مصطفى أمين.. أزمات عبقري خلف القضبان

مصطفى أمين
مصطفى أمين

 ارتبط التوأم علي ومصطفى أمين منذ صغرهما بالسياسة والصحافة، فأصدرا وهما في الثامنة من عمرهما مجلة أطلقا عليها «الأقلام»، ثم مجلة «الحقوق»، ومجلة ثالثة هي «أخبار المدرسة»، ومجلة باسم «عمارة البابلي»، وتتناول أخبار الشارع الذى يسكنان فيه، ومجلة «التلميذ» لانتقاد سياسة الحكومة، وغيرها من الصحف والمجلات.

 

الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين بدأ عشقه للصحافة منذ نعومة أظافره، فصار عملاقا في بلاط صاحبة الجلالة.

 

وعاش مصطفى أمين سنوات خلف القضبان، أول حكم ضده كان عام 1939 حيث حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة العيب في ذات الأمير محمد علي، وألغي الحكم عام 1942 في عهد وزارة مصطفى النحاس باشا

 

وفي عام 1952، بدأ توتر العلاقات بين الشقيقين مصطفى وعلي أمين مع السلطة ، فاعتقلا في 23 يوليو في هذا العام، إلا أن السلطة لم تجد أي اتهامًا لتوجيهه إليهما، فتم الإفراج عنهما بعد 3 أيام فقط، وكأن شيئًا لم يكن.

 

وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وبعض القيادات الأخرى، قبضوا عليه بتهمة المعلومات التي كانوا قد أعطوها له ليسلمها إلى المندوبين الأمريكيين.

 

وصدر عليه الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى أمين في السجن وقضاها علي أمين خارج مصر، وخلال هذه المدة استطاع أمين تهريب الكثير من الرسائل، كما كتب 3 مؤلفات وهي: «سنة أولى سجن» و«سنة ثانية سجن» و«سنة ثالثة سجن»، جسد فيهم الفقر والقهر والظلم والحب والكفاح والحرية.

وقد أصدر الرئيس السادات قرار العفو عنه بعد نصر أكتوبر. 

وبعد صدور أمر من الرئيس أنور السادات بالإفراج عن مصطفى أمين، علق الأستاذ الراحل على قرار الرئيس قائلا كلمته الشهيرة: «اليوم أعبر أول خطوة من خطوات الحرية بعد أن عشت في ظلام السجن حوالي تسع سنوات».

 

وامتدت كلمة الأستاذ مصطفى أمين بقوله: «لا أستطيع وأنا أخطو إلى الهواء الطلق خطوتي الأولى، إلا أن أذكر الرجل الذي فتح لي باب الحرية، وفتح قبل ذلك أبواب الحرية أمام مئات المعتقلين، وأعاد العدالة لمئات القضاة، ووفر لقمة العيش لآلاف من الذين وضعوا تحت الحراسة أو حرموا من وظائفهم»، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 27 يناير 1974. 

 

وواصل كلمته: «من حق هذا الرجل أن يطلق على عصره (عصر العبور).. عبور الجيش المصري من الهزيمة إلى النصر، والشعب العربي من الانقسام إلى الوحدة، وسمعة العرب من الهوان إلى الكرامة، والمظلومين من الظلم إلى العدل، وعبور المقيدين من الأغلال إلى حياة الأحرار، وسوف يعبر بعد هؤلاء كثيرون».

 

 ومضى في حديثه: «كنا نعرف أن الله لن يتخلى عنا فلم يهتز به إيماننا يوما وكنت أحس أن السماء ستفتح لنا أبوابها غدا.. ولما لم تفتح أبوابها في الغد انتظرنا منها بعد الغد، لم نتملل من الانتظار، وانتظرنا دورنا في الإنصاف».

وكتب كذلك: «لم نحاول أن نختصر فترة الانتظار، ولم نحاول أن ندفع الذين يقفون أمامنا حتى نحتل مكانهم في صفوف الإنصاف الأولى، كنا نعرف أن هناك من هم أحق منا بالإنصاف فانتظرنا دورنا، وكنا نعرف أنور السادات منذ 30 سنة، وكنا نعرف أن الرجل لن ينسى مظلوما واحدا».

 

وامتدت كلمات الأستاذ الراحل مصطفى أمين فيقول: «كنا نعرف أن اليد التي أعادت الحريات للشعب، وردت للقضاء استقلاله، وردت للجندي العربي سمعته، واعادت للشعوب العربية كرامتها.. كنا نعرف أن هذه اليد لن تنسانا.. وبدأ السادات يطرد جيوش الاحتلال ويسترد كل شبر من الأرض، ويعيد للشعب العربي اعتباره بين شعوب الدنيا، ويمهد الطريق لعودة شعب فلسطين إلى أرضه ثم جاء دورنا اليوم.. وخروجنا إلى النور.. عاد مصطفى أمين إلى بيته.. وعدت إلى بلادي.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم