فى الشارع المصري

«فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ»

مجدى حجازى
مجدى حجازى

استوقفنى «بوست» نشرته صفحة تحمل عنوان: «كلمات بلا أقلام» على الـ «فيس بوك».. جاء فيه:

(يقول الدكتور زغلول النجار، العالم المهتم بالبحث فى «إعجاز القرآن»:

كنت أقرأ لعشرات المرات بعشرات السنين قصة سيدنا يونس، ومنذ سنتين فقط توقفت عند قوله تعالى: ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ «الصافات:142»، فقلت: لماذا قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ﴾؟.. فبدأت أدرس طبيعة الحيتان، فوجدت أن هناك مجموعة من الحيتان اسمها الحيتان الزرقاء.. والحوت الأزرق أضخم حيوان خلقه ربنا تبارك وتعالى فهو أضخم من الديناصورات وأضخم من الفيلة، فطوله يمكن أن يصل إلى أكثر من32 مترا، ويمكن أن يصل وزنه إلى أكثر من 172 طنًا، وهذا الحيوان على ضخامته لا يأكل إلا الكائنات الميكروسكوبية الضئيلة التى تسمى «البلانكتون» الكائنات الطافية الهائمة، فهو لا يملك أسنانًا إطلاقا وله ألواح رأسية يصطاد بها هذه الكائنات الطافية، وطريقة تناوله لطعامه كالآتى: يأخذ بفمه عدة أمتار مكعبة من الماء فيصطاد ما فيها من كانت طافية ويخرج الماء من جانبى الفم، يعنى لا تفلت منه أىٌ منها.

أما عن قصة الحوت الأزرق وسيدنا يونس، فإن هذا الحوت على ضخامة بلعومه لا يبلع إلا هذه الكائنات الدقيقة، فإذا دخل فمه أى شىء كبير لا يُبتلع، ولذلك ظل سيدنا يونس  فى فمه كـ «اللقمة»، ولهذا قال الله الحق: ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ﴾، وهو ما يعنى أنه لم يتمكن من بلعه ولا مضغه، لأن هذا الحوت «أهتم» أى ليس له أسنان..

وللعلم فإن هذا الحوت يتنفس الأكسجين، لذا فهو يرتفع فوق سطح الماء مرة كل خمس عشرة دقيقة.. وقد قال علماء الحيوان: «إن لسان الحوت يستطيع أن يقف عليه أكثر من رجل والفم مغلق بأريحية دون أى مضايقة.»..

معنى ذلك أن سيدنا يونس كان جالسًا فيما يشبه الغرفة الواسعة المكيفة، ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ﴾، ولم يقل ابتلعه أو هضمه.. ثم يقول الله رب العالمين: ﴿وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾ «الصافات:146»، فلماذا اليقطين؟، لنجد أن «اليقطين» هو القرع بأنواعه المختلفة، ومنه القرع العسلى، وهو يتميز بأن ورقه يملك أكبر حجم لورق نبات فى الأشجار، كما أن اليقطين ساقه وفروعه وأوراقه وثماره مليئة بالمضادات الحيوية ولهذا لا تقربه الحشرات.).. «انتهى البوست».

حقًا إنه إعجاز القرآن الكريم، سبحان الله، حيث القيمة التى تستحق التدبر والتأمل.. ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد ، حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.