تساؤلات

يا مُجيب.. أجبني

أحمد عباس
أحمد عباس

صباح الخير يا مواطن كيف أصبحت يا شريك الأرض، قُم، دارت المواتير يا صديقى اليوم كما يجب لها ان تدور دائما، آه كانت إجازة عزيزة جدا على الجميع بعد ثلاثين يوما كل منا قضاها كما قضى، والله كانت ليالى جميلة كلها يقين وأنا هكذا قضيتها..

سألت الله بأسماء حسنى جديدة على ذكرى واستحببتها على لسانى وذهنى، وناديته يا قيوم يا قدوس يا سبوح يا واحد يا واجد يا قوى يا متين يا نور يا حى.. ثم استحلفته بذاته العلى أن يا الله طهر قلبى من الحقد والحسد أحدهما أو كلاهما، وارزقنى القبول وحبب فى عبادك الذين أفئدتهم بين يديك، وطهر بيتى ونفسى من كل تعالِ أو ذلل ووعدته بالرضا والحمد، ثم أقسمت به عليه أن يا مُجيب أجبنى.

التصقت بأسرتى الصغيرة أكثر والحقيقة انها هى الحقيقة الوحيدة فى دنيا العلاقات فليس أكثر منها أمنا وطمأنينة. هم أيضًا لهم حقوق علّى وسأوفيها مادمت فيها.

تعرضت لكل المسلسلات.. الكوميديا الخفيفة والكوميديا السوداء والدراما ومحاولات الميلودراما شاهدت تسعين بالمئة تقريبًا مما تم عرضه، دعوت لأبى بهدوء وتروِ الصوت تملأه السكينة وما تبقى من القلب متهدج ولا نقول الا مايرضي الله، ثم زرت مدفنه وسلمت عليه سلاما فسيحا جدا حتى أنني والله احتضنته، كنت وسط إخوتى وأخوته أعمامي الأوفياء، والله يا رجل أحن الى كفك لما ترتاح على كتفى اليسرى وأحط خدي أحيانًا لألمسه، تعرف؟.. أصادف كفك مرات يا أبى، حطها يا أبى وأنا من ناحيتى أعدك أن أظل على الدعاء لك بخشوع لعله يُستجاب، وافق يارجل هذه الصفقة صدقنى فى صالحنا معًا، على العموم يا أبويا.. أحبك.

لبيت دعوات افطار وسحور محدودة واعتذرت عن بعضها واخرى منعتنى عنها ظروف، لكنى فى العموم حاولت الاحتفاظ بالدعوات الاسرية، أحبها أكثر تكون دافئة ومساحاتها آمنة، أما بعض الدعوات الفخيمة فاعتذرت عنها بأدب بدون ندم، يكفينى جدا أن يكون لى فى الأمكنة أحباب لأذهب أما أننى أذهب لأننى دُعيت فهذا يصعب جدا الالتفات له.

وعلى الهامش اكتشفت أشياء لم تكن تحدث لى من قبل منها مثلا ان لدى دوار ماء آتاني على كبر لم يكن من قبل بالعكس، كنت احب الرحلات البحرية والنهرية وكل الألعاب المائية بلا استثناء، صرت أتعب، وارهاق جسيم يعاودني عند السفر والانتقال، بت أنزعج جدا من الامكنة المزدحمة بالناس والاضواء والبارفانات والسماعات وغيره غدت تصيبني بانغلاق واضح يبين على وجنتي، تخيل انني صرت هكذا!

صحيح مواسم المجاملة الزائدة أصبحت مرهقة لنفسى ولصاحبها وحاملها وساقيها وجالسها تطيح بالعقل كما النبيذ بالضبط، وهذه واحدة دعوت الله من قلبى الا يكتبها من صفاتى وأقسمت عليه أن يا مُجيب أجبنى.