فى هذا الباب نقدم لك عزيزى القارئ تفسيرا ومعانى لصفات جاء ذكرها فى كتاب الله يقدم هذا الشرح والتفسير لها وعلى مدار شهر رمضان الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.
الإحسان من الإيمان وله أشكال كثيرة ليس التصدق بالأموال فقط، حول توضيح معنى الإحسان ودرجة المحسن ومنزلته عند الله يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: الإحسان مصدر أحسن وأصله من الحسن، وجمع المحسن المحسنون، وقد ورد فى أكثر من آية قول الله تبارك وتعالى: «واللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، وإذا أحب الله عبدا أكرمه حتى وإن ابتلاه ليختبره فهو سبحانه يثبت القلوب كما قال: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ»، وإذا كان الشائع على ألسنة الدعاة أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه فإننى أقول إن الله إذا أحب عبدا أكرمه وقد يكون الإكرام بالإنعام وقد يكون الإكرام بالإبتلاء الناجح الذى ينجح فيه الإنسان فيحصل على ذلك على ثواب كبير، والإحسان الذى عرفه الناس على أبواب المساجد والمستشفيات والتصدق بشيء على الفقراء والمساكين نتفة من نتف الإحسان الذى هو موضوع كبير يتمثل فى عبارة مشهورة عن الصحابة عندما كانوا يسلمون رضى الله عنهم وأرضاهم يقولون فلان أسلم وحسن إسلامه وفلانة أسلمت وحسن إسلامها فما معنى حسن إسلامه أى سلم إسلامه من التخريب وسلم إسلامه من القعود ساعة الأمر بالحركة وسلم إسلامه من الدخائل التى تدخل الأديان فتفسدها عند معتقديها، الإحسان أن ترى رجلا يعفو عن الناس لأن الله تعالى يقول «وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» وقبلها «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ»، وحقوق الطريق المنصوص عليها فى الأحاديث النبوية تكشف لنا أهم جانب من جوانب الإحسان أنك فى الطريق جالس مضطر لا خارج تلعب فيه ولا تتمشى فيه بغير هدف، وقد ورد حديث نادر لم يحفظه المسلمون: «إن الله يلعن من يمشى بلا هدف» فكل من يمشى فى الشوارع دون هدف من زيارة مريض من ذهاب إلى عمل من صلة رحم، يمشى هكذا إلى أين لا يدري، الله يلعنه، وقال عليه الصلاة والسلام لصحابته: أعطوا الطريق حقه قالوا: أو للطريق حق تعجبوا! قال: نعم، غض البصر وكف الأذى وأمر بمعروف ونهى عن منكر وإماطة الأذى عن الطريق صدقة وردك السلام على من عرفت ومن لم تعرف.
