أحمد الخطيب يكتب: الفريضة الغائبة (4-4)

أحمد الخطيب
أحمد الخطيب

إذا كان الحشاشون بقيادة حسن الصباح قد خدعوا أتباعهم ذات يوم بتعاطى نبات الحشيش، فإن تنظيم الاخوان قد فاقم الفحشاء وتحول بالخداع من مرحلة «التعاطى إلى الاتجار» .
الاخوان أهل شِقاق ما دخلوا بلداً إلا أفسدوها، وفرّقوا أهلها شيعا .. ملعونون أينما ثقفوا. 

«الإخوان» وُلدت سفاحا من رحم الخيانة لتبقى شوكة فى خاصرة كل مشروع وطنى .

الإخوان تنظيم مُصنّع ليظل نوعا مستحدثا من «الاحتلال المحلى» فى قلب الدولة الوطنية. قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .. وتبقى مصر كلها لكل المصريين .
انظر إلى مافعلته تلك الأفكار والمعتقدات الإخوانية الشيطانية من خلل لحالة السلام الاجتماعى المصرية، وكأنها لعنه أصابت كل بيت فأحدثت حالة من البُغض ولو كانت ساكنه فى القلوب

 

حرصا على ما تبقى من روابط أُسرية واجتماعية كانت تنعكس بهجةً وسرورا على عموم الحاله المصرية .

أرصد حالة التربص التى باتت تزاحم قلوب الأحبّة بسبب اللعنة الإخوانية التى أفسدت على المصريين دينهم ودنياهم . ما أحوجنا اليوم إلى أن نجتمع لنعلم الأولاد ترانيم «الرقية الوطنية» لعلها تحفظهم فى مواجهة السحر الإخوانى يعلّمون الناس مايفرقون به بين المرء ووطنه، بعدما صنعت حالة من الطبقية التنظيمية التى لاتعرف معنى لوطن أو وطنية.
حسن البنا هو الفكرة والأساس، وسيد قطب هو النظرية كامله تكفيرا وإرهابا اللذان بنيا على قاعدة من الجاهلية المُصنعة. 

علاقة قطب بالبنا تفصيل بعد إجمال . البنا هو الفكرة وقطب هو النظرية الكاملة، وتنظيمات الارهاب بشتى أنواعها ومعتقداتها هى التطبيق العملى لنظرية قطب وفكرة البنا. 

فى رحاب العلم اخترع «أينشتين» النظرية النسبية التى أحدثت دوياً مهولا فى ضمير الإنسانية. وفى رحاب محراب الإرهاب اخترع «قطب» النظرية الإرهابية، التى أحدثت - ومازالت - انشطارا فكرياً لصنوف التكفير والارهاب.

سيد قطب هو صاحب «دستور الارهاب» الذى تلقاه وحياً وإيحاءً من أفكار حسن البنا .

فى احدى مكاتبات مكتب الارشاد وقت أن كان مصطفى مشهور مرشدا لتنظيم البغاء السياسى، حدث ان سقطت بين يدى أجهزة الأمن وثيقة مخطوطة بيد مشهور شملت عبارة يتحدث فيها عن علاقة التنظيم الاخوانى بباقى تنظيمات الارهاب ويعترف فيها باختلاف أسلوب العمل الحركى مع تلك التنظيمات إلا انه ذيّل عبارته بكلمة «مرحليا»، ولم تكن عبارته زلة قلم، لكنه كان يدرك ما يعتنق وما يكتب، إلى أن ظهر التطبيق العملى وقت حكم الراحل محمد مرسى عندما اجتمع قادة كل تلك التنظيمات علنية ً أعلى منصة «جمعة الشريعة والشرعية» وسط ميدان النهضة. وقتها حققت النظريه والمقولة نبوءتها .. فمن «العباءة» خرجوا وإليها عادوا.
واصل محمد بديع مرشد الإخوان مسيرة التكفير والارهاب مستمدا زاده الفكرى من تراث آبائه الأولين. يواصل طريق الاستعلاء على الأمة فيجاهر علنا موجهاً حديثه لعموم المصريين قائلا : «الاخوان يملكون ماء السماء الطهور الذى سيطهر مصر من نجاسات المجتمع والحكومة» . 

لم ينطق بديع عن الهوى انما نطق عن وحى «البنا وقطب»، بعدما عاش سنوات عمره مسلوب العقل والإرادة فى ظلال الإرهاب الاخواني.

الاخوان أصل الشر . الفكره الإخوانية هى «ردة انسانية» عن ارادة التكريم الإلهى للإنسان بنعمة العقل والتمييز .

بهذه المعانى و بوضوح شديد يعبر سيد قطب مُنظر التكفير فى العصر الحديث ، عن حالة الاستعلاء الايمانى وعن حالة تحقير للمجتمع ووصمة بالجاهلية . يعبر قطب عن كل ذلك بلا مواربة فى مقدمة كتابه الأخطر « فى ظلال القرآن» فيقول: «وعشت فى ظلال القرآن انظر من علو إلى الجاهلية التى تموج فى الارض، وإلى اهتمامات اهلها الصغيرة الهزيلة ، انظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الاطفال، وتصورات الاطفال، واهتمامات الاطفال ، كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال». انتهى الاقتباس.

ثم يتلقى عنه قيادى الإرهاب الدولى ايمن الظواهرى فى كتابه «فرسان تحت راية النبى» مستعرضا فى مقدمة الكتاب سيرة قطب باعتباره باعث الجهاد الجديد وأيقونة الاستشهاد على ايدى زبانية أنظمة الحكم . كما يراها قطب وتلميذه الظواهرى.

هكذا تكون الرحلة استعلاء بالإيمان ، ثم الحكم على المجتمع بالجاهلية، ثم تكفيره ، ثم استباحة القتل على المشاع.

ما فعله الحسنين. الصباح والبنا يستحق التأمل والفحص والدرس والمواجهة قدر اتساع كل قطرة دم أرهقوا بها الناس من لدن الحشاشين الى لدن الإخوان.