غدر بصديق عمره.. ننشر مرافعة النيابة العامة في قضية مقتل سائق بشبرا

هيئة المحكمة برئاسة المستشار الدكتور رضا أحمد عيد
هيئة المحكمة برئاسة المستشار الدكتور رضا أحمد عيد

شهدت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الرابعة برئاسة المستشار الدكتور رضا أحمد عيد، وعضوية المستشارين هشام إبراهيم أبا زيد، ومحمود منير خليل، مرافعة قوية من المستشار إبراهيم مصطفى، وكيل النائب العام بنيابة قسم ثان شبرا الخيمة الجزئية، وذلك في القضية رقم 35139 لسنة 2023 جنح قسم ثان شبرا الخيمة.

اقرأ أيضا| إحالة أوراق قاتل والدته بالإسكندرية إلى المفتي

بدأت النيابة العامة مرافعتها بوصف الاتهام لكل من «أحمد أشرف فرج عبدالرازق» و «صهيب معتز عبدالقادر عبدالله»، و «عظيمة محمد أحمد محمود»، لأنهم في اليوم الحادي والعشرون من الشهر الخامس من العام الثالث بعد العشرين فوق الألفين بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة المتهمين الأول والثاني، قتلا عمدًا مع سبق الإصرار المجني عليه «حازم وائل أنور»، بأن عقدا العزم وبيتا النية على قتله وأعدا لهذا الغرض أداة بطشهما سلاح أبيض «سكين» واستدراجاه لمكان خالي من الإشهاد، وما أن أحكما قبضتهما عليه طعنه الأول طعنات قسية بالسلاح المار بيانه أستقرت بصدره قاصدًا من ذلك إزهاق روحه فأحدث به الإصابات الموصوفه بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياته حال تواجد الثاني على مسرح الجريمة للشد من أزره ومراقبة الطريق على النحو المبين بالتحقيقات.

وذكر أنه قد ارتكبت تلك الجناية بقصد ارتكابهما لجنحة سرقة إذ أنهما في ذات الزمان والمكان سرقا المنقول «الدراجة النارية» المبينة وصفاً وقيمة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات وحازا وأحرزا سلاح أبيض (سكين) دون مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية على النحو المبين بالأوراق.

أشارت النيابة العامة إلى أن المتهمة الثالثة، أخفت أشياء مسروقة وهي الدراجة النارية مع علمها من أنها متحصلة من جناية القتل سابقة الوصف عي النحو المبين بالأوراق.

استهل وكيل النائب العام المستشار المستشار إبراهيم مصطفى، بداية مرافعته بقوله تعالى « بسم الله الرحمن الرحيم رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي».. صدق الله العظيم، وقال تعالى «ومن يَقْتُلْ مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا ً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً».. صدق الله العظيم.

من ركب الخطايا نأتي اليوم بتلك القافلة، ومن موكب الدنايا نستوقف اليوم تلك الشرذمة ومن لب الخيانة نستخلص اليوم تلك البذور الآثمة.. فمن أعلى صعيد الخيانة ومن ذروة قمم الغدر ومن أعلى كماهات الضلال جئناكم اليوم بهؤلاء المتهمين الماثلين أمام هيئتكم الموقرة، ونقول يا قاتل البريء يومك آتٍ.. ستنال فيه مرارة الحسرات.. أبشر بيومٍ كالحا تلقي به بعد ذل العيش ذل ممات ما أنت بالإنسان، فالإنسان لا يلقي قذائفه على الفلذات عذرًا.. عذرا إلي شعري فقد دنسته بقبيح فعلك يأخ النذوات.

  

سيدى الرئيس حضرات المستشارين الأجلاء.. هذا قول نفر من بشر أم سيد البشر صلوات ربي وتسليماته عليه قال: « والذي نفسي بيده سيأتين على الناس زماناً لا يدري القاتل عن أي شئ قَتل، ولا يدري المَقتول عن أي شئ قُتل».

مستكملاً بقول رسول الله صلوات الله وتسليماته عليه: «ذوال الدنيا جميعا أهون على الله من دماً يسفك بغير حق».. وقال المولى عز وجل في محكم التنزيل «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» صدق الله العظيم.

باسم الله أبدأ مرافعتي.. بإسم الحكم العدل الذي يُمهل ولا يُهمل باسم الله الذي اتخذ من الحق إسماً وجعله لنا سبيلاً وهدفاً منشوداً.. شرفٌ للنيابة العامة أن تُمثِل المجتمع في محراب عدلكم ورحاب قضائكم.

