الحصاد بسواعد رجال الوطنية لاستصلاح الأراضى

توشكى تستعيد بريقها بـ«الذهب الأصفر»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعد القمح من أهم المحاصيل الاسترتجية التي تسعى الدولة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها وتقليل فاتورة الاستيراد في ظل رغبة قوية من القيادة السياسية بإزالة كل المعوقات أمام تحقيق هذا الهدف، فكانت الانطلاقة الكبرى من خلال مشروع توشكى الذى جاء موسم حصاد الذهب الأصفر فيه هذا العام بزيادة فى رقعة المساحة المزروعة لتصل إلى ٣١٠ ألف فدان بزيادة 90 فدان.. وعلى أرض توشكى الخير.. بدأ موسم حصاد ثمار الأمل، الذى تميز هذا العام باستخدام آلات متطورة تحصد الواحدة منها  60 فدانًا فى اليوم.. ويساهم المشروع فى الحفاظ على الأمن الغذائى وإنتاج المحاصيل الاستراتيجية وتقليل فاتورة الاستيراد.

هناك فى جنوب مصر، شمر الرجال سواعدهم، وعلى أراض توشكى حصدوا ثمار المثابرة والنجاح، وتحولت الصحراء القاحلة لمساحات شاسعة مزروعة بواقع مبهج كان يعتبره البعض مجرد أحلام غير قابلة للتحقيق وردت عمليًا على ادعاءات المشككين وأجهزت على ما يروجه المحبطون.. ويواصل رجال الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية جهودهم ليل نهار لتنفيذ مشروعات عملاقة فى قلب صحارى مصر.. وتتولى الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية استصلاح توشكى والشركة تم إنشاؤها فى مايو ١٩٩٥، كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بهدف استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، وتقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب، وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة. وقد تم البدء فى الاستصلاح بمنطقة شرق العوينات عام ١٩٩٩ بمساحة ١٠٠٠٠ فدان، حتى وصلت الآن إلى 240000 فدان مزروعة فعلياً.. وتتنوع أنشطة الشركة ما بين نشاط زراعى، أشجار (فواكه، نخيل، قمح، ذرة، بطاطس، وخضراوات ونباتات عطرية طبية)، ونشاط إنتاج حيوانى عبارة عن (تربية الأغنام - الماعز)، ونشاط تكميلى يشمل (أبراج حمام، خلايا نحل، وتربية بط)، وتصنيع قائم على الأنشطة الزراعية.. ولولا وجود الإرادة والإصرار لما تكلل مشروع توشكى بالنجاح، فى ظل وجود معوقات وتحديات عدة أمامه. لذلك تمت دراسة المشروع وتذليل كافة العقبات وبدء تنفيذه، وكانت أول زيارة للرئيس السيسى فى ١٥مارس ٢٠١٧، حيث كان هناك إصرار على استكمال المشروع بكل عزيمة.

ويتعاون مع الشركة عدد كبير من الشركات الوطنية وشركات المقاولات والعمالة إلى جانب الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع وتنفيذه فى التوقيت المحدد، حيث يصل حجم العمالة فى الشركة إلى  آلالاف من العمال المدنيين بالإضافة إلى العمالة غير الموسمية.. وعملية استصلاح الأراضى فى توشكى ليست باليسيرة ويبذل بها جهد كبير للغاية لكنها تتقدم سنويًا الى الأفضل، فى ظل وجود رؤية متكاملة للشركة فى كل مجالات التصنيع الزراعى بالأسلوب الحديث فى الزراعة، مع الالتزام بمراعاة تطبيق أحدث نظم الجودة، ثم امتد نشاط الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية إلى كلٍ من الفرافرة وتوشكى.

تم تكليف الشركة لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية عام 2015  بزراعة (10000) فدان فى الفرافرة فى منطقة سهل بركة، وزار الرئيس عبدالفتاح السيسى مزرعة الفرافرة مرتين الأولى كانت بمناسبة الانتهاء من موسم الزراعة فى ديسمبر 2015 والثانية كانت بمناسبة بدء الحصاد فى مايو لعام 2016. 

وفى عين دالة تم تكليف الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية في عام 2018 باستصلاح وزراعة (12500) فدان وجار تنفيذ مشروع الجوجوبا على مساحة (6000) فدان على مرحلتين وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى على مساحة (3125) فدانًا.

وفى عام 2018 قامت الشركة بزراعة (1000) فدان قمح فى منطقة المفارق بتوشكى على سبيل التجربة وأُعيدت عام 2019 بعد نجاحها إلى أن ثبت نجاح الزراعة بتوشكى وتم تكليف الشركة بمشروع تنمية جنوب الوادى  وبالمشاركة مع الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات والهيئة الهندسية للقوات المسلحة تمت أعمال البنية التحتية من شق الترع وشبكات الرى والكهرباء والطرق بالتعاون مع الشركات الوطنية الأخرى العاملة فى هذه المجالات وتم الوصول فى يناير 2024 إلى مساحة منزرعة (400) ألف فدان بالإضافة إلى الشركات الاستثمارية فى المنطقة وتقدر مساحاتها (من 60 : 70) ألف فدان.

ونجحت الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية بزراعة نصف مليون فدان قمح فى كلٍ من توشكى (310) آلاف فدان وشرق العوينات (156) ألف فدان والفرافرة (4725) فدانًا وعين دالة (4384) فدانًا.