حكايات| رمضان الثمانينيات للراقين و«الرايقين».. عروض أفراح.. رقص.. ومسرح عالي الدسم

أحد عروض الفنون الشعبية
أحد عروض الفنون الشعبية

■ قراءة: أحمد الجمَّال

مثلما هى الحال الآن كانت القاهرة تعج بالفعاليات الفنية التى يجرى تقديمها فى سهرات شهر رمضان، وفى عام 1981 نشرت «آخرساعة» تقريرًا عن فرق الفنون الشعبية التى أبدعت فى تقديم عروض مميزة بعضها تناول رقصات الأفراح فى الأرياف، كما تطرق إلى عرض مسرحي في مدينة الإسكندرية بطولة الفنان محمد صبحي، وفى السطور التالية نعيد نشر التقرير بتصرف محدود:

امتدادًا لسهرات رمضان الفنية، تقدم الثقافة الجماهيرية فوق أرض المعارض بالجزيرة عروضًا للفنون الشعبية، تشترك فيها فرق الفنون الشعبية لمحافظات أسوان وبورسعيد والشرقية والدقهلية، إلى جانب عرض عرائس للأطفال، تقدمها الإدارة المركزية لثقافة الطفل..  وفى هذه العروض تقدم فرق المحافظات رقصات مستوحاة من بيئة كل محافظة، يشترك فى تقديمها مجموعة كبيرة من هواة الرقص الشعبي فى المحافظات، أغلبهم من طلاب المدارس والجامعات، وتقدم كل فرقة رقصة مستوحاة من الفرح الشعبي.

وتقدم كل فرقة عروضها فوق سرادق مستقل بأرض المعارض التى كان مقرها فى ذلك الوقت فى الجزيرة حيث يوجد مقر دار الأوبرا حالياً، وتبدأ العروض فى العاشرة مساء، ويشاهدها الرواد مقابل أجر رمزى خمسة عشر قرشًا.

ولأول مرة تستغل أرض الجزيرة فى تقديم سهرات رمضانية لجمهور القاهرة، وإقبال الرواد على مشاهدة هذه العروض يؤكد ضرورة استغلال هذا الموقع الحيوى  فى تشييد مؤسسات ثقافية، مسرح ودار أوبرا وسينما، كما أن نجاح التجربة يحتم على الثقافة الجماهيرية استغلال أرض المعارض ـ بصفة مؤقتة ـ فى تقديم عروض مسرحية فى الصيف بأسعار رمزية، ومن الممكن أن تتحوّل أرض المعارض إلى جسر تلتقى من خلاله فرق الهواة فى المحافظات مع جمهور القاهرة طوال  الصيف، وبذلك تحقق الثقافة الجماهيرية جزءًا حيويًا من رسالتها.

نعود إلى السهرات الرمضانية فوق أرض المعارض بالجزيرة، ونتفقد معًا العروض التى تقدمها فرق الفنون الشعبية، للمحافظات.

في السرادق الخاص بفرقة أسوان للفنون الشعبية تقدم الفرقة رقصات الكاردج والتحطيب  والغوازى والسوق والبحر والكف والبشارى و»الزفة» إلى جانب فاصل من الأغانى الشعبية.

وتضم الفرقة 50 راقصًا وراقصة، وتكوّنت الفرقة فى سنة 1974، وقامت بإعداد 12 رقصة، تقدمها بصفة منتظمة فى أسوان، وتقوم حاليًا بإعداد ثلاث رقصات مستوحاة من بيئة أسوان.

◄ اقرأ أيضًا | «فطارك عندنا».. حمام محشي وكشك والحلو بقلاوة تركي

فيما تقدم فرقة بورسعيد للفنون الشعبية رقصات أم الخلول والصياد وموج البحر وصانع الجلاسم والبامبوطية وأفراح العريش، وتضم الفرقة 27 راقصًا وراقصة أغلبهم من الطلاب، والرقصات من تصميم محمد سعيد وتدريب محمود حسن وإبراهيم البنا.. وفى سرادق الشرقية، تقدم فرقة الشرقية للفنون الشعبية 10 رقصات مستوحاة من بيئة الشرقية، منها رقصات الحصان وحلاوة زمان والفرح الشرقاوي.. وتضم الفرقة 20 راقصًا وراقصة.

وتمضى سهرات رمضان، ومعها نشعر بأن هناك بداية لتقديم فنون تنطوى على الحد الأدنى من القيمة، ونتمنى أن يتضاعف الاهتمام فى السنوات المقبلة بمستوى  ما يُقدم فى هذه السهرات، حتى ترتفع سهرات رمضان إلى مستوى جلال المناسبة.. ولتكن البداية بندوة موسعة بعد نهاية هذه العروض يشارك فيها المهتمون بالفنون الشعبية وجميع المشاركين فى هذه العروض ومن خلالها تبدأ خطوة التقييم والتقويم.

فوق مسرح ليسـيه الحرية بالإسكندرية يقدم محمد صبحي مسرحية «المهزوز» مــــن إخــــراجه وبطولتــه وتأليف لينين الـــرملي. والمهزوز كما تقــدمه المسرحية شاب متردد عاجز عن اتخاذ أى قرار، ويسمع بطريق المصادفة عن جريمة قتل على وشك أن تحدث لجاره، ويتردد فى إبلاغ الشرطة.

وتتابع مشاهد المسرحية، إلى أن يقتحم بعض أفراد العصابة شقة المهزوز، ويتردد المهزوز فى اتخاذ موقف إلى أن يبلغ الشرطة، لكنه يتردد فى الاعتراف بالحقيقة فى اللحظة الأخيرة، وبتطور مصطنع يصبح المهزوز أحد أفراد العصابة ووسط الأحداث يتطور خط درامى قانوني.. عشيقة وخطيبة وبينهما المهزوز، ثم يُسدل الستار بعد أن يتجاوز المهزوز مرحلة التردد.. حبكة المسرحية تعتمد على سلسلة من المفارقات فى خلق الكوميديا، ويلجأ الحوار فى بعض المواقف إلى التكرار للتأكيد على ساحات الكوميديا، ويلجأ المؤلف إلى المنولوج الذى تتحدث به الشخصية الرئيسية للتأكيد على الجانب المتردد فى أعماقه، ووسط بناء العرض المسرحى تشعر بمساحات طويلة من الثرثرة التى تتخلل بناء بعض المشاهد.. واعتمد  الإخراج فى أغلب المشاهد على استغلال حاجة المسرح التى تقع فى يسار المنصة من جهة المتفرج، وإضافة مشاهد جميلة تؤكد جانب اللياقة المسرحية التى يتمتع بها صبحي.

كلمة أخيرة.. إضافة مسرح جديد إلى رصيد مسارح الإسكندرية نقطة تضاف إلى رصيد صبحي، وسوف تتضاعف قيمة هذا الرصيد حينما يقدم فوق هذا المسرح عرضًا يرتفع إلى مستوى الإمكانيات الفنية لصبحى وموهبة لينين الرملى فى الكتابة.
«آخرساعة» ٢٢ يوليو