ضى القلم

جبروت اليهود.. ودعوات النصر

خالد النجار
خالد النجار

مابين نقص الماء والغذاء والعلاج والمأوى يتزايد الرعب من مصير النزوح ..فرقت الحرب أرواح الإخوة وشتت شمل الأسر، جبروت اليهود لم توقفه نداءات الحكمة والرحمة ورغم المفاوضات تسير آلة الغدر الإسرائيلى فى طريقها وتجافى الإنسانية، صلف يهودى يعززه مساندة خفية لدول عظمى تدلل حليفها وتنعق كالبوم وتتغنى بحقوق الإنسان ..كاذبون يتفننون فى الخسة والدمار فى مواجهة شعب أعزل لايمتلك سوى الصبر والدعوات بالنصر.


ما أقسى أن تحمل وعاء طلبا للطعام وتعود خاويا، وأن تلوذ بالغطاء فلاتجد سوى السماء، وما أقسى أن تبحث عن العلاج فيقابلك الموت وأن تبحث عن الأمان فيكون مصيرك التشريد والرعب.. تتجاهل إسرائيل كل المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية لتمضى فى الإبادة بعنجهية وغرور.. أصعب المشاهد قسوة خروج الفلسطينيين رافعى رايات بيضاء مطأطئى الرءووس..صورة حزينة تنافس صور جثث الأطفال والنساء والمفقودين الذين تناثرت أشلاءهم بمدافع الغدر.. يصر اليهود على مخطط تهجير الفلسطينيين وإبادة ملامح الأراضى الفلسطينية، اغتصاب وتنكيل باحترافية، وسط صمت الغرب ودعم أمريكا للانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان.


وقفت مصر صامدة، نصرة للإخوة والأشقاء، إصرار واصطفاف لدخول المساعدات لأهالى غزة عبر معبر رفح الذى جسد صورة راقية للإنسانية رغم استفزازات اليهود.


معاناة يراها العالم على الهواء مابين عمليات جراحية تجرى دون مخدر، وعلى أضواء الهواتف المحمولة، بعد تدمير المستشفيات، ومشاهد الذعر والهروب من القصف، مرضى وكبار سن يحاولون الفرار ونظراتهم حسرة تدقق فيما تبقى من بيوتهم، حتى الخيام ومراكز الإيواء هدمتها إسرائيل وطاردت الفلسطينيين وتركتهم فى العراء.


لم تشفع الإنسانية لصرخات الأطفال وأنين العجائز..تحت الركام أصوات خافتة، وجثث لشهداء جريمتهم الوحيدة أنهم احتموا بوطنهم.
كل الدعوات بالصبر والثبات ووقف الانتهاكات التى تخطت حدود الإنسانية بالإصرار على غلق المعابر والمنافذ بسيطرة وجبروت تتباهى به دبابات العدو وتستعرض قوتها فى مواجهة أهالينا فى فلسطين الذين أنهكتهم الاعتداءات والمجاعة .
يارب ثبت قلوبهم وانصرهم ياكريم.