خبراء: حرية شخصية لدعم القضايا.. واللغة همزة وصل بين الشعوب

في انتفاضة إلكترونية دعمًا لفلسطين| «بلوك المشاهير» حملة تتصدر تريندات العالم

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«بلوك المشاهير».. أصبحت هذه الكلمة هى الدارجة على منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم بأكمله، فهى حملة شرسة كالنار التي تلتهم فى الهيش.. ولكنها التهمت حسابات فنانين العالم ومتابعيهم، فكل من تخلى وأعلن عدم تضامنه للقضية الفلسطينية خسر من متابعيه ملايين الأشخاص بالإضافة إلى ملايين الأموال، فقد تحولت حملات مقاطعة من المنتجات الأجنبية إلى مقاطعة الفنانين الأجانب أيضًا، وانتشر التريند على منصة «إكس» التى انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية وتفاعل معها 170 مليون شخص.

◄ حظر المشاهير
وبالفعل، حظت الحملة باهتمام كبير من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ الآلاف بإزالة المتابعات وحظر الصفحات الرسمية للمشاهير، كما نشر بعض المتابعين قائمة بالمشاهير الأكثر متابعة حول العالم، لتسهيل معرفة هؤلاء ممن لا يدعمون غزة فى العالم أجمع.

وطالب مؤسسو حملة «بلوك المشاهير» بمقاطعة كل المشاهير الذين رفضوا الحديث عن القضية الفلسطينية أو تجريم ما يحدث فى غزة، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتهكموا على الأوضاع في غزة، بعدها قرر ملايين الأمريكيين مقاطعة مشاهير الفن والسينما والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، الرافضين الحديث عن الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، ومن أبرز المتضررين النجمة الأمريكية كيم كاردشيان، والتى تملك 363 مليون متابع عبر إنستجرام ،وتايلور سويفت، بيونسيه، ديريك، كيلى جينر، زيندايا، كاميلا كابلو، وليدى جاجا، وغيرهم.

◄ البعد الإنساني
وفى هذا الصدد يرى د. سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق أن حملة مقاطعة المشاهير على السوشيال ميديا ستفقدهم مصداقيتهم بين متابعيهم، وتشويه صورتهم لأنهم لا يعرفون أن من قيم الفن الحفاظ على الإنسانية وبالتالى هذه الحملة وجدت صداها لهذه الأسباب، وأعتقد أنها ستمتد أكثر وأكثر من ذلك واتساع نسبة انتشارها على مستوى دول العالم، مشيرا إلى ضرورة تحرك ومشاركة الأشخاص الذين يتقنون اللغات فى هذه الحملة لكى يوصلونها إلى كافة الدول بأكثر من لغة حول العالم، موضحا أن حملات السوشيال ميديا تتميز باتساع السوق العربى والعالمي، ولأن اللغات عامل أساسى فى توصيل المعلومة فلهذا تصبح دائرة الانتشار أوسع ونسبة الوصول أسرع لمثل هذه الحملات وبالتالى يصبح صداها كبيرا.

وأضاف عبد العزيز أن البعد الإنسانى للحملات له عامل كبير فى نجاحها، وفى هذه الحملة لمقاطعة المشاهير فهم لعبوا على وتر البعد الإنسانى العاطفى وهو صرخة الأطفال فى غزة، وهو جانب موجع مؤكد على كلمته أن «صرخة طفل أقوى من رئيس دولة».

◄ اقرأ أيضًا | وزير الخارجية يبحث مع نظيره السويدي مستجدات الأوضاع في غزة

◄ حرية شخصية 
أما عن رأى دكتور منى الحديدي الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في حملة مقاطعة المشاهير على السوشيال ميديا أنه ليس هناك تأثير في الرأي العام من عامل واحد فقط، ولكن هذا الشكل من الحملات تعتبر من ضمن طرق التعبير عن الحرية الشخصية مثل مقاطعة المنتجات الأجنبية وتشجيع المنتجات المصرية أو تأييد القضية الفلسطينية وتجريم الهجوم على غزة فكل هذه القضايا هى حق من حقوق الأفراد، ولا يستطيع أحد فرضه على الجميع فهو حق ورأى شخصي، وهذه الحملات هى ليست أكثر من التعبير عن الرأى ونوع من تأييد الشخص للقضية الفلسطينية، وهذه الحملات تمثل شكلا من أشكال كسب التأييد للقضية المثارة فى حملة المقاطعة بشكل عام.

◄ انتفاضة جديدة
وجاء الرأى الآخر لحملات «بلوك المشاهير» على السوشيال ميديا للدكتور جمال النجار أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، بأنها دليل على أن هناك وعيا لدى الشعوب العالمية والعربية وهى من حسنات مواقع التواصل الاجتماعى وهذا يثبت أن للرأى العام قوة كبيرة بإمكانها أن تؤثر على القضايا العامة وتكون سلاحا نتوجه به إلى الوقوف ضد من يعمل ضد القضايا العادلة مثل القضية الفلسطينية والتي تعتبر قضية قومية تهم العالم بأكماله لأنها ليست قضية تهم العرب فقط بل هى تهم العالم بأكمله لأنها قضية إنسانية والهجوم على غزة والأطفال الذين راحوا ضحية حرب دامت أكثر من 7 أشهر أصبح حديث العالم والدول الأوروبية .