بدون أقنعة

100 مليون شجرة

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

خلال 6 سنوات بإذن الله ستكون المبادرة الرئاسية «100 مليون شجرة» خرجت إلى الوجود ونقلت الطرق الرئيسية والشوارع بمختلف المدن نقلة مهمة وكبيرة وغيرت شكلها تماما.. نحن على أعتاب العام الثانى للمبادرة التى تتولى وزارة التنمية المحلية تنفيذها بالتنسيق مع وزارتى الزراعة والإنتاج الحربى.. الشجر له فوائد عظيمة طوال العام، فيظلل الشوارع ويقى الإنسان من شمس الصيف الحارقة فضلًا عن فائدته الكبرى، حيث يعمل كحائط صد للعواصف الترابية التى باتت تحدث كثيرا مع التغيرات المناخية المستمرة فى مصر والعالم.

إذا أردت أن تعرف تأثير التغيرات المناخية عليك أن تنظر إلى أثاث منزلك الذى يغطيه التراب رغم أنك تحكم إغلاق النوافذ، فكل الأثاث يتعرض للأتربة مهما فعلت ولابد من وجود الأشجار فى الشوارع وعلى أرصفة البيوت لمنع هذه الأتربة من الدخول لمنزلك إضافة إلى أن وجودها ينقى الهواء فتتنفس هواء نظيفا يمنع عنك الأمراض بمختلف أنواعها.

جمال المبادرة الرئاسية هذه أنها مشروع قومى متكامل على المستوى الاجتماعى والاقتصادى والصحى.. مبادرة تخلق عنصر الجمال بكل معانيه. هذه المبادرة لا تقتصر على المدن التاريخية فقط بل تشمل المدن الجديدة والمناطق الصحراوية وخاصة أن معظم المدن الجديدة تقع بجوار الصحراء وفى شهور الصيف لا تستطيع أن تسير فى شوارعها إلا مضطرا.. من هنا تكمن أهمية مثل هذه المبادرة القيمة التى تزيد شوارعنا جمالا وبهاء وفوائد صحية جمة. تتضمن المبادرة زراعة الأشجار الخشبية بحيث نستفيد منها فى صناعة الأثاث ونحن نمتلك مدينة شهيرة فى دمياط نستطيع أن نصدر منها إلى كل العالم بدلا من استيراد الأخشاب من الخارج والذى يصل إلى نحو مليار ونصف مليار دولار.. إذا استطعنا زراعة الأشجار الخشبية وأشجار الزينة فى المناطق الصحراوية بجوار محطات الصرف الصحى فسوف تتراجع فاتورة الاستيراد كثيرا ونستطيع أن ننافس دولا مثل تركيا وفرنسا وإيطاليا مثلا فى صناعة وتصدير الأثاث لدول كثيرة عربية وإفريقية. نحن من الممكن أن نوفر نحو نصف مليار دولار عائد سنوى إذا نفذنا مثل تلك الخطوة والتى ستجعل من الصحراء مكانا للحياة فعلًا.

تابعت رئيس الجمعية التعاونية لتوطين خامات الأثاث بنقابة صناع الأثاث وهو أيضا أحد الصناع وهو يؤكد أن مردود هذه المبادرة الرئاسية كثير ولا يقل عما يحققه قطاع البترول من أرقام. ومثال على قوة هذه الصناعة المتفردة أن خشب الزان قد ارتفع بشكل جنونى خلال أزمة كورونا وجنت بعض الدول مبالغ قياسية وكسبت كثيرا وأن تداول الأخشاب على مستوى العالم حقق 336 تريليون يورو فى هذه الفترة.

المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة يمكن أن تضع مصر فة مصاف الدول المصدرة للأخشاب وممكن أن تضعنا فة قلب صناعة الأبلكاش والقشرة وهما مهمان جدا لصناعة الأخشاب بدلا من الاستيراد ودفع مبالغ كبيرة من العملة الصعبة نحتاج إليها وتضيف مردودا إلى الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية وتخفف الضغط على الاقتصاد القومى.

ويمكن مع التوسع فى زراعة الأخشاب أن نفتح مجالا لجذب الاستثمار الأجنبى لإنشاء مصانع فى المناطق الصناعية بمصر ومن ثم توطين هذه الصناعات ليقفز اقتصادنا إلى الصدارة مثلما حدث مع النمور الأسيوية التى أصبحت قوة اقتصادية كبرى فى العالم. وهناك فوائد صحية للأشجار أهمها حماية الناس من تلوث الهواء الناتج عن النشاط الصناعى وانبعاثات وسائل النقل والغبار الزراعى.

رحلة المليون خطوة تبدأ بخطوة.. المهم أننا بدأنا.