حتى الحاضنة الأم.. تلفظ الجماعة الإرهابية

أيمن فاروق
أيمن فاروق

ما‭ ‬طار‭ ‬طير‭ ‬وارتفع‭ ‬إلا‭ ‬وكما‭ ‬وقع،‭ ‬هكذا‭ ‬حال‭ ‬الإخوان‭ ‬حاليا‭ ‬يشعرون‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬التيه،‭ ‬التشتت،‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬يحاولون‭ ‬إظهار‭ ‬أنفسهم‭ ‬متماسكين‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بأكاذيب‭ ‬يتناولها‭ ‬ذبابهم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬منهارين‭ ‬إداريا‭ ‬ومعنويا‭ ‬ونفسيا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬الانهيار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القيادات‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬بين‭ ‬عناصرهم،‭ ‬فالواقع‭ ‬يحاصرهم‭ ‬بفرضيات‭ ‬صعبة،‭ ‬فجميع‭ ‬أكاذيبهم‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬وقنواتهم‭ ‬المزعومة‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭ ‬تتكشف‭ ‬وتتضح‭ ‬للجميع‭ ‬بأنهم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المرتزقة‭ ‬والمدعين،‭ ‬يلوون‭ ‬الحقيقة‭ ‬وفقا‭ ‬لمصالحهم،‭ ‬ضربات‭ ‬متتالية‭ ‬تقصم‭ ‬ظهر‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬2013،‭ ‬ولأنه‭ ‬لا‭ ‬يحيق‭ ‬المكر‭ ‬السيئ‭ ‬إلا‭ ‬بأهله،‭ ‬ضربت‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬صراعات‭ ‬عديدة‭ ‬تحولت‭ ‬فيها‭ ‬القيادة‭ ‬إلى‭ ‬جناحين‭ ‬متناحرين،‭ ‬كما‭ ‬انتشر‭ ‬الفساد‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة،‭ ‬وتحولت‭ ‬قيادة‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬إلى‭ ‬رأسين‭ ‬ثم‭ ‬ظهر‭ ‬جناح‭ ‬ثالث‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬وانتشر‭ ‬الفساد،‭ ‬واصطدم‭ ‬الشباب‭ ‬مع‭ ‬تخلي‭ ‬قيادات‭ ‬الجماعة‭ ‬عنهم،‭ ‬ولأن‭ ‬الجماعة‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بالأوطان‭ ‬وتعشق‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الحرام‭ ‬وتسعى‭ ‬دوما‭ ‬لمصالحها‭ ‬وتمارس‭ ‬إرهابا‭ ‬متعدد‭ ‬الجوانب‭ ‬منه‭ ‬المسلح‭ ‬وآخر‭ ‬معنويا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الكذب‭ ‬عبر‭ ‬السوشيال‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬أنها‭ ‬ان‭ ‬تدخل‭ ‬نفقا‭ ‬مظلما‭ ‬تسير‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬فها‭ ‬هي‭ ‬بارجواي‭ ‬تنضم‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭ ‬وتصنف‭ ‬الإخوان‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية،‭ ‬وذلك‭ ‬للجوئها‭ ‬للعنف‭ ‬وتهديدها‭ ‬للاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الضربات‭ ‬المتتالية‭ ‬ولى‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬وجهه‭ ‬شطر‭ ‬بريطانيا‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬العاصمة‭ ‬الثانية‭ ‬له‭ ‬والأب‭ ‬الروحي‭ ‬له‭ ‬وفقا‭ ‬لاعتبارات‭ ‬تاريخية‭ ‬تقضي‭ ‬بذلك،‭ ‬لتفتح‭ ‬ذراعها‭ ‬لقيادات‭ ‬وعناصر‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬جراء‭ ‬تورطهم‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬بريطانيا‭ ‬الحاضنة‭ ‬الأم‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬تحصد‭ ‬نتائج‭ ‬سياساتها‭ ‬بتزايد‭ ‬جرائم‭ ‬الكراهية،‭ ‬مما‭ ‬دفعها‭ ‬للتحرك‭ ‬ضد‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬و»الإسلاموفوبيا‮»‬‭ ‬الوجهان‭ ‬لعملة‭ ‬رديئة،‭ ‬وفي‭ ‬القلب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية،‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬تعريفا‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬للتطرف‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬مكافحة‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬ريشي‭ ‬سوناك‭ ‬بانه‭ ‬‮«‬سم‭ ‬للديمقراطية‮»‬،‭ ‬الخطوة‭ ‬البريطانية‭ ‬جاءت‭ ‬متأخرة‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬المضطر‭ ‬بعد‭ ‬تزايد‭ ‬جرائم‭ ‬الكراهية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لحكومة‭ ‬سوناك‭ ‬التحرك‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬ضد‭ ‬التنظيم‭ ‬الإخواني‭ ‬الإرهابي‭ ‬وجماعته‭ ‬إذ‭ ‬أنها‭ ‬تتعامل‭ ‬وفقا‭ ‬لمصالحها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إقدامها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بخطوة‭ ‬لتهدئة‭  ‬بعض‭ ‬دوائر‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬بعد‭ ‬المظاهرات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬شعارات‭ ‬تهدد‭ ‬السلم‭ ‬العام‭ ‬البريطاني‭.‬

لندن‭ ‬تدفع‭ ‬فاتورة‭ ‬رعايتها‭ ‬للجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬واحتضنت‭ ‬كل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وسمحت‭ ‬لها‭ ‬بالإقامة‭ ‬على‭ ‬أراضيها،‭ ‬ووفرت‭ ‬ملاذات‭ ‬آمنة‭ ‬للإخوان‭ ‬ولكل‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬اكتوت‭ ‬بنيرانها‭ ‬وأفكارها‭ ‬المتطرفة،‭ ‬دفعها‭ ‬لتحجيم‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬وتوقف‭ ‬حرية‭ ‬نقل‭ ‬الأموال‭ ‬للجماعة‭ ‬الإرهابية‭.‬

الضربات‭ ‬المتتالية‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬يمكننا‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬بوضوح‭ ‬بأن‭ ‬التنظيم‭ ‬الإخواني‭ ‬قارب‭ ‬على‭ ‬النهاية‭ ‬لأن‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬أصابتها‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬ومثيلاتها‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وباقي‭ ‬القارات،‭ ‬لهذا‭ ‬فإنهم‭ ‬يعيشون‭ ‬مرحلة‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬السيئة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الجماعة‮»‬‭ ‬فهم‭ ‬أشبه‭ ‬بمطاريد‭ ‬الجبل‭ ‬أو‭ ‬المشتتون‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬وستظل‭ ‬هكذا‭ ‬لأن‭ ‬الإخوان‭ ‬بدون‭ ‬مبدأ‭ ‬ويظهرون‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬يبطنون،‭ ‬فهم‭ ‬أصحاب‭ ‬نوايا‭ ‬خبيثة،‭ ‬دون‭ ‬منهج‭ ‬واضح‭ ‬وصريح،‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعنف‭ ‬والتدمير‭ ‬مبدأهم‭ ‬ووسيلتهم‭ ‬لفرض‭ ‬سياستهم،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬الجماعة‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬نهايتها‭.‬

;