صباح الفن

المسلسلات القصيرة تكسب

انتصار دردير
انتصار دردير

نجحت المسلسلات القصيرة التى عرضت فى النصف الأول من شهر رمضان فى إثراء الشاشات المصرية بأعمال لافتة، عبر قضايا جديدة طرحتها، وتنوع حافظت عليه، وتكنيك فنى جديد بدا واضحا،  وممثلين وممثلات دفعت بهم لأدوار البطولة ووجوه جديدة واعدة كشفت عنها، كما منحت الفرصة الأولى لكتاب ومخرجين شباب، جاءت هذه المسلسلات كأحد رهانات الشركة المتحدة خلال هذا الموسم الرمضانى لتقدم أكثر من 15 عملاً، وتحمست لها شركات إنتاجية عديدة واستقطبت نجوماً كبارا.

لقد أثبتت هذه الأعمال أنه يمكن  طرح كافة الموضوعات عبر دراما ال15 حلقة، ليظل العمل محتفظا بإيقاعه المناسب بعيدا عن المط والتطويل الذى ساد لسنوات طويلة وأبعد جمهورا كبيرا عنها، أتصور أن الشركة المتحدة التى أتاحت تقديم هذه الأعمال لم تتخذ هذه الخطوة الإ وهى مدركة تماما أن هذه النوعية من الأعمال الدرامية فرضت نفسها فى العصر الحالى بفضل عروض المنصات التى قدمت مسلسلات قصيرة جداً فى حلقات معدودة وجدت إقبالا واسعاً كما كان النجاح الكبير لمسلسل «تحت الوصاية» رمضان الماضى حافزا لمنتجين آخرين وممثلين باتوا ينحازون لهذه النوعية التى تختصر جهد شهور طويلة كانت تستغرقها بحلقاتها الثلاثين وقد أصبح العمل فى الحلقات القصيرة بالنسبة لهم أكثر متعة وأقل مشقة.

وأرى أن من أفضل الأعمال فى النصف الأول من رمضان «أعلى نسبة مشاهدة» الذى حقق عنوانه فى الواقع وحاز أعلى نسبة مشاهدة برغم أنه العمل الأول لمخرجته الشابة ياسمين أحمد كامل وأداء متميز لبطلتيه سلمى أبو ضيف وليلى زاهر وكبار الفنانين الذين شاركوا به، ومسلسل «مسار إجبارى» لبطليه الممثلين الشابين عصام عمر وأحمد داش ومخرجته نادين خان الذى اتسم بالتشويق، «أشغال شقة « لهشام ماجد وأسماء جلال الذى انتزع الضحك من قلوبنا، «لحظة غضب» لصبا مبارك بأسلوبه المشوق،  «صلة رحم» لإياد نصار ويسرا اللوزى بقضيته المثيرة، و»الأفوكاتو نعمة» لمى عمر وأحمد زاهر بحبكته الدرامية المتماسكة لمخرجه محمد سامي،  

ومع  تواصل عرض عشرة مسلسلات قصيرة جديدة خلال النصف الثانى من رمضان، تتحول القاعدة التى حكمت الإنتاج الدرامى لسنوات طويلة  إلى استثناء لتسود المسلسلات القصيرة بشكل أكبر وتسيطر خلال السنوات المقبلة، وفى ذلك عودة للأصل.