وقفة

أسامة شلش يكتب: يعيش أبو الريش

أسامة شلش
أسامة شلش

بينى وبين مستشفى أبو الريش الحكومي المجاني للأطفال، علاقة عشرة وحب منذ كنت طفلاً أعالج فيه بعد أن أصابنى المرض الذى احتاج لعلاج سنوات حتى اختفت أثاره، بفضل مثابرة أمى رحمها الله يوميًا على الذهاب تحملنى المربية للعلاج الطبيعى بالمستشفى، ومازلت أتذكر مديرة المستشفى الدكتورة ضحى غنيم، ولا أنسى ابتسامتها كل صباح، ولا تنسى نظافة وفخامة الأجهزة والمعدات، كبرت وشفيت من الشلل الذى أصاب قدمى اليسرى ولما عملت بعد تخرجى كصحفى فى أخبار اليوم كنت أتابع عن قرب حال المستشفى، حتى تم إنشاء مستشفى أبو الريش اليابانى والذى احتل مكانته كأكبر مستشفى أطفال فى مصر وتولى رئاسته الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم بعد ذلك، وأدين بالفضل بعد الله له وللمستشفى لما أنقذوا حياة ابنتى وكان عمرها عامًا واحدًا بعد إصابتها بالانسداد المعوى.

وتم نقل المستشفى القديم تحت مسمى مستشفى أبو الريش المنيرة وهو مستشفى حكومى بالمجان ولكنه يؤدى دورًا لا يقل عن دور المستشفى اليابانى فى توفير العلاج للأطفال «الغلابة» بمعنى الكلمة، الإمكانيات ضعيفة.

حلمت لو أن مجموعة الفنانين والإعلاميين الذين روجوا للمستشفيات عبر الفضائيات تفضلوا بحملات مماثلة لمستشفيات لها اسمها فى تاريخ الطب وتحتاج للامكانيات التى تساعدها على ذلك .

أنا مع إضافة أى مستشفيات إلى منظومة الصحة فى مصر وتزيد من عدد الأسرة العلاجية، ما نراه على شاشات الفضائيات والتليفزيون من نداءات يقودها كبار الفنانين والإعلاميين- ولديهم من الإقناع ما يدعو الناس للإقبال على التبرع ولو بالملايين- يجعلنى أتمنى أن تحظى مستشفيات« التاريخ» كأبو الريش المنيرة والدمرداش على سبيل المثال وليس الحصر بنفس الاهتمام والدعوات للتبرع وتقديم العون فهى تؤدى دورها العلاجى الكامل تحت ظروف قاسية وصعبة للغاية.

وكم أتمنى أن تجد دعوتى الاستجابة لنوفر لأبنائنا الغلابة أو المرضى فى العنابر المجانية اللازم لتقديم العلاج الضرورى لهم.