فى الصميم

بدون عقوبات رادعة.. ستستمر جرائم إسرائيل!!

جلال عارف
جلال عارف

بينما تتواصل جهود العالم من أجل إيقاف «الكارثة» التى تريدها إسرائيل بمخططها لاقتحام «رفح»، وبينما لا تتوقف المحاولات من أجل إيقاف لإطلاق النار سواء فى المفاوضات المتعثرة حتى الآن، أو فى مجلس الأمن الواقع فى قبضة «الڤيتو».. فإن ما يجرى على الأرض لا يبشر بخير. فآلة القتل والتدمير الإسرائيلية لا تتوقف. وجرائم الحرب التى يرتكبها الكيان الصهيونى تتوسع بدلاً من أن تدرك المأزق الذى تمضى إليه وهى تتصور أن القتل يمكن أن يجلب لها أمناً مستحيلاً!
فى جريمة حرب غير مسبوقة، تستهدف إسرائيل ما تبقى من مستشفيات فى غزة (وهى قليلة للغاية وتعمل بأقل الإمكانيات) تحاصرها بالدبابات وتستهدفها بالطائرات، تقتل المرضى وتعتقل الأطقم الطبية، وتطارد النازحين الذين لجأوا لساحات المستشفيات طلباً للأمان. تدمر كل ما تبقى من إمكانيات طبية. تعاقب الأطباء لأنهم يقومون بواجبهم فى أصعب الظروف. لا تريد إسرائيل إلا أن يسود الموت والدمار فى كل مكان.


فى نفس الوقت.. وبينما العالم يتحدث عن ضرورة أن تتضاعف المساعدات الإنسانية لغزة، وأن تتوقف اسرائيل عن وضع العراقيل أمامها.. تمضى إسرائيل فى حصار الجوع، وتبلغ منظمة غوث اللاجئين «الأونروا» بأنها لن تسمح لها بنقل أى مساعدات لشمال غزة الذى يعانى فيه حوالى مليون فلسطينى من مجاعة حقيقية لا تعالجها المظاهرة الخادعة لنقل شحنة مساعدات عن طريق البحر، وإنما فتح المعابر (بما فيها المعابر الخاضعة لإسرائيل) وإزالة العراقيل المتعمدة أمام الشاحنات المكدسة فى رفح المصرية كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة «جوتيريش» من أمام المعبر.


العالم كله تغيرت مواقفه بعد أن رأى بشاعة العدوان الإسرائيلى الهمجى، وبعد افتضاح كل الأكاذيب التى روج لها الكيان الصهيونى وحلفاؤه لكن ـ للأسف الشديد   مازال الردع الدولى لإسرائيل غائباً لأن القرار الدولى مشلول، والقرار الأمريكى رهينة لدى إسرائيل حتى الآن!!
فرض العقوبات الآن وفوراً هو الطريق لإيقاف الهوس الإسرائيلى ومنعه من ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. لولا ازدواج المعايير عند دول كبرى لكان نتنياهو وكل من شارك فى حرب الإبادة على شعب فلسطين مطاردين الآن من العدالة الدولية!!