بدون إزعاج

زميلة الصدفة «حبيبة الشماع»

مصطفى عدلى
مصطفى عدلى

أيام متشابهة عاشتها بين أحضان أجهزة دقيقة تحمل لهم الأمل، أحدهم يجلس يوميًا تحت قدميها، يطمع فى همسة من فلذة كبده، على الجانب الآخر تقف صديقتها المقربة، تمسك بالمصحف الشريف تتمسك بالنفس الذى يُعيد لها زهرة شبابها، أيقونتها، بالأمس القريب انتهى كل شىء سقطت ورقتها، ماتت، الآن أخبركم بأن تلك الفتاة لم تقتل وحدها بل مات برحيلها أبوها وأمها، مازالت عقولهما ترفض القدر، تتعجب من تبدل الرداء من ذلك الفستان الأبيض ليلة عرس صغيرتهم إلى هذا الكفن المفاجئ، أما أنا سوف أحكى لكم عنها، عن صدفة جمعتنا فى رحلتها التدريبية لتحقيق شغفها فى أن تصبح مذيعة مشهورة، كانت مجتهدة للغاية، على خلقٍ رفيع، تؤمن بقيمة العلم والمعرفة، أكتب اليوم من أجلها من أجل حقها، لقد قفزت هربًا من شيء، اختارت الموت ليس لهواجس فى نفسها، كان قفزها آخر الحلول وأصعبها وهى الفتاة الشجاعة المتزنة فى قراراتها، ننتظر كشف الحقيقة لينال المتهم العقاب لو ثبت إدانته فى القضية.
رحم الله زميلة الصدفة حبيبة الشماع وإنا لله وإنا إليه راجعون.