بأقلام الأشقاء

فى ذكرى العاشر من رمضان : مصر.. ملحمة خالدة ومكانة غير قابلة للتهميش

طارق على فرج الأنصارى
طارق على فرج الأنصارى

ستبقى ذكرى العاشر من رمضان عام 1393 هجرياَ، حدثاً استثنائياً فى التاريخ المصرى الحديث بصفة خاصة والعربى والإسلامى بصفة عامة، هى ذكرى ملحمة العبور العظيم التى سطرها أبناء الجيش المصرى العظيم استرداداً للأرض ودفاعاً عن الشرف والعزة والكرامة.

هذه الذكرى، التى تحقق فيها أعظم انتصار للأمة العربية فى تاريخها الحديث ضد محتل متغطرس صورت له أوهامه أنه لن يُقهر أو يُهزم، تجسد وبحق أصالة وبسالة شعب مصر وقواته المسلحة وقدرتهم على صنع المعجزات فى أوقات الأزمات.

فقد انطلق الجيش المصرى فى العاشر من رمضان 1393 هجرياً الموافق السادس من أكتوبر 1973 ميلادياً جواً وبحراً وبراً ليقهر جيش الاحتلال ويحطم خط بارليف الذى قيل عنه إنه منيع، ودمر مخططات العدو محققاً انتصاراً تاريخياً أعاد لمصر والمنطقة العربية أرضها وكرامتها وأثبت للعالم أجمع أن لمصر درعاً وسيفاً لا يستهان بهما مهما كانت الصعاب والتحديات.

وتحل ذكرى نصر العاشر من رمضان، العظيم، هذا العام متواكبة مع إنجازات كبرى ومشاريع قومية ضخمة وتحولات مشهودة تعيشها جمهورية مصر العربية تحت قيادتها الحالية فى المجالات كافة، تلك القيادة الرشيدة التى يدير دفتها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، بكل حكمة واقتدار وسط بحر متلاطم الأمواج وتحديات جسام تعيشها المنطقة والإقليم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وتلقى بظلال كثيفة على مستقبل هذه المنطقة من العالم.

إن مصر ليست دولة عادية فى محيطها ولا إقليمها، بل هى دولة محورية ذات مكانة وصاحبة رؤية وهى رمانة الميزان وأساس الأمن والاستقرار فى هذه المنطقة الحيوية من العالم، وإن قدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار وحضور دورها فى القضايا المصيرية التى تشهدها منطقتنا يجعلها قبلة لقادة وزعماء العالم المتطلعين للحفاظ على السلم والأمن الدوليين ومنع الفوضى واتساع الحروب، وعلى هذا الأساس تفشل وستفشل دائماً كل المحاولات الهادفة إلى تهميش دور مصر أو التقليل من أهميته أو إبعاده عن معادلات المنطقة، ولن تفلح أى محاولة لتطويق هذا البلد المحورى الكبير بأى قلاقل أو نيران محيطة.

وعلى المستوى الثنائى وبالنسبة للعلاقات بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية، فإن ذكرى نصر العاشر من رمضان تأتى هذا العام محملة ببشائر الخير ونسائم الرخاء، فقد تجاوزت العلاقات بين البلدين مرحلة المستويات النمطية وانطلقت إلى مرحلة من التشارك فى الرؤى والمصالح المشتركة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون من أجل تحقيق كل ما يصبو إليه الشعبان الشقيقان وذلك فى ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، حفظهما الله، اللذين نجحا فى وضع أسس هذه العلاقات ودعائمها التى تقوم عليها.

وانعكست هذه العلاقات المتينة فى زيارات متبادلة على مستوى القيادة ورئاسة الوزراء والدبلوماسيين وانعقاد اللجنة العليا المشتركة فى الدوحة برئاسة وزيرى خارجية البلدين الشقيقين والتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى تغطى جميع المجالات.

ولا يغيب عنا فى هذه الذكرى العظيمة إلقاء الضوء على الجهود الكبيرة التى تقوم بها الدوحة والقاهرة من أجل وقف الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطينى الشقيق وعقد صفقات تبادل الأسرى سعياً إلى وقف شامل ودائم لهذه الحرب المدمرة ومنع اتساعها وامتدادها.

وفى هذا الصدد هناك تنسيق وتشاور دائمان بين القاهرة والدوحة وعقد جولات تفاوض بحضور كافة الأطراف المعنية بالتناوب بين عاصمتى البلدين من أجل التوصل إلى هذا الهدف، ما يعكس بكل وضوح المستوى الراقى والملحوظ الذى تشهده العلاقات بينهما.

فى الختام لا يسعنى إلا أن أتقدم بأخلص التهانى والتبريكات لجمهورية مصر العربية الشقيقية، قيادة وحكومة وشعبا، بهذه الذكرى الطيبة المباركة داعيا الله العلى القدير أن يديم على مصر نعمة الأمن والاستقرار والسلام وعلى شعبها العظيم بالرخاء والازدهار .

سفير قطر بالقاهرة