لحمة.. والأم باعته أكل بدون لحمه للجدة المسكينة..

رابعا: ليه أصلا الأم ماراحتش بدل ليلى؟!..

أقولكم حاجة.. واضح أن «ليلى والذئب» لم تعد مجرد حكاية بل أصبحت سلسلة من الحكايات التى لا تنتهى ويتلاعب من خلالها بالوعي.. فكروا كثيرا قبل أن تكتبوا أو تنطقوا فنحن فى حرب وجود!..

حكايات جدى
ذات يوم.. قال المزارع لابنه البليد ضعيف الفهم..
(سأزرع هنا شجرة مثمرة)..
وضع المزارع البذرة وبدأ يرويها كل يوم والابن يتعجب..
(أين هى الشجرة.. ولماذا تهدر كل هذه المياه على اﻷرض)؟!. مر الوقت وبعد عدة أسابيع..
(ظهرت نبتة صغيرة)..
فصاح الولد غاضبا..
(أهذه هى الشجرة.. أين هى ثمارها)؟!..
قال الأب..
(الحمقى فقط يطلبون الحصاد فى وقت الغرس)..
«مجرد حكاية من حكايات جدى ولا أكثر من ذلك»..
نحن نستحق
وتستحق قلوبنا أن تحمل على كفوف من الحب
ونستحق نحن ألا نَهونَ أو يستهان بنا..
وقولـوا لمن تحبون سلامـا..
فقول المحب للمحب شفـاء..