قريباً من السياسة

جرائم الإنترنت المظلم

محمد الشماع
محمد الشماع

الجريمة التى ارتكبها أحد الشباب، وقتل طفلا عمره خمسة عشر عاما وعبث بأحشائه أمام الكاميرات وأرسل بالفيديو الذى صوره إلى شاب آخر يتعامل مع «الإنترنت المظلم»، لكى يبيع هذه المشاهد بمبالغ ضخمة للمنحرفين والمجانين الذين يستمتعون بمشاهدة مناظر الدم والتعذيب!!

تلك الحادثة المؤلمة يجب ألا نتوقف عندها كثيرا لأنها ظاهرة مرضية تعكس خللا نفسيا عميقا يصيب أقلية نادرة من البشر، لأن السلوك السوى هو الأساس، أما السلوك المتطرف الذى يستمتع بإيذاء الغير وتعذيبه تعذيبا يصل إلى القتل والتمثيل بالجثة فهذا انحراف نفسى خطير.

هذه الحادثة المؤسفة يجب أن توضع فى إطارها، إذ إنها لا تشكل ظاهرة وإنما هى شديدة الندرة، تتولد عن تعقيدات نفسية شديدة التطرف فيجب ألا نصاب بالذعر وإنما علينا أن ننتبه لأبنائنا، نمنحهم العطف والاحترام لكى ينشأوا أسوياء، فلا يصابوا بهذه الاختلالات التى تشوه النفس الإنسانية وتحول الإنسان إلى وحش فى ثياب آدمية.

ويبدو أن دائرة العنف قد ارتدت إلى البشر بدرجات متفاوتة ابتداء من قتل الآخر بعد اتهامه بالكفر لأنه يختلف معه فى العقيدة مرورا بإذلال الآخر لمجرد أنه ضعيف أو لا سند له وصولا إلى أقصى درجات التطرف العقلى وهو القتل لمجرد الاستمتاع والتسلية بغرض إشباع النزاعات المتوحشة الكامنة فى بعض البشر.

السلوك السادى ينتشر بيننا بدرجات متفاوتة ابتداء من تشكيل منظمات إرهابية تعتدى بالسلاح على المجتمع، وتقتل أفراده، دون تمييز لمجرد أنهم يختلفون مع تلك الجماعات فى الرأى.

هذه صور من السادية والتسلط والعدوان من الغير دون مبرر، علينا إذن أن ننظر إلى الحادثة المرعبة الأخيرة من تلك الزاوية وعلى كل منا أن يراجع نفسه وأن يقوّم سلوكه وأن نتكاتف جميعا من أجل انتزاع الوحشية والتسلط من نفوسنا .