شئ من الآمل

عبدالقادر شهيب يكتب: هدنة متعثرة!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

أعلن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد استهداف القوات الإسرائيلية ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده في أول أيام عيد الفطر أن ذلك لن يدفع الحركة لتغيير مواقفها فى مباحثات الهدنة وإسرائيل واهمة إذا كانت تعتقد ذلك.. ورغم أن مفاوضات الهدنة مستمرة فإنها لم تتجاوز العقبات التى تواجهها منذ أن بدأت هذه المفاوضات بمشاركة مصر وقطر وأمريكا قبل أشهر مضت .. وأهم هذه العقبات الآن ثلاثة: أولًا رفض إسرائيل عودة كل النازحين إلى شمال قطاع غزة، والموافقة فقط على عودة نحو ١٥٠ ألفا من النازحين مع التمسك بالفحص الأمنى لهم بمعرفتها وبواسطة قواتها.. ثانيا رفض إسرائيل أيضا تقديم أية تعهدات بسحب قواتها كاملة من القطاع كما تطالب حماس.. ثالثا  رفض حركة حماس تقديم قائمة بالإسرائيليين الأحياء المحتجزين بالقطاع لعدم قدرتها على ذلك فى ظل وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي فى أراضيه.. ورفضها أيضا أن يكون كل المحتجزين الذين ستفرج عنهم وعددهم نحو أربعين محتجزا من الأحياء أيضا نظرا لأن عددًا من المحتجزين قد قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلى. 

وهكذا ما برحت الهدنة فى غزة تتعثر حتى الآن.. بل إن هناك من يخشى أن يزيدها تعثرًا استهداف القوات الإسرائيلية أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وذلك على عكس ما كانت ترغب فيه إسرائيل أن يدفع ذلك الحركة لتقديم تنازلات.. فقد سارعت الحركة لإعلان رفضها للمقترحات الأمريكية التى لم يفصح عنها للتوصل إلى اتفاق للهدنة.  

ويرى هؤلاء أن الحكومة الإسرائيلية ليست راغبة بشكل جاد فى التوصل إلى اتفاق للهدنة فى غزة لأنها عازمة على اقتحام رفح الفلسطينية والذى قال نتانياهو إن موعده قد تحدد بالفعل.. ولذلك هى تشارك فى المفاوضات فقط لتهدئة أهالى المحتجزين الإسرائيليين فى غزة ولعدم إغضاب الإدارة الأمريكية التى تنشد تلك الهدنة لتخفيف ضغط الرأى العام الأمريكى والعالمى عليها نتيجة استمرار الحرب الوحشية ضد غزة، وهذا هو سبب تعثر الهدنة حتى الآن التى من المفترض أن تستمر لنحو ستة أسابيع يتم خلالها التفاوض على الوقف الدائم لإطلاق النار. 

ورغم ذلك فإن مصر تسعى بكل قوة للتوصل إلى إزالة العقبات التى تعترض تحقيق هذه الهدنة لتكون مقدمة لوقف تلك الحرب الوحشية ضد أهل غزة.