مصر.. صمام أمان فى مناطق الصراعات

فى اليوم العالمى لحفظ السلام.. مشاركة فعالة لقواتنا منذ 1960

تاريخ طويل لمشاركة مصر بقوات حفظ السلام الدولية بمختلف دول العالم
تاريخ طويل لمشاركة مصر بقوات حفظ السلام الدولية بمختلف دول العالم

عبر قارات العالم وفى ظل الصراعات والنزاعات.. تقوم البعثات المصرية المشاركة فى قوات حفظ السلام بأدوار متعددة خارج الديار.. وتعسكر فى هذه العاصمة وتحفظ الأمن فى تلك..

وتساعد السكان هناك.. التزام أممى تقوم به مصر تجاه الأمن والسلم الدوليين ومشاركة ذات طابع رفيع مهما تعددت الصعاب..

فى ظل ظروف قاسية أحيانا ومركبة دائماً.. وتأتى مساهمة مصر فى قوات حفظ السلام من منطلق الدور المحورى والريادى للدولة المصرية، وحرصها على دعم جهود السلام والأمن فى كافة أنحاء العالم من خلال المشاركة فى بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بقوات مؤهلة تأهيلاً رفيع المستوى.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولى لحفظة السلام والذى يوافق الـ29 من مايو من كل عام .. والذى تم تحديده بمناسبة إنشاء أول بعثة لقوات حفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، حيث لم يكن قد مضت ثلاثة أعوام على تأسيس الأمم المتحدة حتى شهدت ولادة ما يُسمى «مهام حفظ السلام الدولية» .. وكانت أول مهمة لقوات حفظ السلام، هى قيام الأمم المتحدة بإرسال 120 من الجنود التابعين لعدد من دول العالم إلى فلسطين ليس للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد حرب 1948 وإنما فقط ليكونوا مراقبين للهدنة التى لم تدم طويلا.

وتعد مصر من أكبر الدول المساهمة بقوات فى بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام حيث تعد ضمن الدول العشر الأولى الأكثر إسهاماً فى قوات حفظ السلام على مستوى العالم، والأولى عربياً والثالثة على مستوى الدول الفرانكفونية، حيث تشارك بحوالى 3200 فرد فى البعثات الأممية المنتشرة فى عدة مناطق ودول بأفريقيا وفى سبيل تأدية مصر لدورها فى حفظ السلام فقدت مصر 39 شهيداً من قواتها فى عمليات حفظ السلام.

اقرأ أيضًا| المتحدث العسكري: تحقيقات في استشهاد أحد العناصر المكلفة بتأمين الشريط الحدودي برفح

وكانت المساهمة المصرية الأولى فى قوات حفظ السلام للأمم المتحدة فى عام 1960 فى الكونغو، ومنذ ذلك الحين، ساهمت مصر فى 37 بعثات لحفظ السلام بالأمم المتحدة بمشاركة أكثر ثلاثين ألف فرد من القوات المصرية فى البعثات الأممية لقوات حفظ السلام المنتشرة فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.

ويذكر أن القوات المصرية المشاركة بمختلف بعثات الأمم المتحدة قدموا وما زالوا يُقدمون الكثير من الجهود البارزة التى هى محل تقدير وثناء من قادة البعثات الأممية، الأمر الذى يعكس صورة إيجابية للبعثات المصرية فى مثل هذه المأموريات تأكيدا للدور المصرى الريادى فى المنطقة، وتثبت على الدوام قدرة القوات المصرية على حسن تمثيل بلدهم فى المحافل الدولية.

ومن نماذج للمشاركات المصرية فى قوات حفظ السلام، الكونغو عام 1960، وسراييفو إبان الحرب الأهلية فى التسعينيات، والصومال فى الفترة من ديسمبر 1992 إلى فبراير 1995، وأنغولا فى الفترة من 1991 وحتى 1999، وموزمبيق فى الفترة من فبراير 1993 وحتى يونيو 1995، وليبيريا فى الفترة من ديسمبر 1993 وحتى سبتمبر 1997، وجزر القمر فى الفترة من 1997 وحتى 1999، وسيراليون، والكونغو الديمقراطية، وأفريقيا الوسطى، وقوات فى كوت ديفوار لمساعدة الأطراف الإيفوارية على تنفيذ اتفاق السلام الموقع بينهما فى يناير 2003، وإنهاء الحرب الأهلية، ورواندا، وبوروندي، وإقليم دارفور بالسودان.

