خبير تربوي: أخطاء تقع فيها الأسرة تزيد من ظاهرة غش أولادها في الامتحانات

الدكتور تامر شوقي
الدكتور تامر شوقي

قال الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إنه لا شك أن مشكلة الغش في الامتحانات من أسوأ المشكلات التي تهدد العملية الامتحانية وتكافؤ الفرص بين الطلاب، وتنتشر ظاهرة الغش سواء العادي أو الإلكتروني في جميع الصفوف الدراسية  سواء النقل أو الشهادات العامة مثل الإعدادية  أو الثانوية  بعد أن كانت تقتصر على الشهادة الثانوية العامة.

وتبذل وزارة التربية والتعليم جهدها لمحاربة ظاهرة الغش من خلال استخدام الباركود أو تقنيات اكتشاف الغش الإلكتروني، أو كاميرات المراقبة وغيرها، ورغم أهمية تلك الإجراءات إلا أنها تشبه الإجراءات الأمنية، حيث  أن أحد أهداف التربية هى غرس الضمير الداخلي لدى الطالب الذي يمنعه من الغش بدون وجود رقيب  خارجي.

خبير تربوي يقدم روشتة لطلاب الثانوية لاستغلال إجازة العيد في المذاكرة


وأضاف الخبير التربوي، انه لا شك أن الأسرة تلعب دورا مهما في تعليم الطالب سلوك الغش في ضوء بعض الأخطاء التي تقع فيها ومنها:

١. توصيل الأسرة  للطالب أن الامتحانات هى الهدف النهائي للتعليم وهذا خطأ، بل يجب توعيته ان التعلم واكتساب المعلومات والمعارف والمهارات هو الأهم.

٢.إهمال الحرص على إكساب وتعليم الطالب المعلومات والدروس منذ الصفوف الدراسية الأولى مما يجعل الطالب يصعد   إلى الصفوف الأعلى يمتلك قليلا من المعلومات لا تكفى لفهمه الدروس الجديدة المبنية على دروس  قديمة، مما يجعله يتخيل أن المقررات الدراسية صعبة بينما سبب المشكلة يكمن في الطالب نفسه، مما يدفعه للغش.

٣. تهديد الطالب بالعقاب في حالة إخفاقه في الامتحانات، وبالتالي لا بد من فك الارتباط فى ذهن الطالب بين الامتحان والعقاب.

٤. تفاخر الأب أو الأم بأنه أو زميل له كان يغش ويفلت من العقاب والتحدث عنه بإعجاب أمام الطفل، مما يجعل الطفل يميل إلى  تقليده، وبالتالي لا بد من التوقف عن ذكر تلك الأمثلة للطالب واستبدالها بأمثلة لطلاب مجتهدين 

٥. دفاع الوالدين عن الابن في أي امتحان يتم ضبط الابن يغش فيه، رغم  علمهما  أن الابن قام بالغش بالفعل، ولذلك لا بد من يحمل الوالدان الابن مسؤولية الغش وتحميله عواقبها.  

٦.توفير للأبناء أجهزة وتقنيات تساعدهم على الغش حتى لو كانت باهظة الثمن، ومن ثم لا بد من منع مثل تلك الأجهزة ولو مؤقتا عن الطالب أثناء الامتحانات.

٧.سعى الوالدين إلى نقل أولادهم إلى لجان الغش حتى ولو بالتزوير واتضح ذلك  من خلال رفض الوزارة هذا العام  ٧٥٥١ طلب تحويل للطلاب  إلى المحافظات التي حدث بها غش خلال الأعوام السابقة، وهنا لا بد ألا يتدخل الوالدان في اختيار لجنة الطالب وتركها ما دام الطالب أدى ما عليه.

٨. حث الوالدين الطالب على الغش في ضوء علمهم  بوجود طلاب آخرين غشاشين(وهذا حل خاطئ بل يجب في هذه الحالة الإبلاغ عن حالات الغش وليس تقليدها).     

٩. وأخيرا لا بد آن تعلم الأسرة أن مسؤولية محاربة الغش ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها ، وأن المسؤولية الأولى والدور الأكبر يقع على الأسرة، فالطفل يبدأ يتعلم الغش من المنزل ويأتي به إلى المدرسة لكي نقاومه.