رمضان مفتاح رزق «الأيدي الناعمة»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يعتبر شهر رمضان باب رزق للأيدي الناعمة، ففيه يقوم الكثير من المتخصصات فى الأشغال اليدوية باستغلال مهاراتهن وإبداعاتهن لفتح آفاق جديدة من العمل والرزق.. ومن خلال هذا التقرير تبرز "آخرساعة" دور المرأة فى الاقتصاد من خلال مشاركتها فى صناعة الأعمال اليدوية، والمشروعات الصغيرة التى تنمو وتزدهر فى هذا الشهر الكريم، عبر استعراض قصص نجاح ملهمة، وتعزِّز مكانة المرأة كعنصر فعّال ومؤثر فى الاقتصاد الوطنى.

◄ شيماء تزين الفرحة بـ«الألوان الزاهية»

زينة رمضان تشكل جزءًا مميزًا من فعاليات هذا الشهر الفضيل، حيث تعكس جوانب من الجمال والروحانية التى تميز هذه الفترة الخاصة، وتتنوع زينة رمضان بين الأضواء الساطعة والديكورات الرمضانية التقليدية التى تزين الشوارع والأماكن العامة والمنازل، مما يعزز من أجواء البهجة والسرور التى يشعر بها الناس خلال هذا الشهر المبارك.

استطاعت شيماء أبو المجد، مصممة أعمال الكروشيه، أن تحقق حلمها بتحويل شغفها برمضان إلى مصدر رزق وإلهام للآخرين، وأن تنبض قصة نجاح جديدة تحمل بين طياتها روح رمضان وألوانه الزاهية. 

تقول شيماء إن رمضان بالنسبة لها ليس فقط شهرًا من الصوم والعبادة، بل هو شهر الفرحة والابتهاج، وقد اختارت فى شغلها ألوانًا مبهجة تعكس جوهر هذا الشهر الكريم، مستوحاة من ألوان الخيامية التى تعكس جمال الثقافة المصرية.. جاءت فكرة مشروعها قبل ثلاث سنوات، حيث قررت أن تصنع زينة رمضان بشكل مبتكر ومختلف عن المألوف، باستخدام الخيوط بدلاً من المثلثات الورقية التقليدية، وعملت على تصنيعها يدويًا بكل حب واهتمام. وكان هذا الاختيار هو القرار الأمثل بالنسبة لها، حيث بدأت ترى ردود أفعال إيجابية رائعة من العملاء حول هذه الزينة الجميلة والمميزة.

وأضافت شيماء أنها أصبحت بفضل الله عز وجل تعتمد على هذا المشروع كمصدر رزق لها، حيث يتم حجز الزينة من قبل العملاء قبل حلول شهر رمضان بفترة، نظرًا لأنها تضيف لمسة فريدة وروحًا خاصة لديكورات المنازل، وتتمنى أن تظل دائما تحقق النجاح فى الشهر الكريم ويكون دائما باب رزق لا يُغلق.

◄ اقرأ أيضًا | للجنس الناعم.. 5 وصفات طبيعية للحصول على يدين ناعمتين

◄ ولاء تخصصت في تصميم «الإسدال»

الإسدال تقليد رمضانى جميل تتميز به النساء فى العديد من المجتمعات الإسلامية، وتفضل الكثيرات اقتناء قطعة جديدة كل عام ليشعرن بفرحة قدوم رمضان ويمنحهن إطلالة وقورة أثناء استقبال الضيوف المقربين وأيضا لأداء الصلوات.

وتؤكد ولاء السيد، مصممة الأزياء، أنها تعتبر هذا الشهر فرصة خير لتقديم العباءات والإسدالات للنساء، التى تعكس جمال الروح الرمضانية وتجعل العميلة تشعر بأنها تحمل قطعة فريدة خاصة بهذا الشهر المبارك. 

وتعمل على تنوع مجموعتها بين العباءات والإسدالات والعباءة المفتوحة، مع التركيز دائمًا على البساطة والخامات الجميلة والتصميم الراقى، لتجعل من كل قطعة تصميما مميزا بدون زخرفة زائدة تنافى روح الشهر الفضيل.

وتحرص ولاء على أن تهتم بالتفاصيل الدقيقة واستخدام خامات عالية الجودة، مثل القماش الملس الجميل الذى يعيدنا إلى جمالية الماضى، كما تعمل على إعداد مجموعة خاصة للعيد، حيث تعمل بجد لتوفير تشكيلة متنوعة وجذابة لعملائها.

