دماء رفح فى رقاب «أمريكية- إسرائيلية»

مجزرة الخيام نُفّذت بقنبلة من صنع «بوينج».. والجزائر تعد مشروعًا جديدًا لمجلس الأمن

فلسطينيون يتجمعون فى موقع إسقاط إسرائيل قنبلة على خيام النازحين
فلسطينيون يتجمعون فى موقع إسقاط إسرائيل قنبلة على خيام النازحين

عواصم - وكالات الأنباء:
لا تزال رفح بكل ما تعيشه من أوضاع إنسانية مأساوية ومقاومة شرسة لقوات الاحتلال الإسرائيلى، تتصدر المشهد العالمى ما بين اتهامات تلاحق حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن وتحركات دبلوماسية داخل أروقة مجلس الأمن لاستصدار قرار يوقف العملية العسكرية جنوب قطاع غزة.

ومع استمرار الضغوط على بايدن، قال البيت الأبيض أول أمس إن الرئيس الأمريكى لا يعتزم تغيير سياسته تجاه إسرائيل بعد استشهاد العديدين بضربة إسرائيلية لمخيم للنازحين فى رفح فى نهاية الأسبوع، لكنه «لا يغض الطرف» عن معاناة المدنيين الفلسطينيين.واستشهد الأحد الماضى 45 شخصًا بضربة إسرائيلية لمخيم للنازحين فى رفح، حيث تسببت بحريق كبير. ومع ذلك تمسك المتحدث باسم مجلس الأمن القومى جون كيربى بأن واشنطن لا تعتقد أن أفعال إسرائيل فى رفح ترقى إلى عملية واسعة النطاق من شأنها أن تتخطى «الخطوط الحمر» التى حددها بايدن.وأزاح تحليل لشبكة «سى إن إن» لفيديو من المكان الذى وقعت فيه الغارة الإسرائيلية، وكذلك مراجعة أجراها خبراء أسلحة إلى أن ذخائر أمريكية الصنع استخدمت فى الغارة.وحددت الشبكة الأمريكية الموقع الجغرافى لمقاطع فيديو تظهر خيامًا مشتعلة بالنيران فى أعقاب الغارة على مخيم النازحين داخليًا المعروف باسم «مخيم السلام الكويتى». وفى مقطع فيديو منتشر على وسائل التواصل الاجتماعى، والذى حددت الشبكة موقعه جغرافيًا فى نفس المكان من خلال مطابقة التفاصيل بما فى ذلك لافتة مدخل المخيم والبلاط الموجود على الأرض. يظهر فى الفيديو  ذيل قنبلة أمريكية الصنع من طراز «جى بى يو- 39».


وبحسب أحد الخبراء فإن هذه القنبلة تصنعها شركة بوينج وتشتهر بأنها «عالية الدقة» مصممة لمهاجمة أهداف مهمة استراتيجيًا، وتؤدى إلى أضرار جانبية منخفضة. ومع ذلك فإن «استخدام أى ذخيرة، حتى بهذا الحجم، سيؤدى دائمًا إلى مخاطر فى منطقة مكتظة بالسكان».
دبلوماسيًا، تسابق الجزائر الزمن حاليًا لاستصدار مشروع قرار من مجلس الأمن الدولى «لوقف القتل فى رفح»، بحسب ما أكده السفير الجزائرى عمار بن جامع، أول أمس. لكنه لم يحدد الموعد الذى يأمل فيه طرح مشروع القرار على التصويت.
وقال السفير الصينى فو كونغ، «نأمل أن يتم ذلك فى أقرب وقت ممكن لأن هناك أرواحًا على المحك»، معربًا عن أمله فى إجراء تصويت فى وقت مبكر من هذا الأسبوع.


وردًا على سؤال بشأن مسودة النص الجزائرى، قالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد إنها بانتظار الاطلاع عليها وإن الرد سيكون «بعد ذلك».
بدوره، أكد السفير الفرنسى نيكولا دو ريفيير، أنه «حان الوقت لهذا المجلس للتحرك واعتماد قرار جديد»، مشددًا أيضًا على أنها «مسألة حياة أو موت».
والاثنين الماضى، دعت الجزائر إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس غداة ضربة ليلية إسرائيلية فى رفح أدت إلى اشتعال خيم تؤوى نازحين فلسطينيين، ما أسفر عن 45 شهيدًا و249 مصابًا آخرين.
وفى اليوم التالى، أى الثلاثاء أعلن الدفاع المدنى فى قطاع غزة استشهاد 21 شخصًا فى غارة إسرائيلية أخرى على مخيم للنازحين فى جنوب قطاع غزة.