شرف عظيم لها أن تحمل تلك الأمانة.. تلك الأمانة التي عُرضت على السماوات والأرض والجبال فأبيْن أن يحملنها وأشفقن منها، تلك الأمانة التي ناءت عن حملها الجبال الرواسي، وكانت لها النيابة العامة على العهد والوعد.. وإن ثَقُلت.. شرف لى أن أقف أمام هيئتكم الموقرة ومن خلفي روحا ذهبت لبارئها، وأن أشير إلى المتهمين الماثلين وأقول لحضراتكم ألا تأخُذكم بهم شفقة ولا رحمة.. فما ارتكبوه ما كان إلا فاجعةً تكاد السماواتُ يتفطرن منها وتنشق الأرضُ وتخرُ الجبالُ هدا.. فاجعةٌ تشيبُ من هولها الولدان طامةٌ كبرى فلا يكاد المرء يصدق ما يروى له ولا ما تراه الأعين وما تسمعه الآذان.

حرمةُ النفس والمال  

 

جاءت الجريمة التي نحن بصددها اليوم، يتعدى بها المتهمين على حرمةِ النفس والمال.. حرمةُ النفس والمال التي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.

وأضاف: لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وفضله على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً، وجعل له السمع والأبصار والأفئدة، ونفخ فيه من روحه وجعلها سراً لا يعلمه إلا هو، فإذا حان أجلُ الإنسان أمر سبحانُه وتعالى ملكَ الموتِ بقبض الروح من الجسد وإعادتها إلى بارئها ليقضى فيها أمراً كان مفعولا.

 

جريمة عبرت عن خسة بشرية  


لذلك حرم الله عز وجل ونهى عن قتل النفس إلا بالحق، وجعله من أشد الأعمال جرماً وأكبرها إثماًإن الجريمة التي حوتها الأوراق وإن كان التشريعُ قد سماها قتلا، فالقتل أهون من أن يحتويها، إنها حملت بشائع، لقد مزقت الأعين بكاءً، إنها غيمت السماء عزاءً، جريمةٌ وأى جريمة.. جريمة عبرت عن خسة بشرية، جريمة  حملت إلينا النذالة الإجرامية، جريمة جسدت أوزار الإنسانية، وأخذتنا إلى مأساة حقيقية.

 

ذِئابٌ افترسوا بمخالبهم وأيديهم من أمِنِ لهم  

 

وأضاف أن المتهمون اخترقوا بفعلتهم نواميس الكوْن.. ذِئابٌ افترسوا بمخالبهم وأيديهم من أمِنِ لهم... أفاكٌون قاتلٌة غادرونٌ خائنٌون يقتلوا ولا يبالوا يقتلُوا فيزدادوا للدماء ظمأً، فهم لم يعدوا بشراً، فوالله إن الحيوان في غابته لا يفعل مثلما فعلوا ويكون أرأف بضحيته من هؤلاء المتهمين.. كل ذلك من أجل ماذا.. المال، فكم من الجرائم ترتكب باسمك أيها المال.

وأوضح وكيل النائب العام أن الوقائع ثابتة، والأدلة دامغة، والقضية واضحة إن في ساحتكم الموقرة، لا موضع إلا للقانون ولا حديث إلا عن الأدلة والبرهان، وحتى لا ينسحب الوقت من بين أيدينا قضيتنا تدورُ في ثلاث محاور لا نستطيع أن نحيدَ بأحدهم عن الأخر، أول هذه المحاور هى:
- أولاها المجني عليه 
- وثانيها  الأدلة والشهود 
- وثالثها  المتهمين

 

عقوبةٌ رادعةٌ زاجرة  

 

فالحق والحق أقول إننى وحال نظري للمتهمين لا أستطيع أن أشيح بوجهى أبداً عن منظر المجني عليه وهو ينزف دماً حتى فارق الحياة، فأستمعُ إلى صوتِ ضميري يقول إن هؤلاء المتهمين مذنبين أمام الله.. مذنبين أمام الناس.. مذنبين أمام عدلكم، ولا عذر لهم، ويتطلب ذلك عقوبةٌ رادعةٌ زاجرة، فالعدالة تقتضيها، والقانون ينص عليها، ومصلحة الهيئة الاجتماعية تتطلبها.. نعم أطلب الرحمة لشاب يسعي لقوت يومه، يسعي لمساعدة أهليه وذويه بأكمله، يعمل بحثاً علي وسيلة عيشاً وطعاماً يتناوله شابا قدر له المسؤولية، قُدر له أن يقتل على يد المتهمين، الذين لم يعرفوا للرحمةِ إسماً ولا للشفقةِ معنى، فكانت النهاية للمجني عليه، أطلب الرحمة لمجمتع يئن ويتعب وينتظر خارج قاعتكم حكمكم العادل الناجز، فبقدر ما أنا مؤمن بأني أؤدي واجبي المقدس حسبما أطلب منكم بتوقيع العقوبة القصوى، فبقدر ما أنا مؤمن بأنكم تؤدون رسالتكم السامية حينما تنطقون بها.

