متحف مفتوح بقلب القاهرة التاريخية| شارع الأشراف «بقيع مصر» مسار جديد لجذب محبى «آل البيت»

 الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء افتتاح أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة
الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء افتتاح أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة

مؤمن عطا الله

الحكومــة تشــكل لجنــة عليــا لإحيـاء المسار وربـــط المناطـــق الواقعــة بـــه وإعـادة تأهيلهـــــا

التطوير هدفه تحويل الأماكن التاريخية إلى محاكاة للعصر الفاطمى

«مسار آل البيت» مشروع تسعى الدولة جاهدة لتطويره ليصبح متحفاً مفتوحاً فى قلب القاهرة التاريخية  ، وهو أحد المشاريع القومية لإحياء المناطق الدينية والتاريخية والأثرية بالقاهرة الفاطمية ، وإبراز قيمتها وجعلها مزارات ومناطق جذب سياحى وإظهار اللمسة الجمالية بها، لما لها من أثر إيجابى على جذب السياحة الداخلية والخارجية .

بالإضافة لتسليط الضوء على تاريخ وعراقة الأماكن التراثية، هذا المسار يربط بين مساجد وأضرحة شهيرة منها مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة ، مرورًا بباقى مزارات آل البيت فى شارع الأشراف ، وأيضا بآثار تاريخية مهمة ، هذا المشروع العملاق يعيد لمنطقة جنوب القاهرة  عمقها وقيمتها التاريخية.

المصريون من جانبهم ارتبطوا على مر العصور بمساجد آل البيت الذين يحتلون مكانة كبيرة فى قلوبهم حتى إن زائرى القاهرة القادمين من محافظات بعيدة يكون على رأس جدولهم التوجه إلى تلك المساجد وقراءة الفاتحة لصاحب المقام الذى يمتد نسبه إلى النبى محمد، باعتبار أن تقديرهم له هو تقدير وحب للرسول.

مشروع التطوير 

د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء تطرق إلى مشروع تطوير مسار آل البيت خلال اجتماع بمجلس الوزراء قائلا إن ملف تطوير مسار آل البيت بمنطقة جنوب القاهرة التاريخية هدفه تدعيم حركة السياحة والاسهام فى إحياء المناطق التراثية ، مشيرا إلى أهمية الحفاظ على تلك المنطقة، ولا سيما فى ظل ما تتفرد به من مبان أثرية وتراثية تزخر بها، وكذا التغلب على التحديات التى تعانى منها، بالإضافة إلى تسهيل حركة المرور فى القاهرة ، فالسياحة الدينية أو السياحة الروحية هى من الأشياء التى يمكن لمصر استغلالها بصورة كبيرة فى جذب أعداد كبيرة من السائحين المهتمين بهذا النوع من السياحة المتعلقة بالآثار الإسلامية. 

ويعتبر شارع الأشراف الملقب  «ببقيع مصر» الواقع فى حى الخليفة احد أهم المواقع الإسلامية وامتداد لمسار آل البيت، لوجود العديد من الأماكن الأثرية المهمة بداخله ، ويبدأ من مسجد السيدة زينب حتى مسجد السيدة نفيسة ، واطلق عليه «بقيع مصر» لأنه يحتوى على مقامات العديد من آل البيت وعشرات المساجد ، وهذا الاسم نسبة لمقابر «البقيع» التى تحتوى على آلاف الصحابة ، وهناك خطة لتحويل هذا الشارع كنموذج ثانٍ لشارع المعز.

هذا الشارع عرف سابقاً بشارع الأشرف بسبب وجود قبة الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون فى بدايته، ويطلق عليه أيضاً طريق آل البيت لوجود مساجدهم على امتداده، ولاحقاً تحولت كلمة الأشرف إلى الأشراف لارتباطه بوجود كثير من مساجد آل البيت فى المنطقة، ومنهم مسجد السيدة رقية بنت على بن أبى طالب والتى يقال إنها جاءت إلى مصر بعد معركة كربلاء ، كذلك يضم الشارع ضريح محمد الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن على بن أبى طالب، ومسجد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول، كما يضم شارع الأشراف مقام سيدى ابن سيرين وقد لقب بابن سيرين لحبه الشديد لأمه السيدة سيرين أخت مارية القبطية زوجة الرسول.

آثار إسلامية

ويضم شارع الأشراف أيضاً مجموعة من أهم الآثار الإسلامية ومن أشهرها القباب مثل قبة فاطمة خاتون وقبتى الجعفرى وعاتكة وقبة شجرة الدر، ويضم أيضاً بيت ساكنة باشا وضريح محمد العياشى ومسجد سيدى الباشا وبيت الكريتلية ومدرسة صرغتمش ومسجد أحمد بن طولون وقبة الأشرف خليل ، وجميعها آثار إسلامية تعود لعصور مختلفة.

