من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: ‎التاريخ.. والجمهورية الجديدة

د أسامة أبوزيد
د أسامة أبوزيد

‎شهر رمضان في مصر حاجة تانية.. الخير والبركة والنوايا الصادقة الطيبة واللمة الحلوة والأمن والأمان والطقوس الدينية والضحكة اللى من القلب فى كل بيت وشارع وحارة بتفكرنا بأن بلدنا أم الدنيا محروسة وهتفضل محروسة بعون الله بعد ما رجعت بسلام فى جميع المجالات على أيدى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

■ بعثة الأثقال جاءت في المرتبة الأولى من حيث عدد الميداليات الذهبية في دورة الألعاب الأفريقية 

فى الجمهورية الجديدة تلعب النوايا الصادقة الطيبة دوراً كبيراً فى تحريك المياه الراكدة فى المؤسسات الرياضية التى كانت تعانى فيما مضى إما من فشل المسئول عن الاتحاد أو النادى أو غياب الرقابة والحساب للمقصرين ولكن الوضع الآن تغير تماماً للأحسن، لم يعد هناك مكان للمتقاعسين والكسالى وهواة «اللقطة» الذين يحالفهم التوفيق أحياناً حال تحقيق إنجاز بالصدفة عن طريق بطل موهوب شق طريقه وسط الظلام لينير لنفسه وبلده شعاعاً من النور بالوقوف على منصات التتويج العالمية والدولية.

التاريخ سيذكر دائماً أن هناك رؤساء سابقين لمصرنا المحروسة كانوا ينتظرون عودة الأبطال والمنتخبات بالمكسب حتى يلتقوا بهم ويلتقطوا معهم الصور التذكارية دون دعم والبعض الآخر كان يدعم بحدود من وازع وطنى ولكن المؤكد أن التاريخ لن ينسى ما قدمه الرئيس السيسى من عمل وجهد كبير لاستعادة مكانة بلدنا الرياضية بتدشين المنشآت والملاعب والمدن الرياضية فى شتى بقاع الجمهورية الجديدة التى أصبحت قبلة لاستضافة البطولات الدولية على أرض الكنانة فى وقت أغلقت فيه دول متقدمة أبوابها نتيجة لجائحة كورونا تارة أو للحرب الروسية الأوكرانية تارة أخرى وظل باب مصر أرض السلام مفتوحا للعالم لتنال «أم الدنيا» إعجاب العالم كله.

الثقة العالمية فى قدرات مصر الجديدة لم تأت من فراغ بل نتيجة لجهود قيادة سياسية واعية ورئيس وطنى مخلص يعمل من أجل رفعة بلده ويتوق دائما لرؤيتها فى مقدمة صفوف دول العالم، يبحث عن توفير حياة كريمة لشعبه ويقف حائط صد منيعاً لمواجهة أى أخطار أو أطماع إرهابية فى مقدرات الوطن محافظاً على سلامة أراضيه، وأيضاً نتيجة قناعة عالمية بقوة الدولة وشخصية الرئيس السيسى الذى أجبر العالم على احترام مصر وقيادتها وشعبها المخلص.

الرئيس السيسى كان دائماً يدعم ويساند المنتخبات الوطنية والأبطال والبطلات قبل انطلاق البطولات لتحفيزهم على الفوز مثلما كان يسارع لتكريم كل من يحقق إنجازاً عالمياً وقارياً وأولمبيا للتأكيد على أن مصر لا تنسى من يرفع علمها خفاقا بين دول العالم، هذه الروح الجديدة التى انبعثت فى جسد الرياضة المصرية كانت نبراساً لأبطال وبطلات مصر للتفوق وتحقيق إنجازات غير مسبوقة فى دورة الألعاب الأفريقية بغانا التى اعتلت مصر قمتها عن جدارة لتعطى مؤشراً على أننا نسير فى الطريق الصحيح خاصة فى ظل التناغم والانسجام بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الأمر الذى انعكس على أداء الاتحادات للعمل والاجتهاد لتحقيق الأهداف المنشودة.

جميل جداً أن تتصدر الاتحادات المشهد الرياضى عند تحقيق الإنجازات ولكن الأجمل أن يتم تقييم الجميع عقب الفوز وليس الإخفاق فقط لأن هناك إتحادات لم تحقق المستهدف فى غانا وبالتالى مراجعة الحسابات مطلوبة قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 التى نتطلع خلالها لزيادة عدد الميداليات وأتوقع أنها لن تقل عن 7 إلى 10 ميداليات فى عاصمة النور إذا ما واصل الأبطال والبطلات برامجهم التدريبية بمنتهى الهمة والعزيمة والإصرار فى ظل جهود مشتركة وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات وكذلك الأندية التى تكون مظلومة بنسيانها عند تحقيق الإنجاز رغم أنها تدعم بشكل احترافى وتصرف المرتبات والمكافآت وتحفز الأبطال وبعد البطولة حتى لا نذكر اسم النادى الذى يلعب له البطل.

من مكتسبات الجمهورية الجديدة تنظيم مصر لبطولة كأس عاصمة مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة بمشاركة منتخبات عالمية لتظهر قدرات بلدنا الكبيرة فى استضافة الأحداث الكروية العالمية مثلما كانت ولاتزال على مستوى الألعاب الأخرى.. الإبداع فى التنظيم والإخراج والصورة الحلوة الراقية التى ظهر عليها ستاد مصر بالمدينة الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة يدعو للتفاؤل بأن الجمهورية الجديدة قادرة على تنظيم كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية فى السنوات القادمة.

أياً كانت نتيجة مباراة مصر وكرواتيا فى نهائى كأس العاصمة إلا أن مكاسب حسام حسن وجهازه من تلك البطولة كثيرة فى مقدمتها أنه وضع يده على الكثير من نقاط القوة والضعف فى المنتخب الوطنى وبدأت ملامح أفكاره التدريبية تظهر للنور.

الصبر على العميد وتشكيلته الجديدة مطلوب، والدعم الجماهيرى والإعلامى ضرورة والقادم سيكون لمنتخبنا ومصر أفضل، طالما النوايا الطيبة الصادقة موجودة.


 

;