صباح الفن

إنتصار دردير تكتب: «الحشاشين» أولًا

إنتصار دردير
إنتصار دردير

منذ اليوم الأول لشهر رمضان وحتى قبل أيام من انتهائه، تصدر سباق الدراما هذا العام مسلسل «الحشاشين» دون منافسة، ولديه كل الاسباب لذلك، فقد جاء عملاً فنيا متكاملاً كتابة وتصويراً وإخراجا وأداء عبر اختيارات ملائمة وبعضها مفاجئ تماما من المخرج بيتر ميمى الذى قاد ملحمة درامية بفريق عمل ضخم، مقدماً هذه الصورة الفنية البديعة التى ظهر عليها المسلسل فى أعمال الجرافيك والمؤثرات البصرية والتترات التى غيرت وجه الدراما العربية بفضل إمكانات كبيرة وفرتها شركة «سينرجى» المنتجة للعمل الذى يعد أحد الأعمال المهمة للشركة المتحدة، وقد تم تصويره فى 6 دول ، ونفذته أياد مصرية، بتكامل عناصره، كما فى التنفيذ الرائع  لقتال هجوم «السلاجقة» على أتباع «الصباح» بكل مايحويه من المؤثرات الصوتية، والمعارك الفردية، والإدارة البارعة لحركة المجاميع، ما جعله عملا فارقاً فى الدراما التاريخية، كما كان «الجرافيك» متقناً، فى مزجه بين التصوير الواقعى والمتخيل خاصة فى اللقطات العلوية والواسعة، بينما تتابع الأحداث فى إيقاع مناسب، فيتوالى انقلاب كل من كانوا حول حسن الصباح»كريم عبد العزيز» عليه، من زوجته بعد قتله ابنهما، إلى صديقه زيد بن سيحون «أحمد عيد»، لاسيما بعد أن أصدر الصباح حكماً بإعدامه، وكذلك ابن الصباح الثانى بعد أن ساعد والدته وشقيقته على الهرب من قلعة الموت، وبعد أن تعرض الصباح للهزيمة أمام سلطان السلاجقة وسقطت أحد قلاعه، مثلما أصبح عمر الخيام (نيقولا معوض) فى موقف لا يحسد عليه، بعدما اضطر لاستضافة دنيا زاد زوجة حسن هى ومن معها، بعد هروبها، وبرغم أن الحيرة أصابته لبعض الوقت، فقد وافق على ذلك، وهو ما يضعه فى موقف العدو لحسن الصباح، فلم يعد حسن يخشى أحدًا حتى أبناءه بعدما قام بقتل ابنه الأصغر تنفيذاً للقوانين التى وضعها متجاوزا كافة المشاعر الأبوية والإنسانية، ليكشف المسلسل عن تلك الفترة الزمنية من التاريخ الإسلامى التى عاش فيها حسن الصباح مؤسساٍ لطائفة الحشاشين التى نشرت الرعب والفزع فى زمنها.
هذا العمل الذى كتبه المؤلف عبد الرحيم كمال يمثل خطوة فارقة فى الدراما التاريخية، مؤكدا قدرة الفنان المصرى على تقديم أعمال مهمة بمواصفات عالمية بشرط توافر الأجواء والإمكانات التى تتيح له ذلك.