قلم على ورق

«الحشاشين» و«جودر».. صناعة مصرية

محمد قناوى
محمد قناوى

من أبرز مميزات الموسم الدرامى الرمضانى هذا العام، صناعة منتجين دراميين غاية فى الأهمية وهما «الحشاشين» و«جودر ألف ليلة وليلة»، وأهميتهما ليست نابعة من أهمية وقيمة النصوص الدرامية أو السيناريو أو التمثيل أو الاخراج أو أنهما من أضخم الانتاجات الدرامية فى السنوات الأخيرة، ولكن تنبع الأهمية الحقيقية فى أنهما صناعة مصرية خالصة فى الديكورات والجرافيك والمعارك والمؤثرات الصوتية، والأزياء.

صحيح أنه تم الإستعانة ببعض المستشارين فى الجرافيك والمؤثرات الصوتية،ولكن الرؤية والخيال والإبداع والتنفيذ، تم بمبدعين مصريين، وهذه نقطة كانت غائبة عن الدراما المصرية فى السنوات الأخيرة، بعد أن توقفت الجهات الإنتاجية المصرية عن تقديم أعمال تاريخية أو تراثية وتفرغ المنتجون لصناعة أعمال تجارية بحتة، ولكن بسبب حالة التطوير التى قادتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لصناعة الدراما خلال الأعوام الأخيرة أوصلتنا لهذه النتيجة المبهرة وتقديم منتج درامى على أعلى مستوى ينافس أكبر الإنتاجات العالمية.

فمثلا مسلسل «الحشاشين» تأليف الكاتب عبد الرحيم كمال وبطولة كريم عبد العزيز وإخراج بيتر ميمى كمثال للدراما التاريخية يعد نموذجا حيا لهذا التطور الذى حدث فهو عمل يضاهى بل ويتفوق على عمل مثل «صراع العروش» أحدى أيقونات هذه النوعية من الدراما، فى تنفيذ المعارك واستخدام الجرافيك والمؤثرات البصرية والديكورات والأزياء، فالعمل الملىء بالتفاصيل التاريخية، وتفوق فيه الشق التقنى على نفسه، حيث ظهرت المؤثرات البصرية والجرافيك بشكل مبهر وهذا نتاج جهود لفريق عمل كبير استمر لمدة عام ونصف العام تقريبًا، وكانت البداية ببناء مبانى وشوارع المدن التاريخية مثل «القدس، وأصفهان، وسمرقند»، كما أن قلعة «آلموت» جرافيك مائة فى المائة والتى ظهرت على الشاشة كأنها قلعة حقيقية.

أما مسلسل «جودر ألف ليلة وليلة» والذى أعاد للجمهور الحنين لحكايات ألف ليلة وليلة الأسطورية، والتى ارتبط بها المشاهد المصرى والعربى سنوات طويلة وكانت من أبرز معالم دراما رمضان، فقد استفاد من حالة التطور التكنولوجى التى حدثت فى السنوات الأخيرة على مستوى الجرافيك أو المؤثرات البصرية، ليحقق صناعة «المخرج إسلام خيرى والمؤلف أنورعبد المغيث» متعة بصرية فى مشاهد الجرافيك المتقنة والمؤثرات البصرية الرائعة ليعيش الجمهور متعة فى عالم السحر والخيال، كل ذلك تم بأياد مصرية خالصة، وهذه طفرة كبرى فى صناعة الدراما المصرية، أتمنى أن يتم البناء عليها فى السنوات القادمة.

 إن استعانة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بخبراء تصميم المعارك، ومصممى الجرافيك فى الأعمال التى قدمتها هذا العام يؤكد على حرصها على تقديم منتج درامى على أعلى مستوى من الجودة، والارتقاء بالمستوى التقنى للأعمال المصرية.