القاهرة تواصل جهودها لوقف نزيف الدم الفلسطينى عبر «العدل الدولية»

مخاوف في إسرائيل من انضمام مصر لدعوى جنوب إفريقيا

 الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس بايدن وتشاور مستمر حول سبل وقف الحرب فى غزة
الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس بايدن وتشاور مستمر حول سبل وقف الحرب فى غزة

تواصل مصر جهودها على كافة الأصعدة السياسية والدبلوماسية من أجل التوقف لوقف لإطلاق النار فى غزة ووقف نزيف الدم الفلسطينى والتى كان آخرها إعلانها التدخل رسميا لدعم الدعوى التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر فى انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فى قطاع غزة.


ففى حين تتواصل العمليات العسكرية لجيش الاحتلال على كافة أنحاء القطاع وتهدد حياة اكثر من مليون و600 ألف فلسطينى فى رفح الفلسطينية، تحركت القاهرة نحو محكمة العدل الدولية احتراما للقانون الدولى لمنع الإبادة الجماعية فى قطاع غزة ومطالبة المجتمع الدولى باتخاذ إجراءات ملموسة توقف إسرائيل عن هذه الحرب.
وبإعلان مصر هذه الخطوة، ستتمكن من تقديم الدعم القانونى والفنى اللازم لجنوب أفريقيا فى هذه القضية، بما تتمتع به من خبرات قانونية كبيرة وتجربة سابقة ناجحة فى ساحات المحكمة ضد إسرائيل لاسترداد اراضيها.
وقد أثار القرار المصرى قلقاً فى الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو: «إذا تدخلت مصر فى هذا الأمر، فسيكون هذا أمرا خطيرا جدا». ويرى البعض فى ذلك مؤشرا خطيرا فى الموقف المصرى الذى لعب دوراً حيوياً فى احتواء الأزمة منذ اندلاع الحرب.
وتنظر محكمة العدل الدولية فى اتهامات قدمتها جنوب إفريقيا، الخميس، ضد إسرائيل بتصعيد «الإبادة» التى ترتكبها فى غزة، حيث دعت المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلى على مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع. ودعت بريتوريا محكمة العدل الدولية إلى إصدار أمر لإسرائيل بوقف هجومها على رفح.
من جانبها قالت جمعية الدول الأطراف بالجنائية الدولية نأسف لمحاولات تقويض استقلالية المحكمة فى تحقيقها بشأن الوضع بفلسطين.. وأضافت أن بعض التصريحات الأخيرة بشأن تحقيق المحكمة تعتبر تهديدا بالانتقام. ودعت جمعية الدول الأعضاء الدول كافة إلى احترام استقلالية المحكمة ونزاهتها.. من ناحية أخرى أدى احتجاج نادر داخل قاعة محكمة العدل الدولية إلى مقاطعة مؤقتة لجلسات الاستماع.. وصرخت امرأة «كاذبون» أثناء مرافعة محامية تمثّل إسرائيل، ما أدى إلى مقاطعة الجلسة لأقل من دقيقة قبل استئنافها.. وفى نفس الإطار من جهود التوصل لوقف لإطلاق النار فى غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، قال مستشار الأمن القومى الأمريكى جاك سوليفان إن الرئيس جو بايدن يجرى محادثات بهذا الخصوص مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى. وكان سوليفان قد التقى سفراء ورؤساء بعثات 17 دولة لها محتجزون فى قطاع غزة، وأكد سوليفان للسفراء انخراط بايدن مع نتنياهو وأمير قطر والرئيس المصرى فى محادثات للتوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة. وبحث المجتمعون توجيه دعوة جماعية لحماس من أجل الإفراج الفورى عن المحتجزين فى غزة وبحث سبل إنهاء الأزمة، حسب المصدر نفسه..
وفى سياق متصل حذر وزراء خارجية 13 دولة إسرائيل، من تنفيذ هجوم عسكرى شامل فى مدينة رفح فى جنوبى قطاع غزة. وأفادت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية أن الوزراء وجهوا التحذير فى خطاب موجه إلى إسرائيل، ويطالب أيضاً بتوفير المزيد من المساعدات للشعب الفلسطينى. ووقع على الخطاب المكون من 4 صفحات جميع الدول الأعضاء فى مجموعة السبع الصناعية الكبرى، باستثناء الولايات المتحدة.. ووقع الخطاب وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا الأعضاء مجموعة دول السبع الصناعية الكبرى، إلى جنب مع أستراليا والدنمارك وفنلندا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والسويد. يأتى ذلك فيما حذر منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل من أن عملية رفح تضع ضغوطا شديدة على علاقة إسرائيل مع الاتحاد الأوروبى.