■ بقلم: د. سمير فرج
طالعتنا الأخبار، فى الأسبوع الماضى، بخبر تصدر وسائل الإعلام، ومعه صورة لاستقبال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، للعقيد بهاء همام، المدير التنفيذى لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، بحضور اللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للبنية التحتية، ونص الخبر على أن الجهاز يقوم، حالياً، باستصلاح 2.5 مليون فدان، سيكتمل العمل فيها فى غضون عام، من الآن، وكانت المفاجأة أن هذا المشروع بدأ منذ خمس سنوات. ولما سألت عن أسباب تسمية المشروع «الدلتا الجديدة»، عرفت أن تلك الأرض الجديدة، يتم استصلاحها بين نهرين جديدين فى منطقة الضبعة وظهير وادى النطرون.
ففى منطقة الدلتا الجديدة تم التخطيط لإقامة أكبر مجمع زراعي، فى مصر، وكذلك مجمع تصنيع زراعي، ومجمع سكني، فضلاً عن احتوائه على منطقة لوجيستية كبرى، تضم صوامع جديدة للتخزين بطاقة استيعابية تبلغ 600 ألف طن، بالإضافة لمجمع ثلاجات عملاقة، ومصنع للبطاطس نصف المقلية، ومصانع مركزات عصائر الفاكهة، ومصانع للزيوت، وأخرى للسكر، علاوة على أكبر سوق للخضراوات والإنتاج الزراعي، على الطريق الإقليمي، بالإضافة إلى مصانع للأعلاف، يخصص إنتاجها جميعاً للاستهلاك المحلى والتصدير.
يأتى كل هذا التطوير فى القطاع الزراعى، بعد أن فقدت مصر أرضاً زراعية كبيرة، خلال السنوات الماضية. ومن المقرر أن يحقق مشروع «الدلتا الجديدة» إضافة جديدة للإنتاج الزراعى، بهدف توفير منتجات زراعية، ذات جودة عالية، بأسعار مناسبة للمواطن، وأيضاً للتصدير للخارج. كما قام جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة بتنفيذ مشروع الصوب الزراعية فى اللاهون بالفيوم، ومشروعات الإصلاح الزراعى فى المنيا، وبنى سويف، ومشروع الداخلة بجنوب مصر، والتى تم فيها استخدام أحدث الأنظمة التكنولوجية الرى والميكنة الزراعية.
يتم متابعة ذلك المشروع العملاق من قِبل السيد رئيس الجمهورية شخصياً، وها هو الوقت يمر، وبعد عام سيتم إضافة 2.5 مليون فدان للرقعة الزراعية المصرية، مما سيساهم فى الاكتفاء الذاتي، وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، التى تستنزف جزءًا كبيرًا من العملة الصعبة، ولن يعتمد زيادة حصيلة العملة الصعبة على تقليل الفاتورة الاستيرادية فحسب، بل يضاف إليها زيادة الموارد من خلال تصدير العديد من المحاصيل الزراعية، ولعل أبسط مثال على نجاح مصر فى ذلك المجال، أنها صارت الدولة الأولى، عالمياً، فى تصدير البرتقال، متفوقة بذلك على إسبانيا، التى احتلت ذلك المركز لعشرات السنوات الماضية.
ويستمر الأمل فى هذه «الدلتا الجديدة»، التى تُعد إضافة للأمن القومى الغذائى المصرى.
