عاجل

فى الشارع المصري

«الفجر».. يشكو

مجدى حجازى
مجدى حجازى

أعجبنى «بوست» نشرته د.أميمة رضوان، الأستاذة بهيئة الدواء المصرية، على صفحتها بالـ«فيس بوك».. جاء فيه:

(قدمت إحداهن شكوى تقول فيها: نحن خمس شقيقات، أنا أكثرهن غِنى، لكن لا أدرى لماذا يأتى أقاربى لزيارة إخواتى بكثرة، وحينما يأتى موعد زيارتى لا يأتى سوى القليل منهم، فهم يزورون إخواتى الأربع كل يوم، أما أنا فلا أكاد أرى إلا القلة، فهم مقصرون جداً فى زيارتى، بل يقاطعوننى أيامًا عديدة، حتى إن بعضهم لا أكاد أراه مطلقاً وكأننى سقطت من قاموسهم، والبعض منهم يأتى وبه كسل وخمول غريب، ولهم أعذار غير مقبولة مطلقاً.. ماذا أفعل؟!.

أنا أكثر إخواتى عطاءً لمن يأتينى.. لا أتهم إخواتى بالتقصير أبداً، ولكن الجميع يعرف أننى أكثرهن عطاءً، كثيرون ينصحون أقاربى بأن يأتونى، فلدىَّ خير كثير، وأعطى بكرم من يأتينى، ومع ذلك يبتعدون عنى، فلا حياة لمن تنادى.. ما المشكلة إذن؟!، لماذا هذا الهجران؟!، لماذا يحرموننى أُنسهم؟!، لماذا ينسوننى؟!.. ألست واحدة من خمس أخوات؟!.

وتواصل د. أميمة رضوان روايتها: «بقى أن نعرف من هى صاحبة الشكوى؟».. وتجيب: إنها الغالية «صلاة الفجر».. وتتساءل: «لماذا الصلاة خيرٌ من النوم؟».. وتجيب: «لأن النوم استجابة لنداء النفس، والصلاة استجابة لنداء الله تعالى».. كما أن «النوم موت، والصلاة حياة»، ولأن «النوم راحة للبدن، والصلاة راحة للروح»، ولأنها الفارق بين المؤمن والكافر واللذين يشتركان فى النوم، ولكن الصلاة لا يصليها إلا المؤمن.. فما أجمل الحفاظ على صلاة الفجر، ففريضتها تجعلك فى ذمة الله، وسنتها خير من الدنيا ومافيها، وقرآنه مشهود.).. «انتهى البوست»

حقًا.. أبشر يا من تحرص على تأديتها، فأنت من الفئة الموفقة، الذين وجوههم مسفرة، وجباههم مشرقة، وأوقاتهم مباركة.. فإن كنت منهم، فاحمد الله على فضله، وإن لم تكن من جملتهم، فادعو الله أن يجعلك منهم وأن تلحق بركبهم.. أتدرى من هم؟ إنهم أهل الفجر، قومٌ يحرصون على أداء هذه الفريضة، ويعتنون بهذه الشعيرة، يستقبل بها أحدهم يومه، ويستفتح بها نهاره، والقائمون بها تشهد لهم الملائكة، من أداها مع الجماعة وقد أدى العشاء كذلك فكأنما صلى الليل كله.. إنها صلاة الفجر، التى سماها الله قرآناً، قال الله جل جلاله: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ «الإسراء:78».. المحافظة عليها من أسباب دخول الجنة، والوضوء لها كم فيه من درجة، والمشى إليها كم فيه من حسنة، والوقت بعدها تنزل فيه البركة، قال النبى صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتى فى بُكورهَا) «أخرجه أحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجة».

لنتدبر ولنتأمل، ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.