قلب جرىء

عمرو عرفة 

خيرى الكمار
خيرى الكمار

أعاد‭ ‬المخرج‭ ‬عمرو‭ ‬عرفة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسلسل‭ ‬“مليحة”‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬ونجح‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬تفاعلا‭ ‬كبيرا‭ ‬مع‭ ‬الجمهور،‭ ‬ويحظى‭ ‬بإهتمامهم‭ ‬وتعليقاتهم‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬نظرا‭ ‬لأهمية‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬وشكل‭ ‬تناوله،‭ ‬والإطار‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬من‭ ‬خلاله،‭ ‬حيث‭ ‬تناول‭ ‬العمل‭ ‬قصة‭ ‬الفتاة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬“مليحة”‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬ممرضة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬غادرت فلسطين‭ ‬وهي‭ ‬طفلة‭ ‬بعد‭ ‬انتفاضة‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬وتدمير‭ ‬قوات‭ ‬الإحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لمنزلها،‭ ‬لترحل‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا،‭ ‬وتعيش‭ ‬هناك‭ ‬مع‭ ‬أسرتها،‭ ‬لكنها‭ ‬تتمسك‭ ‬بحلمها‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬منزلها‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬وهو‭ ‬حلم‭ ‬كل‭ ‬الفلسطينين،‭ ‬الذي‭ ‬يسكنهم،‭ ‬ومع‭ ‬إندلاع‭ ‬أعمال‭ ‬التفجير‭ ‬والعنف‭ ‬والتخريب‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ثورات‭ ‬“الربيع‭ ‬العربي”،‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬ترحل‭ ‬“مليحة”‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬وقد‭ ‬تناول‭ ‬العمل‭ ‬تاريخ‭ ‬بداية‭ ‬الصراع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتلال‭ ‬فلسطين‭ ‬بعد‭ ‬وعد‭ ‬“بلفور”،‭ ‬وما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬إبادة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ونكبة‭ ‬1948،‭ ‬والاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وجرائمهم‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأعمال‭ ‬النزوح‭ ‬والتهجير،‭ ‬وتضمن‭ ‬العمل تقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬أثارت‭ ‬تفاعل‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ومنها‭ ‬مشهد‭ ‬ضخم‭ ‬ومؤثر‭ ‬لأعمال‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أراضيهم،‭ ‬وهو‭ ‬مشهد‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬ألف‭ ‬ممثل،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬المخرج‭ ‬المبدع‭ ‬عمرو‭ ‬عرفة،‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬عمل‭ ‬يناقش‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬العربية،‭ ‬وهي‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬إعتداءات‭ ‬وحشية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬ويعد‭ ‬مسلسل‭ ‬“مليحة”‭ ‬العمل‭ ‬الدرامي‭ ‬العربي‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وربما‭ ‬العمل‭ ‬الدرامي‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬منذ‭ ‬الإعتداءات‭ ‬الوحشية‭ ‬الأخيرة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحسب‭ ‬لمخرج‭ ‬العمل،‭ ‬عمرو‭ ‬عرفة،‭ ‬ولـ”الشركة‭ ‬المتحدة”‭ ‬المنتجة‭ ‬للعمل،‭ ‬لهذا‭ ‬لاقى‭ ‬العمل‭ ‬صدى‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وإشادة‭ ‬بالمستوى‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬به‭ ‬ورسالته‭ ‬الواضحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصة‭ ‬وشخصية‭ ‬“مليحة”،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬ستبقى‭ ‬لأهلها،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬تهجيره‭ ‬منها‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬سيعود‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المصاعب،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الأمل‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬كل‭ ‬فلسطيني‭.. ‬وسيتحقق‭.‬


 

;