منطقة شارع الأشراف من المناطق الواعدة فى المجال السياحى ، فهى تضم عشرات الآثار الإسلامية، «إلى جانب مساجد آل البيت التى يقبل المصريون على زيارتها فى جميع الأحوال لارتباطهم الشديد بها، هناك مواقع عدة جديرة بالزيارة ولها حكايات تستحق أن تروى ويعرفها الناس، مثل بيت الكريتلية الذى صورت فيه عدد من الأعمال السينمائية الشهيرة، ومسجد بن طولون بعمارته وطرازه الفريد، وقبة شجر الدر التى تعود للعصر الأيوبى.

لجنة عليا

ومن جانبه وجه د. مصطفى مدبولى، بتشكيل لجنة عليا لإحياء «مسار آل البيت» وربط المناطق الواقعة به وإعادة تأهيلها وتنفيذ ساحات حولها، وحدائق ومتنزهات، والحفاظ عليها من الزحف العشوائى الذى طالها، تحقيقًا لتوجه الدولة فى الحفاظ على الوجه الحضارى لتلك المناطق بما يُعيد لها عُمقها التاريخى ، موضحا أن اللجنة ستضم فى عضويتها الوزارات والجهات المعنية، بهدف تكامل عملها، واتساقه مع الرؤية العامة، التى تستهدف الحفاظ على هذه المنطقة المتميزة. 

وتمتد خطة تطوير مسارات مزارات «آل البيت» من مسجد السيدة عائشة، عروس آل البيت، بنت جعفر الصادق، بن محمد الباكر بن على زين العابدين بن الحسين ، إلى مسجد السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب ، أى من مسجد حفيدة الحسين، إلى مسجد حفيدة الحسن، وحتى مسجد السيدة زينب (عقيلة بنى هاشم، ابنة الإمام على بن أبى طالب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء، مارًا بعدد من المساجد والأضرحة ومزارات تاريخية، التى تعد إرثًا حضاريًا مميزًا.

وتعد جميع هذه المزارات تاريخية بشارع الأشراف، وإرثا حضاريا مميزا، وجهت الدولة كافة جهودها لإحيائه والحفاظ عليه من خلال العمل على تطوير الفراغات العامة ورفع كفاءة البنية التحتية والعمرانية للعقارات والمبانى التراثية وتوفير الخدمات والبازارات السياحية وساحات انتظار السيارات. 
محاكاة القاهرة الفاطمية

التطوير هدفه ان تكون هذه الاماكن التاريخية صورة طبق الأصل كمحاكاة لعصر القاهرة الفاطمية بكافة تفاصيله، واستحضار الصورة الذهنية لجميع عناصره، تماشيًا مع الطابع التاريخى الأثرى لهذا العصر، وبمواصفات عالمية، تليق بمكانة المزارات لنشر الوعى للأجيال القادمة، بالتعريف بقيمة مساجد آل البيت وتاريخها والسيرة الذاتية لأصحاب هذه المقامات الرفيعة.

بداية التطوير

وسيكون ميدان السيدة عائشة ـ بداية تطوير مسار آل البيت ـ والذى يتوسط منطقة تراثية مهمة، يحيط به عدد من المناطق الأثرية، التى تعد من أهم المزارات السياحية بالقاهرة كمنطقة آثار القلعة، ومنطقة الفسطاط ومجرى العيون وكذلك منطقة مجمع الأديان، كما أن الميدان يضم ٣ مساجد أثرية وتراثية مهمة، هى مساجد السيدة عائشة والمسبح والغورى.

كما ان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد افتتح أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة الذى شمل تطوير مقصورة المسجد، والضريح والمنطقة المحيطة، وكذلك رفع كفاءة الميدان وكافة الشوارع المحيطة بالمسجد والمؤدية له، فضلا عن تحسين صورة الهوية البصرية عن طريق زيادة المسطحات الخضراء وترميم كافة المبانى المحيطة ، ويعد هذا المسجد من أشهر مساجد آل البيت فى مصر وتربط المصريين به علاقة فريدة، وقد جاءت السيدة نفيسة إلى مصر عام ١٩٣هجريا مع أسرتها، وحين علم المصريون بقدومهم خرجوا لاستقبالهم عند العريش شرقاً ورحبوا بها أشد الترحيب، وسكنت فى بيت بشارع شجرة الدر قرب مسجدها الحالى بجوار زقاق القاسم، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم وأطلقوا عليها نفيسة العلم، ووهبها والى مصر السرى بن الحكم داراً واسعة هى موقع مسجدها الحالى.