إن في ساحتكم الموقرة، لا موضع إلا للقانون ولا حديث إلا عن الأدلة والبرهين، وقبل القانون فقد خالف المتهمين شرع رب من سن القانون، فقد قال الرحيم الرحمن في كتابه المنزل القرآن «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا»، ونسى الآية الأخرى في سورة الفرقان «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ».

لافتاً إلي أنه قد بدأت وقائع تلك الدعوى فيما ابتدأ به من يوم الحادي والعشرون لشهر مايو من العام الماضي حيثما يعمل المجني عليه علي دراجته البخارية (توك توك) الذي تربطه علاقة صداقة بالمتهم الأول واتفق المتهم الأول مع المتهمين علي قتل المجني عليه وسرقته فأعد المتهم الأول بإتفاق مع المتهمين العدة لذلك فأعد مواد مخدرة وكحلية طالبا من المجني عليه الذهاب إلي حيث يقتطن المتهم الثاني فانصاع إليه المجني عليه نظرًا لصداقتهم فكانت تلك الفاجعة، ولساننا يعجز عن قول الكثير والكثير.

 

 

عقد النية والعزم لقتل المجني عليه 

 

ونقول: «العقول لم تصدق أن تتحول الصداقة والخير لمعوال الشر، وهذه العدوى حال بحثها عن الحقيقة اهتزت المشاعر وتألمنا واستقر لدينا معانٍ كثيرة أبى القلم إلا أن يسجلها، ووجدنا أنَّ المتهمين الماثلين تجبروا واستفحلوا ضلالة وظلموا أنفسهم حجب نور الله عنهم، وتعشش الشيطان في انفسهم وعقولهم وساروا بين الناس يهلكوا الحرث والنسل وتحصد أرواحهم استعلائا وغرورا وحبا في السيطرة والمال»، فقرر المتهم الأول النيل ثم النيل من المجني عليه بعد أن عقد النية والعزم وتدبر الأمر واتفق مع باقي المتهمين بالتحايل واقتياد المجني عليه إلي مسكن المتهم الثاني الكائن بناحية شارع الإمام الشافعي بمنطقة الخليفة بالقاهرة، لكونه بعيداً عن أعين الناظرين، وخطط ودبر واستقر على النيل من المجني عليه، فكتب بالدم نهاية حزينة ومأساوية بعد أن أقنعاه بتعاطي المواد الكُحلية حتى كاد أن يفقده وعيه، واستدراجه بعيدًا عن أعين الناظرين بإحدي المناطق النائية والعقارات المهجورة بناحية البساتين، كاتبين بذلك نهاية حزينة.. نهاية مأساوية.. نهاية فارق على أثرها الحياة وذهبت روحه لبارئها.. كل ذلك من أجل المال، أحل المتهمين ما حرم عليهم أزهقوا روحاً حرم الله إزهاقها بغير حق من أجل ماذا.. من أجل المال من أجل إشباع رغباتهم، من أجل المال.. وكم من الجرائم ترتكب باسمك أيها المال، وأن المتهمين ظنوا أنهم لن ينكشف أمرهم، لكن أراد الله أن يفضح سترهم ويذيع بين الناس جرمهم، ليكونوا عبرة لأولي الأبصار، وضبطهم وسيق بهم للنيابة العامة بأدلة جرمهم.

 

لم يعرفوا للرحمة إسماً ولا للشفقة معنى

 

وأشار إلى أنه قد جاءت أقوال والد المجني عليه تعبر عن خسة المتهمين.. تعبر عن خسة بشرية هؤلاء المتهمين الذين لم يعرفوا للرحمة إسماً ولا للشفقة معنى ولا للإنسانية دلالة، فقد أبصر جثمان نجله جثة هادمة أبصر جثمان نجله الذي يسعي لقوت يومه يسعى لكسب رزقه.. يسعى لمساعدة أهله وذويه، أبصره جثة هامدة.

