«إطلالة نور»

ادرأوا الخطر عن أولادكم

محمد هنداوى
محمد هنداوى

على فترات متقاربة خلال السنوات الأخيرة، تُطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بحدوث جرائم وحوادث غريبة على مجتمعنا المصرى.. والمفاجأة أن الضحية والمتهم وراء تلك الجرائم هم الأطفال صغار السن، والمحرض الرئيسى هو التطور التكنولوجى والإليكترونى الهائل الذى نعيشه.

لا أحد يستطيع أن يُنكر أن الإنترنت والهاتف المحمول أصبحا مثل الهواء والطعام والشراب، لا يستطيع أى إنسان أن يعيش بدونهما.. أصبح الإنترنت أداة لا غنى عنها فى حياتنا اليومية سواء فى العمل أو فى نطاق الأسرة.. ولكن، لكل تطور تكنولوجى وثورة رقمية جوانبها السلبية ومخاطرها على أبنائنا سواء منصات التواصل الاجتماعى التى تتسبب فى ارتكاب جرائم أخلاقية وغير قانونية، أو الألعاب الإليكترونية التى تكون - فى أحيان كثيرة - سبباً لحوادث قتل أو انتحار الأطفال، وغيرها من الجرائم الغريبة على مجتمعنا مثلما شاهدنا خلال الفترة الأخيرة.

مما لا شك فيه أن الفضاء الافتراضى الواسع على الإنترنت يخفى العديد من المخاطر على أطفالنا، وهم أكثر عرضة للخطر فى ظل انشغال الآباء والأمهات اليومية سواء فى مشاكل أسرية أو العمل اليومى، بالإضافة إلى قلة وعى أطفالنا وفضولهم الشديد وسعيهم لاكتشاف كل الجديد دائماً، مما يشكل خطراً كبيراً على صحة وسلامة أطفالنا، وظهر ذلك جلياً للجميع من خلال جريمة طفل شبرا الخيمة التى تم الكشف عنها مؤخراً، الطفل البريء الذى وقع ضحية تجارة الأعضاء عبر مواقع الإنترنت أو ما يسمى «الدارك ويب»، والتى كانت السبب الرئيسى وراء ارتكاب الجريمة البشعة وعرض مقاطع قتل الطفل وارتكاب بعض الجرائم ضده لتصويرها وعرضها على ما يسمى بـ «الدارك ويب»، خاصة وأن المحرض الرئيسى فى ارتكاب تلك الجريمة هو طفل مصرى يقيم خارج البلاد.. ذلك الحادث يدق ناقوس خطر جديد فى مجتمعنا الحبيب، علينا الانتباه جداً، ليكون فى الإمكان أكثر مما كان.

لقد كتبت منذ عدة شهور فى نفس هذه المساحة عن حوادث ووقائع مشابهة للقضية التى حدثت فى منطقة شبرا الخيمة والتى تهدد مستقبل أطفالنا، ولابد أن نتحرك جميعاً على كافة المستويات وكل الأصعدة، دولة، ومجتمعاً، وأسرة؛ لحماية الملايين من أطفال هذا الوطن خاصة فى سن المراهقة.. ولابد على كل أب وكل أم أن يتواصلوا بصورة مستمرة مع أبنائهم، ومتابعة كافة مواقع الإنترنت والألعاب الإليكترونية التى يُقبلون عليها يومياً، والحديث معهم عن مخاطر الإنترنت، كما يمكن استخدام برامج للرقابة الأبوية لمعرفة نشاط أبنائنا اليومى على الإنترنت، ويجب أن نبدأ بأنفسنا كآباء وأمهات بالحديث مع أطفالنا، وأن يكون لدينا وقت على مدار اليوم للقيام بذلك والجلوس معهم، بدلاً من تركهم فى غرف النوم ليكونوا ضحية لتلك البرامج والألعاب الخطرة، كما يمكن أن نُشغل أبناءنا بتنمية مهاراتهم الرياضية وربطهم ببعض الألعاب الرياضية فى الأندية أو مراكز الشباب، وأن يكون هناك دور واضح لوزارة الشباب والرياضة فى هذا الشأن.. انتبهوا قبل فوات الأوان.. أطفالنا فى خطر..