فنجان قهوة

 فتى القهوة.. فتاة الآيس كريم!

يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى

شجع ابنك وابنتك على التفكير فى مشروع صغير فى إجازة الصيف، شجعهم على العمل والحساب والمثابرة، شجعهم على اقتحام المشروعات الصغيرة لكى يكونوا من رواد الأعمال.

هناك مئات الأفكار التى يمكن أن تفكر معهم فى تجربتها، فكر معهم بالورقة والقلم كيف تحول مبلغا صغيرا إلى مشروع يضعون فيه حماسهم وطاقتهم، أشعل أحلامهم للنجاح !

يجب على الآباء تشجيع الأبناء لكى يقفوا على أرض الواقع ويتركوا العالم الافتراضى الذى أكل وقتهم ودمر أحلامهم الجميلة !

أن نشجع الشباب على العمل بحب وعلى روعة البدايات مهما كانت بسيطة، وأن نصفق لهم على مجهودهم ولا نحبطهم حتى لو فشلوا، الخطوة الأولى هى العمل والإصرار عليه.

مهمتنا أن نغير اتجاه الريح وانطباع الشباب عن العمل، أن نقول لهم إن المشروع الصغير أفضل من لا شئ، ولا يسئ لك أن تعمل بجانب دراستك بالعكس سوف تزداد قيمة وقامة وسوف تصبح فى سنوات قليلة شابا ناجحا وليس شابا عاطلا، المهم أن تبدأ مبكرا وأن يكون لديك إرادة واصرار وحب.
أتمنى فى الإجازة الصيفية أن يشجع كل أب وكل أم أولادهم على العمل، العمل يحول الشاب إلى مسئول، يجعل الفتاة تنفض من حياتها تراب الخوف وتفتح باب طموح للنجاح !

آلاف الشباب يعملون فى موسم الصيف فترة مؤقتة لكى يشعروا بقيمة أرباحهم، لكنى أتمنى أن يعمل ملايين الشباب فى كل مكان وليس الآلاف فقط، وأن يبتكروا لأنفسهم مشروعات صغيرة يجربون فيها مواهبهم وقدراتهم على النجاح.

هناك فتيات ينصعن حُليا جميلة ورخيصة الثمن وهناك فتيات يصنعن حقائب بسيطة وعملية وهناك شبان يمتلكون عربات طعام وبعضهم يصنع تيشرتات صيفية أنيقة وبعضهم يتاجر فى بضائع بسيطة، وهناك من يعمل فى المقاهى والمطاعم والمصانع والسوبر ماركت !

مهما كان مكسب الشاب فى إجازته الصيفية بسيطا سيربح خبرات فى الحياة كبيرة، تجربته الصغيرة هى رصيده عندما يبدأ رحلة العمل بعد التخرج.
إننى أشجع الشباب من سن ١٦ سنة على العمل الصيفى، وأتمنى أن يوفر أصحاب الأعمال فرص عمل صيفية للشباب وأن يمنحوهم مقابلا على العمل ومكافأة المجتهد والاستثمار فى اختيار الشخصيات الجيدة للعمل بعد التخرج !

شكوى أصحاب الأعمال بعدم وجود عمال وموظفين جيدين يمكن أن نبدأ فى حلها بمنح الشباب فرص عمل فى إجازاتهم.

رأيت وكتبت عن عشرات من الشبان صنعوا قصص نجاح فى العطلات الصيفية وبدأوا مشروعات ناجحة بعدها، منهم ثلاثة شباب ظلوا يعملون خمس سنوات فى المطاعم فى الإجازات حتى اكتسبوا الخبرات وجمعوا رأس مال أول كافيه لهم واليوم يملكون سلسلة محلات ناجحة بعد سنوات عمل شاقة !
ومنهم فتاة بدأت بتصنيع الأيس كريم فى بيتها بميزانية ألف جنيه حتى صممت لها علامة تجارية مهمة !

لا شئ مستحيل.. لكن مهم أن نبدأ وأن نُشجع أولادنا على قيمة العمل، مكسب اليوم القليل هو كنزهم الكبير غدا عندما يغادرون فصول الدراسة إلى واقع الحياة.

من يبدأ مبكرا يصل مبكرا، والدروس التى تعلمها حتى من الفشل سوف تجعله قويا فى المستقبل قادرا على تخطى الصعوبات !

من يرغب فى النجاح لا ينتظر الغد.. إنما يبحر مع أول ضوء شمس اليوم.