وأيضاً قد جاءت الأدلة دامغة في مواجهة أقوال المتهمين التي رددوها حيث ثبت بمناظرة النيابة العامة لجثمان المجني عليه «حازم وائل أنور»، يرتدي من الملابس قميصاً أسود اللون وبنطال جينز لبني اللون حافي القدمين اتضح وجود جرح عميق بالعنق وأثار لجرح بالصدر.

 

الحق والعدل

 

وأما بالنسبة لتقرير الصفة التشريحية، فهو الدليل الفني الجازم الذي لا عوار فيه ولا عله، وهو تقرير الصفة التشريحية، فقد ثبت فيه نقاط عصفت بالمتهمين عصفا، وساقتهم بين أيديكم في محاكمة الحق والعدل، فقد نطقت الجروح معبرة عن نفسها لتدون الآمها وآلام المجني عليه، أولا وهي الإصابات المشاهدة بأسفل يسار الصدر إصابة طعنية حدثت من أداة ذات نصل حاد أيًا كان نوعها وأنها ذات طبيعة قطعية حدثت من أداة ذات نصل حاد.

ثانياً: الإصابة المشاهدة بمنتصف الظهر هي إصابات ذات طبيعة قطعية حدثت من أداة ذات نصل حاد أياً كان نوعها.

ثالثاً: أن الوفاة تعزى إلي الإصابة الطعنية بالصدر وما تضاعف عنها من قطع حاد بالرئة اليسري والذي انتهي بالوفاة.


 أعدوا العدة والتجهيز لإرتكاب جرمهم الآثم


وأكد وكيل النيابة، أن أقوال الضابط مجرى التحريات بالتحقيقات والذى جمع الأقوال من شتات، واتبعها ببعض التفصيلات، فقد أكد أن تحرياته السريه أكدت أتفاق المتهمين علي ازهاق روح المجني عليه وسرقه الدراجة البخارية «التوك توك» خاصته بعد أن اختمرت الفكرة في أذهانهم وأعدوا العدة والتجهيز لإرتكاب جرمهم الآثم، فأعدوا مواد مخدرة وكحلية، وقام المتهم الأول بالإتصال هاتفيا بالمجني عليه الذي تربطه به علاقة صداقة فتقابلا بدائرة القسم ذاهبين إلي المتهم الثاني ليتسامروا سويا ويقضون الليل معًا فكانت الفاجعة للمجني عليه الذي انصاع لكلام المتهم الأول دون تخوين أو تشكيك أو إظهار لشك قبل المتهم الأول، وقام المتهمين على تحفيز المجني عليه على تعاطي المواد الكحلية، إلا أن ليصبح مسلوب الإرادة ليس له حول ولا قوة، وحال تأكدهم من غياب المجني عليه عن الوعي قاموا بالإنتقال سوياً إلي المكان المتفق عليه لتنفيذ جرمهم الأثم فطلب المتهم الأول من المجني عليه إيقاف الدراجة البخارية (توك توك)، قبل ذلك المكان تاركين المتهم الثاني حوزته الدراجة البخارية وما أن تأكد المتهم الأول دلوف المجني عليه رفقته إلي أحد العقارات المهجورة أخرج سكيناً وانهال بالتعدي على المجني عليه مزهقاً روحه، إلا أن السلاح المستخدم في إزهاق روح المجني عليه كان ذاته السبيل والطريق إلي عدلكم.. فقد أظهر نية المتهم علي إزهاق روح المجني عليه إلي بارئها، وحدثت إصابة المتهم الذي حاول بشتات إخفاء جرمه الآثم، وقد أكدت تحرياته السرية عقب إتمام المتهمين لجرمهم الآثم، ذهبوا إلي المتهمة الثالثة التي كانت على علم بجريمتهم الآثمة وإزهاقهم لروح المجني عليه، وقيامها بشراء الدراجة البخارية قيادة المجني عليه بثمنٍ بخس، وأن أقوالهم قد جاءت بالمرصاد فقد أبدى المتهم الأول استعداده إلي الإرشاد عن مكان تواجد جثمان المتوفي إلي رحمة مولاه والمتواجدة بإحدي العقارات المهجورة، فقد أرشد عنها.. أقوالاً نرددها على مسامعكم.. أقوالاً تعبر عن نزعة إجرامية في نفس المتهمين.. أقوالاً لم يعرفوا للرحمة معنى ولا للإنسانية دلالة، أقوالاً تعبر عن خسة بشرية وسنسيق إلي عدلكم أقوال المتهمين الواردة بتحقيقات النيابة العامة التي توضح لعدلكم تناقض أقوالهم واتفاقهم علي إزهاق روح المجني عليه.. كل ذلك من أجل ماذا كل ذلك من أجل المال وكم من الجرائم ترتكب باسمك أيها المال.