وتؤكد ولاء أنها دائما ما تواجه تحدى الوقت، حيث تسعى لتسليم الطلبات فى الوقت المحدد وليظل شهر رمضان بالنسبة لها هو شهر الخير والبركة والرزق الواسع.

◄ يسرا تستعيد ذكريات الزمن الجميل

رمضان هو شهر العبادة والتقرب إلى الله، ولكنه أيضًا شهر الذكريات الجميلة والتجارب الروحية الخاصة، ففى قلب القاهرة، حيث تمتزج ألوان الثقافة والتراث، بدأت قصة نجاح لا تُنسى مع قدوم شهر رمضان، شهر اليمن والبركات. 

تروى يسرا عبد الرحمن، مصممة الديكور، حكايتها مع شهر رمضان وكيف كان هو باب الرزق الذى منحها الله عز وجل إياه، حيث إنها بعد عودتها لتستقر فى مصر بعد سنوات عاشتها فى سلطنة عُمان لم تشهد فيها روح رمضان فى مصر إلا من خلال البرامج والفوازير التى كان يعرضها لها والداها لتنقل لها جزءاً من الأجواء الرمضانية المصرية العريقة، وهذا ما جعل الفكرة الأولى التى ظلت تخطر ببالها بعد اتجاهها إلى عالم تصميم وتنفيذ الديكور هى إحياء "رمضان الزمن الجميل".

وبدأت رحلتها نحو تحقيق هذا الحلم فى عام 2014، معتمدة على ذكرياتها الطفولية برمضان، ومشاهدة المسلسلات، البرامج، والفوازير. ومع مرور الوقت، تطورت فكرة يسرا لتصبح مشروعاً يعيد تلك الذكريات الجميلة للحياة من خلال ديكورات وأكسسوارات مستوحاة من رمضان، فصممت ديكورات تشبه أهم الشخصيات التى كانت ولا زالت تمتعنا بفنها الجميل فى الشهر الفضيل ولعل أبرزها شخصية «فطوطة والخاطبة وعمو فؤاد»، هذا بالإضافة إلى المجسمات من الفوانيس والهلال.

وتختتم يسرا حديثها قائلة إن مشاريعها لم تعد تقتصر على رمضان فقط، بل توسعت لتشمل كل المناسبات على مدار العام. ومع ذلك، ظلت البداية الرمضانية هى الأقرب إلى قلبها، تلك اللحظة التى فتح الله لها فيها أبواب الرزق والبركة.

◄ عبير تُحيي التراث الرمضاني بـ«المصغرات»

يُعتبر إنشاء المصغرات فنًا مبهرًا يتطلب دقة وصبرا لتصميم تفاصيل دقيقة، ويتم استخدام مواد مختلفة فى صنع المصغرات، مثل الورق والبلاستيك والمعادن والألياف الزجاجية والخشب. للتنوع بين النماذج البسيطة التى تمثل أشياء يومية وذكريات مهمة.

عبير سعد، مصممة أعمال المصغرات، تعكس فى أعمالها الحب والاهتمام بالتراث والثقافة الشعبية، وتستخدم شهر رمضان كمصدر إلهام رئيسى لإبداعاتها، لتجسد فيه الأعمال التراثية بأسلوب مبتكر ومختلف، مما يمنحها جاذبية خاصة ويجعلها محط اهتمام الأشخاص.

ومن أبرز أعمالها التى قدمتها هذا العام هو تصميم الفـانوس بشـكل رمضاني مميز، حيث خرجـت عـن المألـوف وقـامت بتجسـيد قهــوة شعبية قـــديمـة تعكـس جـوهر الثقافة المصرية الشعبية، وزينتها بشخصيات مثل بوجى وطمطم لتعزيز الطابع الشعبى والتراثى. كما قامت بتطوير فكرة القهوة بإضافة صورة العميل وكتابة أسمائهم على كراسى القهوة، مما أضاف لها لمسة فنية وجمالية.

كما قدمت عبير أيضًا مصغرات تجسد فيها بائع الكنافة والقطايف قديما، حيث ركزت على التفاصيل والدقة لتعكس جمالية وروعة هذه الحرفة الشعبية. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل قامت بتصميم أباجورة تحاكى مشهد قهوة تقليدية، حيث استخدمت الخامات الشعبية مثل الخيامية والأكواب وإبريق الشاى، مما أضاف للأباجورة جمالية وروحًا تقليدية.

بهذه الأعمال، استطاعت عبير أن تجمع بين الإبداع والحب للتراث، وأن تفتح مجال رزق لها فى شهر رمضان الكريم.