حريات

دراما رمضان

رفعت رشاد
رفعت رشاد

صار النشاط الفني والإنتاج الدرامي جزءا حيويا من القوة الناعمة للدول. تولي مصر اهتماما لهذا المجال وتوفر له الإمكانات اللازمة لنجاحه. ويعد موسم عرض الإنتاج الدرامي في شهر رمضان فرصة لتقديم أكثر من رؤية للثقافة الدرامية. وهذ العام قدمت الشركة المتحدة العديد من المسلسلات التي طرحت قضايا تتناول مسائل يهتم بها شرائح كبيرة من المواطنين في إطار درامي محترف. 
وجاءت فكرة عرض مسلسل الحشاشين وهو إنتاج درامي ضخم لتقديم دراما تنافسية على المستوى الإقليمي من حيث فكرة الموضوع وتناوله وفنيات الأداء والإخراج، في ظل المنافسة التي تفرضها القوة الناعمة والتي صارت عنصرا جوهريا في استراتيجيات الدول. فمن حيث الفكرة فإن موضوع الحشاشين متكامل الإثارة والتشويق كموضوع تاريخي وهو يتضمن القصة المثيرة والأشخاص المثيرين والمرحلة المرتبكة التي جرت فيها الأحداث وكذلك تأثير ما جرى على زمننا المعاصر. 
إن الأفكار لا تموت بسهولة، لذلك فإن الدعوة الباطنية امتدت لتتواصل مع دعوات استجدت في زمننا المعاصر بصورة أخرى، وطرح الموضوع على مدى شهر رمضان يتيح الفرصة للمشاهدة والتحليل والنقد لكل مهتم ولجمهور المشاهدين الذين قد لا يعرفون لب الموضوع، وبهذا العمل الدرامي يكونون مشاركين بفكرهم فيما قد يحدث من جراء أفكار غير مألوفة وغير متجانسة مع المجتمع.  
لم تكن جماعة الحشاشين نشازا بالنسبة للزمن الذي وجدت فيه، فقد كانت هناك جماعات أوروبية تماثلها مثل جماعة فرسان المعبد وغيرها لكن تميز الحشاشون بممارسة القتل بمهارة عالية وكانت كواليس تدريبهم وتفاصيل البيئة التي يعيشون فيها في غاية الإثارة وقد وصلت شهرتهم إلى كل مكان في العالم القديم وتحول اسم الجماعة أو العضو فيها إلى معنى مجسد للقتل، فصار القاتل -الذي يغتال الأشخاص- يسمى «أساسين» وصارت الكلمة أساسية في كل اللغات والقواميس. 
تعيد الدراما تجسيد التاريخ برؤية مغايرة وهو ما يتيح الفرصة للتفكر والتدبر وإعادة النظر في الأمور.