إنها مصر

مصر والشركاء الأوروبيون

كرم جبر
كرم جبر

"لم أغامر بكم يومًا، ولم أتخذ قرارًا أضيع به مصر أبدًا" عبارة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى .. فمن يبنى ويشيد ويتطلع أن تكون بلده أم الدنيا وأحسن بلد فى الدنيا، لا يغامر ولا يتخذ قرارات تضيع البلد، وإنما يتطلع إلى المستقبل بعزيمة وإصرار ورغبة فى مواجهة التحديات والمشاكل والأزمات .


فالرئيس لم يتسلم مصر دولة غنية، ولا قوية، ولا متعافية، العكس تماماً هو الصحيح، وكانت البلاد قبل توليه الحكم تصعد بسرعة كبيرة إلى الهاوية.
كانت البلاد على وشك الدخول فى حروب أهلية، وفئات اجتماعية وتيارات سياسية متنافرة ومتناحرة، وتمسك بالخيوط جماعة إرهابية قفزت إلى السلطة، وحولت مسار الأحداث إلى العنف والاعتصامات والاضطرابات، التى لم يتصور أحد نهايتها إلا بعد عشرات السنين.
وبفضل الله وجهود المخلصين، استردت البلاد عوامل قوتها، ودخلت فى حرب مقدسة ضد الإرهاب، تكلفتها مليارات الجنيهات واستنزفت موارد الدولة، فعاد الاستقرار إلى ربوعها، ولا تقدم ولا تنمية ولا استثمارات دون الاستقرار.
وشهدت البلاد ثورة فى المشروعات الكبرى، يشهد بها القاصى والداني، وكان مستحيلاً أن تعالج مشاكلها وأزماتها الحادة دون توفير فرص عمل كريمة لأكثر من خمسة ملايين مواطن.
وراهن البعض على تفاقم المشاكل والأزمات فى السنتين الأخيرتين، وتزامن مع ذلك دعاية وشائعات مضادة تبشر بالخراب والدمار، وهروب الاستثمارات الخارجية، حتى تظل البلاد فى دائرة الأزمة.
ولكن .. لأن الرئيس لم يفعل شيئاً لبلاده سوى الخير، والعمل الشاق ليل نهار، "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً"، وبدأت بشائر الخير في" رأس الحكمة"، وفى وقت قياسى بدأت الأزمات تتلاشى واحدة تلو الأخرى.
وبعد أن كانت مؤسسات التمويل الدولية تصدر تقارير سلبية، انقلب الموقف وتحولت مواقفها الظالمة، وبدأت تبشر بمعدلات نمو مرتفعة ومقدرة على التعافى والإصلاح.


وكانت الثمرة فى الاجتماعات التى تمت أمس فى القمة المصرية الأوروبية التى استهدفت نقلة نوعية فى التعاون والتنسيق إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والكاملة، بمشاركة رؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا واليونان والنمسا.
لأنها مصر التى استردت قوتها وحاربت الإرهاب واستمرت فى المشروعات الكبرى، وأشاد العالم كله بدورها الكبير فى أزمة الحرب على غزة، وإصرارها على إفشال مخططات التهجير القسري، وإدانة حرب الإبادة والتجويع واستهداف المدنيين.
وتغيرت الصورة من مواقف أوروبية سلبية للقضية الفلسطينية، إلى حماس كبير لوقف الحرب وحل الدولتين، والوقوف بجوار مصر، الدولة التى تحملت العبء الأكبر فى الأحداث المتتالية، لأن قوتها واستمرارها يحفظ الأمن والاستقرار فى المنطقة، ويمنع توسيع نطاق الحرب الذى يلحق أضراراً بالغة بالجميع.
المواقف لا تتجزأ، والرئيس الذى لم يغامر ولم يتخذ يوماً قراراً يضيع البلد، هو نفسه المدافع القوى عن القضية الفلسطينية والأمن القومى العربى.