 

  خسة بشرية


 وبسؤال المتهم الأول بتحقيقات النيابة العامة، حيث قرر المتهم بالصفحة الخامسة أن فكرة إزهاق روح المجني عليه قد اختمرت في ذهنه حال علمه بقيام المجني عليه بإصلاح الدراجة البخارية خاصته فأعد لذلك مواد كحلية ومخدرة وذهب والمجني عليه إلي المتهم الثاني في بيته وتعاطي ما حرمه الله «أقوال رددها المتهم ونتلوها علي مسامعكم تعبر خسة بشرية وبداية لإزهاق روح المجني عليه»، وقرر صراحة المتهم بتحقيقات النيابة العامة بذات الصفحة أنه اقتاد المجني عليه إلي احدي العمارات المهجورة بالمعادي طاعنًا إياه بسكين، والتي بيت العزم علي إزهاق روح المجني عليه بها إلي أن أتم فعلته وترك المجني عليه ينزف دما مفارقاً الحياة  مستحوذا على الدراجة البخارية (توك توك) قيادته.

وقد قرر المتهم صراحة بالصفحة التاسعة من تحقيقات النيابة العامة أنه حال وصوله إلي منزل المتهم الثاني وأبصره غارقًا في دمائه اتفقا على ترك الدراجة البخارية (التوك توك)، رفقة المتهم الثاني الذي أخبره أنه يمكنه بيع الدراجة حوزته للمتهمة الثالثة، وقد قرر بالصفحة العاشرة من تحقيقات النيابة العامة صراحة أن المتهم الثاني على علم وكل العلم بنيته علي ازهاق روح المجني عليه وسرقة الدراجة البخارية حوزته وقد أخبره المتهم الثاني أنه يمكنه بيع الدراجة البخارية للمتهمة الثالثة،  فقد أوضح المتهم دور المتهمين في تلك الواقعة وعلمهم كل العلم بارتكاب الواقعة حيال المجني عليه المتوفي إلي رحمة مولاه، واتفاقهم على إزهاق روحه وسرقة الدراجة البخارية (توك توك) خاصته.

وبالصفحة الحادية عشر توضح كذب المتهم الذي قرر في مطلعها أنهم كانوا يتعاطوا المواد الكحلية والمخدرة أسفل منزل المتهم الثاني وبعد الإنتهاء صعد المتهم الثاني لمنزله وقد قرر المتهم صراحة بذات الصفحة أن المتهم الثاني فعلة من أجل الحصول علي نسبة من بيع الدراجة البخارية.

وأضاف وكيل النائب العام، أن تلك الأقوال وما سنوضحه لهيئتكم الموقورة تعبر عن خسة بشرية تعبر عن شرذمة من النقيات الأدمية خسة لم ولن تمنعنا من تحقيق الحكم الردع لتلك الأفعال ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه إتيان مثل تلك الأفعال.. سيدي الرئيس حضرات السادة المستشارين الأجلاء إن الأوراق وما حورته من أقوال تعبر عن ظلم بين.. ظلم قد وقع على المجني عليه ظلم سنوضحه علي لسان وأقوال المتهمين.

 

علاقة شر قادت إلى إزهاق روح المجني

 

