مصطفى رشاد يكتب: سيدة كل العصور ومصنع الرجال.. الأم مربية ومعلمة الأجيال

مصطفى رشاد
مصطفى رشاد

عندها بدأت الحياة وبها نبضت القلوب وبحنانها إرتوت الغصون فصارت أشجار تنبت ثمارا.

بداية كل حكاية ومنتهاها هي المرأة بأدوارها المتعددة أُم و زوجة و بنت و أخت فصول كثيرة من ديوان عطاء المرأة.

قلب الاسرة النابض وأحد أركانها وأيضاً درعها ولا أبالغ ولا أنتقص من دور الرجل وإنما إنها منبع لكل المشاعر الرقيقة العظيمة وسبحان الله العلي العظيم حتى في الطيور والحيوانات تجدها عظيمة واضحة كالشمس إنها من عطاء الله نعمةلا ندري حقها إلا عندما نُحرم منها ، قيل عند وفاة أُم بني أدم تقول الملائكة " لقد ماتت من كُنا نُكرمك من أجلها فاعمل صالحاً نُكرمك من أجله " وأيضاً سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل أي الناس أولى ببري فقال الام ثلاثا ومرة واحدة الاب.

ويحكى في الاثر أن رجلاً حج بأمه حاملها على أكتافه وطاف وسبح وأنهى فريضته وعندما سئل أهكذا قد وفيت حقها فقيل له لقد حملتها وهى ثقيلة عليك تنتظر رحيلها فأما هى حملتك وهى سعيدة فرحة تتمنى لك دوام الصحة والعمر وتعطيك ما تملك دون انتظار شكر أو من !! ، وغيرها من الحكايات العظيمة التي تخبرنا كم " الام " من أشرف وأعظم نعم الله فطرة ميزها الله بها عن سائر خلقه ولذلك قيل أن الجنة تحت أقدامهم فيامن تنادي بالجنة فأنها أسفل قدم والدتك فقبلها ولاتفرق .

أول بيت أواني كان رحم أمي وكانت تعاني وتتأوه ليلاً ونهاراً من عبثي ولهوي في أحشائها ولم أنضج بعد وأيضاً عندما أرى النور لأول مرة وجسدها يرتعد من الآم الوضع وعندما تتمالك نفسها تبحث عني وتحتضني بحب وعشق لا مثيل له في الوجود رغم أن جراحها لم تلتئم بعد ولم يسكن الالم لكنها فطرة تحتضني وتسقيني وتقبلني وتداعبني سبحان الله كيف ذلك ؟ أنها الام.

وتخوض ايام وليالي في صراع بلا نوم ياقظة قلقة علي وتطمئن ساعة بعد ساعة وها أنا أكبر في حنانها ومزاحها ورغم أني أشقيها الا انها مازالت على عهدها وفطرتها ، ويصبُ الرضيع أمامها وتشييب خصلات شعرها ويذهب قليلا من شبابها ولا تتمنى شيء سوى سعادتي حتى أنها تعلمني خطواتي الاولى ماسكة بذراعي فأسقط ؟ لا .. أنها بجواري وتعلمني وتربيني كيف أكل وكيف أجلس وكيف أتحدث وغيرها من الاشياء التي نربي عليها اولادنا الان.

أمي سيدتي ومولاتي أدام الله في عمرك وأعني على برك ولو قليلا مما أعطيتني وأعلم علماً يقين أني لن استطيع أن أفي بعطائك ولكني احاول جاهدا أن أسعدك ، نعم كبرت وتزوجت ورزقت بأولادً وشغلتني دنياي السخيفة عنك يا سيدتي إلا أنكي لم تفارقي الفؤاد وها أنا أراكي في زوجتي وأضحك وأتذكر كلماتك عندما أخبرتني لن تعرف معنى التضحية والحب الا عندما ترزق ببنين فأرى قصة كفاحك وعطائك في أولادي وزوجتي وهى نائمة حاملة الرضيع في حضنها وهى جالسة غفلت غصباً من أثر الشقاء وعندما أوقظها تفزع وتسأل عن ولدها وهو بين يدها ..صدقتي يا أمي وصدق عطائك وحنانك وأعلنها فخراً وعزاً أن ما بي خصال طيبة وحسن خلق وعلم وزوج بفضلك انتي وابي رحمه الله فلولا رضاكي عني وحسن تربيتك لم أبلغ رضا ربي.

كل عام وانت بخير سالمة راضية هانئة مطمئنة يا أمي، وكل عام وكل سيداتنا بخير المرأة كائن ودوود رقيق مؤنس يعشق الحياة والالفة فحافظوا عليهم فقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في آخر وصية له في حجة الوداع فيقول" (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ) وقال ايضاً (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم).

وختاماً لكل أمرأة الف تحية شكر وإمتنان لما قدمتم للبشرية من نماذج نتشرف الان بها فدائماً مطالبون بالاحتواء والصبر واللين معنا، فكل عام وسيادتنا تيجان فوق رؤوسنا.