وقد أعلنت إدارة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى 5 أغسطس عام 2017 عن تبوؤ مصر المرتبة الثالثة عالمياً ضمن تصنيف الدول الكبرى المساهمة بقوات شرطية خلال الفترة الحالية، حيث بلغ عدد القوات المشاركة 729 ضابطا وفرد شرطة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى عدد من البلدان.

إعادة انتخاب مصر

وفى 15 فبراير عام 2021 افتتحت لجنة الأمم المتحدة الخاصة لعمليات حفظ السلام أعمال دورتها لعام 2021، حيث شهد الاجتماع إعادة انتخاب مصر مُقرراً لأعمال اللجنة، والذى يعكس دور مصر النشط فى حفظ السلام سواء من حيث حجم مُشاركاتها، العسكرية والشرطية، التى تجعلها فى المرتبة السابعة من بين كبريات الدول المساهمة بقوات، أو من حيث إسهامها الفاعل فى تطوير مفاهيم وسياسات حفظ السلام.

إشادات دولية

وفى مايو 2021، احتفت الأمم المتحدة بأسماء خمسة من حفظة السلام المصريين ممن خدموا مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار فى مالى «مينوسما» ..

كما أشادت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة فى مصر إلينا بانوفا، بالدور الذى تلعبه القاهرة كأحد أكبر المساهمين فى عمليات حفظ السلام الأممية. وقالت بانوفا: «لطالما كانت مصر شريكا أساسيا على الطريق إلى السلام الدائم ..

وإننا فى منظومة الأمم المتحدة فى مصر، نُحيى شجاعة وخدمة وتضحية حفظة السلام المصريين من أجل حماية المستضعفين والمساعدة فى بناء السلام».

وفى يوليو 2019، أشادت الأمم المتحدة بالمشاركة المصرية فى قوات حفظ السلام، حيث لفتت شرطة الأمم المتحدة، أن مصر تظل ضمن أكبر 3 مساهمين بقوات شرطة ضمن قوات حفظ السلام.

وفى مايو 2016، تلقى قطاع الأمن المركزى إشادة دولية ومحلية للأداء الأمنى رفيع المستوى لوحدات الشرطة المصرية المشاركة فى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بدولة الكونغو الديمقراطية، وكفاءة وحرفية القوات فى أداء مهامها الأمنية التى تقوم بها لحفظ الأمن ومواجهة كافة أشكال الجريمة .. وتأتى تلك الإشادة فى اعقاب وصول وحدة إضافية من الشرطة المصرية (قوات الأمن المركزي) إلى الكونغو الديمقراطية، لمشاركة بعثة الأمم المتحدة فى العديد من المأموريات الأمنية المنوط بها تأمين العاصمة.
نماذج نسائية

فيما شاركت عناصر نسائية فى فرقة المفرقعات من الشرطة المصرية ضمن قوات حفظ السلام ببعثة الأمم المتحدة فى مالى (مينوسما) .. والفريق النسائى الذى يشارك لأول مرة فى تاريخ عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام يشير إلى كفاءة ونجاح المرأة المصرية .. وقد تشكل الفريق النسائى المصرى لكشف وإبطال مفعول العبوات الناسفة الارتجالية، كواحد من ثلاث فرق من نوعها أسستها وحدة الشرطة المصرية المُشكلة العاملة فى صفوف البعثة، وذلك إبان نشرها فى منطقة دوينتزا، فى مالى فى عام 2017 .. ووصفت البعثة الأممية فى مالى تأسيس فريق الشرطة النسائية المصري، بأنه بمثابة مصدر فخر لا للوحدة المصرية فحسب، وإنما أيضا للقيادة العليا لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام فى مالي.