خالد محمود يكتب .. استثمار كتيبة المواهب بعد طوفان موسم رمضان

خالد محمود
خالد محمود

أنتهى موسم دراما رمضان بكل ما حمله من وجبة ثقيلة فنيا، وقد كشفت الأعمال عن كتيبة من المواهب الشابة التي طرحت نفسها بقوة، والتي حان الوقت لإستثمارها جيدا في صناعة طفرة لدى النجوم الجدد، سواء على شاشة الدراما، أو السينما، والاستثمار هنا لا يتوقف فقط عند المنتجين والموزعين، وبالطبع معهم المخرجين، لكن مفتاحه الأساسي عند هؤلاء الشباب أنفسهم، وعليهم أن يفكروا جيدا في خطواتها المقبلة، وأن يسيرون برؤية احترافية، ويخططون لها جيدا حتى يحجزوا لأنفسهم مكانة ويكون لهم تاريخ.

التنوع مطلوب، والمذاكرة أيضا، خاصة أن الجمهور فتح لهم أذرعه، واستقبلهم خير استقبال، وهي خطوة أولى مهمة.

أتوقف عند مجموعة من الأسماء، في مقدمتها “الفتى الذهبي” أحمد عبدالوهاب، الذي فاجئني بأداء باهر بتجسيد دور الجندي الشجاع “يحيى” بمسلسل “الحشاشين”، وأرى أن الطريق ممهد ليكون “نجم شباك” يملك مواصفات النجومية من حضور وأداء مقنع، وأمسك بالشخصية بكل تحولاتها، حتى مشهد قتله الرائع، والذي شاركته فيه حبيبته وزوجته “نورهان” أو الموهوبة سارة الشامي، والتي تسير بخطى نجمة جديدة، وأتذكر ذلك المشهد الذي ترى فيه نهاية حبيبها، غاصت في صراخها ودموعها وأهاتها ببراعة، أيضا هناك أكثر من مشهد قدمت سارة الشامي فيه حالة نجاح مدهشة خلال الحلقات الأولى من العمل، بشخصية الفتاة الغارقة في الحب، والتي هربت من منزلها لأجله. 

هناك أيضا بنفس المسلسل ميرنا نور الدين، التي شاهدناها في شخصية “دنيا زاد”، زوجة حسن الصباح، كم كانت متألقة وأعتبرها نجمة الموسم، فقد كشفت عن أداء وتقمص وفهم حقيقي للشخصية دون إفتعال، وأعتقد أنها ستكون مكسبا للسينما لو أتيحت لها الفرصة، وسوف تتاح، إن أردنا طرح نجوما جديدة غير مألوفة تملك كل إمكانيات الأداء. 

أيضًا عصام عمر الذي اقترب من الجمهور بشكل كبير، لمنهجه التلقائي في الأداء الذي بدت ملامحه بمسلسل “مسار إجباري”، وهو يعد وجها طازجا مؤهل كنجم شباك، لنوعية نفتقدها في السينما التي تنتمي للواقعية الجديدة.

هناك ميرنا جميل، ذات الحضور المميز، والتي قدمت أداء مدهش بـ”خفة ظل” في “بيت الرفاعي”، ويمكنها أن تشكل مع ميرنا نور الدين إضافة لبطلات السينما المصرية، والمهم أن تكون هذه الإضافة عبر أدوار حقيقية وشخصيات مميزة، وليست مجرد “عروة في الجاكتة”، كما حدث مع أسماء كثيرة.

يجب أن نشير أيضا إلى إنطلاقة نور النبوي، والتجارب التليفزيونية التي قدمها، وآخرها “إمبراطورية م”، مؤشر آخر جديد على تواجد حقيقي لبطولة أفلام، ولا أنسى حضوره الرائع في “الحريفة”، ومنافسته على قمة شباك التذاكر.

سلمى أبو ضيف إحدى الوجوه التي أثبتت نفسها بقوة بعد مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”، واستطاعت أن تستحوذ على الإعجاب، لبراعتها في تجسيد شخصية “شيماء”، الفتاة البسيطة التي تذوقت طعم الشهرة والأموال بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى مشهورة، لمست واقعيتها الخاصة في الأداء، وهي تغوص في عالم تلك الفتاة التي تسكن بمنطقة “الحطابة” ـ إحدى الأحياء الشعبية ـ وتعاني من الفقر، وتواجهها المشاكل من كل جهة، بسبب مرض والدتها، ومعاناة شقيقتها الكبرى من زوجها، وقلة حيلة والدها الذي يعمل في مهنة بسيطة لا تكفي لسد حاجاتهم، قبل أن تتمرد على كل ذلك.

سلمى بدأت الخطوة السينمائية بفيلم “أنف وثلاث عيون”، وبدى من خلالها إصرارها على التطور والنضج والإبهار، وأتذكر شهادة المخرج خيري بشارة بأنها كانت متألقة وساحرة، وبالتالي مؤهلة كوجه آخر جاذب لنجومية السينما خلال الفترة المقبلة.

مصطفى غريب أحد أهم مفاجأت موسم رمضان بدوره في مسلسل “أشغال شقة”، بموهبته الكوميدية الشيقة، التي تبعد عن عالم “الكبير”، وقد شكل عنصر جذب كبير للعمل بأدائه الذي انتزع الضحكات. 

أيضا وفى محطة أخرى هناك جيهان الشماشرجي ، ذلك الوجه المبشر والمنطلق فى جودر الف ليلة وليلة ، تلك الموهبة التى يمكنها أن تكون وجها سينمائيا.

ومحمد على رزق كتلة النضج الفنى الذى ابهرنا فى مسلسل “ صيد العقارب “ وشكل رمانة ميزان كبرى، وحان الوقت لمنحه فرصة اكبر، وخاصة انه يملك قدرات فنية هائلة .

علينا ايضاً ان نقف عند موهبة أخرى كبيرة، هى نهى عابدين بمسلسل العتاولة والتى جسدت دورا مهما له منحنيات نفسية عميقة رغم الصورة الظاهرة، واستطاعت ان تقف على ارض ثابته امام عتاولة تمثيل مثل طارق لطفى وباسم سمرة واحمد السقا ، كان لها حضورها المميز .

هناك وجه آخر من الشباب الصاعد، وهو أحمد عبد الحميد الذى شاهدناه بمسلسل كوبرا، ندا لنجوم كبار، جسد لونا آخر لشخصية شريرة مركبة وثقيله أمام مجدى كامل ومحمد أمام. 

ولا ننسى مجموعة المواهب صغيرة السن التى ملأت الشاشة ابداعا، بالتحديد مجموعة “إمبراطورية م“ ومنهم إلهام صفى الدين، وكذلك أطفال “ كامل العدد “ .

هناك أسماء أخرى تنتظر فرصتها الكبيرة، مثل هاجر السراج و بسنت أبو باشا .. نعم حان الوقت لإستثمار هؤلاء بعد طوفان الإبداع في رمضان.

;