بدون تردد

الغضب الإسرائيلى

محمد بركات
محمد بركات

رغم عدم موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على مشروع القرار، المقدم من الدول العشر غير الدائمة العضوية فى مجلس الأمن، واكتفائها فقط بعدم التصويت، والامتناع عن التأييد أو الرفض،...، إلا أن ذلك لم يعجب إسرائيل.

بل على العكس من ذلك قامت قيامة «نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومته لعدم رفض الولايات المتحدة لمشروع القرار وهو ما سمح بإقراره وإصداره من مجلس الأمن الدولى.

الغضب الإسرائيلى من الصمت الأمريكى وامتناعها عن التصويت بالرفض، وعدم استخدامها لحق الرفض «الڤيتو» ضد مشروع القرار، كان غضباً عارماً وشديداً بحيث إن نتنياهو قرر معاقبة الولايات المتحدة على ذلك، فأصدر قراراً بوقف سفر الوفد الإسرائيلى، الذى كان مقرراً ذهابه إلى واشنطن للتشاور مع الإدارة الأمريكية بناء على طلبها، بل طلب الرئيس الأمريكى بايدن شخصياً.

ليس هذا فقط، بل أعلن مكتب «نتنياهو»، أن قرار مجلس الأمن الذى لم تعترض عليه أمريكا يضر بالمجهود الحربى الإسرائيلى، ويعرقل الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حماس.

وفى رد فعل غاضب من وزير الخارجية الإسرائيلى على الموقف الأمريكى فى عدم عرقلة إصدار القرار، قال «إيلى كوهين».. لن نوقف إطلاق النار فى غزة، بل سنستمر فى القتال وسنقضى على حماس ولن نوقف القتال حتى عودة آخر الرهائن.

وفى ذات الإطار الغاضب والمستاء، أعلن «سموتريتش» وزير المالية الإسرائيلى، أن قرار واشنطن بعدم استخدام «الڤيتو» لرفض إصدار القرار، يخدم حركة حماس.

وعلى الجانب الآخر حيث حماس كان هناك ترحيب بالموقف الأمريكى الذى أدى لإصدار القرار، حيث أعلنت الحركة فى بيان لها ترحيبها بالقرار، وأكدت استعدادها للمضى قدماً فى عملية تبادل الأسرى فوراً، بما يؤدى إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى.

ودعت حماس فى نفس البيان لوقف دائم ومستدام لإطلاق النار، يؤدى إلى انسحاب كل القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى بيوتهم التى خرجوا منها.

وفى ذات الوقت طالبت حماس مجلس الأمن بالضغط على الاحتلال، للالتزام بوقف إطلاق النار، ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقى ضد الشعب الفلسطينى.

وهكذا نجد غضباً فى إسرائيل تجاه القرار وأيضاً تجاه الموقف الأمريكى الذى لم تكن تنتظره من حليفها الدائم ونصيرها المستدام،...، ورأينا ترحيباً متحفظاً من جانب حماس مع بعض المطالب.

أما فى القاهرة فقد أعلنت على لسان وزارة الخارجية  أن القرار يمثل خطوة أولى مهمة وضرورية لوقف نزيف الدم الفلسطينى، ووضع حد لسقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، وإتاحة الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية لغزة.

هذا على الرغم من الإشارة الواضحة من القاهرة، بأن القرار يشوبه عدم توازن نتيجة إطاره الزمنى المحدود والالتزامات الواردة به،...، وأكدت القاهرة على ضرورة التنفيذ الفورى لوقف إطلاق النار، بما يفتح المجال للتعامل مع كل عناصر الأزمة.