القارئ محمد زاهر بركات: حققت حلم أبي .. ودور كبير لنقابة القراء في ضبط الأداء

 محمد زاهر بركات
محمد زاهر بركات

قارئ وكبير معلمين بالأزهر الشريف، درس فنون التلاوة وأجادها، نشأ فى بيت قرآنى، فوالده وجده كانا قارئين، ثم انتشر منها إلى باقى المحافظات، وسافر فى بعثات الأزهر إلى عدد من الدول الإفريقية والغربية؛ إنه القارئ الشيخ محمد محمد بركات، وشهرته محمد زاهر بركات، الذى كان لنا معه هذا الحوار:

◄ متى بدأت علاقتك بالقرآن الكريم ولماذا اخترت هذا الطريق؟

بدأت علاقتى بالقرآن الكريم منذ نعومة أظفارى، وذلك لنشأتى فى أسرة قرآنية أبًا وجدًّا، حيث كان حلم أبى، عليه رحمة الله، أن أكون من أهل القرآن، وقد تحقق حلمه والحمد لله، حفظت القرآن الكريم كاملًا وأنا ابن تسع سنين، ثم توجهنا لدراسة أحكام التجويد والتلاوة، وكان حلمى أن أكون قارئًا مجيدًا أتلو كتاب الله على مسامع الناس، وقد تحقق ذلك بفضل الله وتوفيقه.

• كنوز ثمينة

◄ من أبرز القراء الذين تأثرت بهم من القدماء، وهل تستمع لأحد من الأجيال الجديدة؟

القراء القدامى جميعهم كنوز ثمينة نادرة شرفت بهم جمهورية مصر العربية وشرف بهم العالم كله؛ وعلى رأسهم سيدنا الشيخ مصطفى إسماعيل، وسيدنا الشيخ محمود على البنا، وسيدنا الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوى، والشيخ الشعشاعى، وكلهم بلا استثناء، ولكن أكثر من تأثرت بهم شيخى وأستاذى الشيخ شعبان الصياد، حيث شرفت بأن تعلمت على يديه أيام كان مدرسًا فى معهد الباجور الدينى فى السبعينيات، وكنت لا أترك محفلًا يقرأ فيه إلا وكنت أول الحاضرين لصحبته.

◄ هل يوجد فارق بين القارئ المتعلم والقارئ غير المتعلم، وهل يؤثر ذلك على الموهبة؟

لا شك أن هناك فرقًا شاسعًا بين القارئ المتعلم والدارس للغة العربية والمواد الشرعية، وبين مجرد القارئ؛ حيث إن المتعلم والدارس يعى ما يقول ويجسد المعنى القرآنى فيصل للمستمع المعنى المنضبط والمتوافق مع المراد من الآيات. ولا يؤثر ذلك أبداً على موهبة القارئ الصوتية، بل بالعكس ستكون الموهبة عونًا له على تلاوة الآيات بما يتوافق مع مقام الحزن والفرح والخوف.

• مستقبل التلاوة

◄ هل أنت متفائل بمستقبل تلاوة القرآن الكريم بمصر؟

نعم متفائل جدا بمستقبل التلاوة، والحمد لله عالم التلاوة الآن ملىء بالقراء الجيدين والحريصين على تلاوة القرآن حق تلاوته، ولا يخفى على أحد على وجه الأرض أن مصر رائدة العالم بأسره فى قرائها، وعلمائها، ومفكريها، فحفظ الله مصر وعلماءها ومثقفيها.

◄ وما رأيك في الشروط القائمة للالتحاق بالإذاعة المصرية؟

أرى أن شروط الالتحاق بالإذاعة المصرية أمر ضرورى؛ لأن القارئ الذى يُعتمد فى الإذاعة سوف يسمعه الملايين من البشر، فلا بد أن يكون على أعلى مستوى فى الحفظ والأحكام، وحُسن الصوت، وحُسن الأداء، والدراية بالمقامات الموسيقية؛ وهذا يتحقق والحمد لله فى إذاعتنا المصرية الرائدة.

◄ كيف استقبلت حلقات المقارئ النموذجية التى أقامتها وزارة الأوقاف؟

حلقات القرآن الكريم النموذجية التى أقامتها وزارة الأوقاف سُنة حسنة مستحدثة؛ ولقد استقبلنا ذلك بسعادة بالغة، وهذا مما يُحسب لوزارة الأوقاف، فهى لا تألو جهدًا فى الحفاظ على القرآن الكريم وأحكامه ودراسة علومه، ونسأل الله تعالى دوام هذه المقارئ ونشرها فى ربوع مصر والعالم، ونشكر الله للقائمين عليها وبارك فيهم وأمدهم بمدده.

◄ هل أنت راض عند أداء نقابة القراء، وما الذى تنتظره منها؟

حقيقة أنا سعيد جدا بأداء نقابة القراء فى الحفاظ على كتاب الله وحُسن تلاوته والضرب بيد من حديد على كل من تلاعب بالقرآن الكريم وتلاوته وأحكامه، ونقدم الشكر الجزيل لفضيلة مولانا نقيب القراء ونائبه وجميع المسئولين على هذا النشاط الرائع والجهد المكثف فى علو شأن النقابة ورفعتها وريادتها.

• مدرسة الصياد

◄ من أبرز القراء الذين قرأت بجوارهم، وإلى أى مدرسة تنتمى؟

لقد صاحبت الكثيرين من القراء الكرام، إذاعيين وغير إذاعيين، وشرفت بهم وبمصاحبتهم، وتعلمنا منهم الاحترام والتقدير وآداب القراءة، ومن أبرز القراء الذين رافقتهم، على سبيل المثال لا الحصر، فضيلة أستاذى الشيخ شعبان الصياد، والشيخ هاشم هيبة، وفضيلة الشيخ الطبلاوى، والشيخ على حجاج السويسي، والشيخ فتحى المليجي، والشيخ على سليم، والشيخ صلاح يوسف، والشيخ محمود الخشت، والشيخ حجاج الهنداوي، والشيخ طه النعمانى، وفاروق ضيف، ومحمد على الطاروطى، وغيرهم كثيرون؛ أما عن المدرسة التى أنتمى إليها فهى مدرسة الشيخ شعبان الصياد؛ وأخيرًا ندعو الله لمصر وقائدها وشعبها وأزهرها بدوام التوفيق والنجاح والرقى والرفعة إنه سميع مجيب.