وبسؤال المتهم الثاني عن ما حدث قرر بالصفحة السابعة عشر من تحقيقات النيابة العامة أنه توجد علاقة صداقة منذ نعومة أظافرهم بين المتهم الأول والثاني علي حد قول المتهم الثاني، فقد قرر المتهم صراحة بذات الصفحة أنه قام ببيع الدراجة البخارية المضبوطة للمتهمة الثالثة وأنهم تقاضوا مبالغ مالية من المتهمة الثالثة وأنها تسلمت الدراجة البخارية محل الواقعة، وسنثيق إلي عدلكم إتفاق المتهمين علي إزهاق روح المجني عليه، حيث أن المتهم الثاني تربطه علاقة عمل بالمتهمة الثالثة والذي يعمل بالمخزن الخاص بها وتربطه علاقة صداقة بالمتهم الأول.. بل سنقول علاقة شر فقد اتفقوا كل الإتفاق على إزهاق روح المجني عليه وسرقه الدراجة بالبخارية قيادته علي أن تقوم المتهمة الثالثة على شراء الدراجة البخارية عقب إتمام جرمهم الآثم ونعود بالحديث، وإن افترضنا صدق أقوال المتهمين الأول والثاني.. فبسؤال المتهم الأول بتحقيقات النيابة العامة بالصفحة التاسعة سؤال صريح عن ما حدث عقب وصولك لمنزل المتهم الثاني قرر بأنه عقب وصوله لمنزل المتهم الثاني وصعوده إليه أبصره غارقا في الدماء واتفق معانا أنه سيترك الدراجة البخارية على أنه سيقوم ببيع الدراجة البخارية للمتهمة الثالثة، وبينما بسؤال المتهم الثاني بتحقيقات النيابة العامة عن كيفية تملك المتهم الأول للدراجة البخارية (توك توك) ذكر أنه لا يعلم كيف تملكها وأنه لم يبصر المتهم الأول والمجني عليه برفقته وبسؤال المتهم الثاني بالصفحة التاسعة عشر بتحقيقات النيابة العامة عن تقابله مع المتهم الأول للهولة الأخيرة قرر صراحة أنه مكنش يعرف إن أحمد أشرف قتل حد غير لما الحكومة مسكوه.

 

جريمة جسدت أوزار الإنسانية  

 

 ويتضح لنا سيدي الرئيس تناقض أقوال المتهمين الأول والثاني وبسؤال المتهمة الثالثة بتحقيقات النيابة العامة قررت أن المتهم الثاني يعمل لديها بالمخزن خاصتها وأنها قامت بشراء الدراجة البخارية من المتهم الأول وقررت أنها لم تكن على علم بقيام المتهمين بارتكاب الواقعة وإزهاق روح المجني عليه.

سيدي الرئيس حضرات السادة المستشارين الأجلاء فقد رصدنا لكم أقوالهم التي تعبر عن خسة بشرية وداء لا يستطيع أن يشفي منه.. أقوالهم دليل علي جريمة جسدت أوزار الإنسانية، وأخذتنا إلى مأساة حقيقية تلك هي الأقوال التي رددها المتهمين بتحقيقات النيابة العامة نعيدها عليهم مرار وتكرارا تلك الأقوال التي تقف أمامهم بالمرصاد.

 

روحُ المجني عليه تعلقت بأستار منصتكم الشامخة تستصرخكم

 


وأختتم وكيل النائب العام مرافعته منادياً سيدي الرئيس.. حضرات المستشارين جئنا لكم اليوم وقد أثقل كاهلنا بأمانة حملنا إياها مجتمعٌ ينشد في يومنا هذا القصاص يتلهف سماع نبأه لتطمئن قلوب وجلت وتقر أعين دمعت وتطيب نفوس جزعت وتسكن روحُ المجني عليه التي وقد تعلقت بأستار منصتكم الشامخة تستصرخكم. تناديكم «القصاص.. القصاص».. القصاص ليأمن كلُ إنسانٍ على روحه وماله ويُزجرُ كلُ من حدثته نفسُهُ بأن يقتدي بالمتهم وينهج نهجه وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. أقولها بكل حزم وصراحة، دون مواربة ولا تورية جئناكم اليوم نطلب العقوبة الكبرى «الإعدام» ولا شيء غيرها، فلا خيرٌ يرجى من محاولة تقويم فاسدين كهولاء وإن كانت التشريعات الحديثة تنحي منحى التوسع في فرض العقوبات الرامية لتقويم السلوك المعوج فإنها في الوقت ذاته لا تمنع بل وتحض على استئصال كل عنصر فاسد لا يرجى منه صلاح ويكون بقاؤه شراً مستطيراً... وقد قال ربُ العزةِ في محكم التنزيل «ولكم في القصاصِ حياةٌ يا أولي الألباب لعلكم تتقون»، ولا يسع النيابة العامة أخيراً إلا أن تشكر هيئتكم الموقرة على سعة صدرها وطيب سمعها وهي موقنة تمام اليقين أن طريقكم طريق الحق وأن حكمكم حكم العدل فأنتم خلفاء الله في أرضه، وبناء على ما تقدم فإن النيابة العامة تطالب بتوقيع عقوبة الإعدام.. وفقكم الله وسدد خطاكم وألهمكم الصواب إنه نعم المولى ونعم النصير.