القضية الفلسطينية فى المقدمة

سنوات من الدعم السياسى للقضايا المشتركة

صورة تجمع بين القادة العرب والرئيس الصينى فى قمة الرياض ديسمبر ٢٠٢٢
صورة تجمع بين القادة العرب والرئيس الصينى فى قمة الرياض ديسمبر ٢٠٢٢

عـامر تمـام

بخطى حثيثة تمضى الصين على طريق تعزيز وتعميق علاقاتها مع الدول العربية، حيث حظيت القضايا العربية بدعم سياسى ودبلوماسى من الصين فى المحافل الدولية، لاسيما القضية الفلسطينية وكذلك دعم أمن الخليج والحفاظ على منطقة الشرق الأوسط منزوعة الأسلحة النووية.


وعلى مدار سنواتٍ، تطالب الصين بضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقاً لقرارات مجلس الأمن على حدود 1967، وتعتبر أن هذا الحل هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطينى،الإسرائيلي.


وفى هذا الإطار طرحت الصين فى 2013 مبادرة من أربع نقاط لتسوية وحل القضية الفلسطينية، تتضمن: إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، أيضاً الاعتماد فى المفاوضات للوصول إلى السلام باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق ذلك، مع ضرورة معالجة قضية الأسرى الفلسطينيين، وتؤكد المبادرة الصينية على أن مبدأ الأمن مقابل السلام لتحقيق تطبيع العلاقات بين إسرائيل مع الدول العربية، وأخيراً، وضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته فى توفير الضمانات الضرورية حتى يكون هناك تقدم فى المفاوضات. ومع بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضي، اتخذت بكين موقفاً متوازناً داعية فهى لم تدن حماس ودعت إلى وقف الحرب وحل القضية الفلسطينية وإنهاء الظلم التاريخى الواقع على الفلسطينيين، مما يحقق الاستقرار فى المنطقة.


وفى مجلس الأمن كانت الصين داعمة للمواقف العربية فى مواجهة الانحياز الأمريكى الواضح لصالح إسرائيل واستخدمت بكين إلى جانب روسيا الفيتو ضد مشروع قرار قدمته أمريكا لمجلس الأمن يدين حماس ولا يطالب إسرائيل بوقف الحرب. كما عملت الصين على تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، حيث دعت مؤخراً وفدين من حماس وفتح فى بكين لتحقيق المصالحة بما يصب فى مصلحة الفلسطينيين وينزع ذريعة إسرائيل التى تقول: إنها لا تجد من تفاوضه من الفلسطينيين.
وتهتم الصين بتحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط بما يحقق مصالحها ويساهم فى نجاح «مبادرة الحزام والطريق» التى تعتمد فى الأساس على التعاون مع دول المنطقة. وأعلن وزير الخارجية الصينى وانغ يى فى 2021 عن مبادرة صينية من خمس نقاط لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، تتضمن: الدعوة إلى الاحترام المُتبادل، والالتزام بالإنصاف والعدالة وهنا أشار إلى ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وتحقيق عدم الانتشار النووى فى المنطقة، أيضاً العمل على تحقيق الأمن الجماعي، وأخيراً تسريع وتيرة التعاون من أجل التنمية. وما توج الجهود الدبلوماسية الصينية فى المنطقة نجاح وساطتها بين السعودية وإيران فى إنهاء الخلاف بين البلدين وعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما.


وحققت القمة العربية،الصينية التى عُقدت فى الرياض فى ديسمبر 2022 تقدماً كبيراً على صعيد الدعم المُتبادل، حيث أكد الرئيس الصينى خلال قمة الرياض عام 2022 على أن بلاده ستواصل دعمها الثابت لأمن دول الخليج العربي، وستواصل استيراد النفط والغاز بكمياتٍ كبيرة من دول مجلس التعاون الخليجي، بينما أكدت الدول العربية على دعمها لمبدأ صين واحدة. وتتركز محددات الدعم العربي- الصينى على عدة مبادئ منها : عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول، وهو ما تجلى فى رفض الصين والدول العربية التدخل فى الشئون الداخلية للدول تحت مسميات حقوق الإنسان، ودعم سيادة الدول على أراضيها، وضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي، هذه المبادئ كانت حاكمة فى تعامل الصين مع ملفاتٍ عربية شائكة مثل: ملف اليمن والملف الليبى وحتى الحرب فى السودان. الصين لم تقدم على دعم أى من أطراف الصراع سواء سياسياً أو عسكرياً ولم تسعَ لاستغلال تدهور الأوضاع فى تحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية. وفى المقابل حرصت الدول العربية على دعم سياسة الصين فى هونج كونج عندما وقعت احتجاجات بسبب فرض الصين لقانون الأمن القومي، باعتبار أن هذه الإجراءات تقع ضمن مبدأ سيادة الدول، كما أصدرت بياناً يدعم سياسة الصين فى إقليم شينجيانغ وقتما كان هجوماً غربياً حاداً على سياسة الحزب الشيوعى الصينى فى هذا الإقليم.